أسئلة تلاميذ الحب شيخَ الحب :
قالوا له : ما العناق ؟
قال : هو محاولة يائسة لإلصاق القلب بالقلب .
قالوا له : فلماذا يتلذذ به المشتاقون ؟
قال : لأن المحاولة اليائسة أحب إليهم من يأس المحاولة .
قالوا له : فما التقبيل ؟
قال : هو توهم انتقال الروح في جسد المحبوب .
قالوا : فلماذا يُغْمِض المقبّل عينيه عند التقبيل ؟
قال : لأنه معزول بقبلته عن الوجود ، فلا معنى للبصر في هذه العزلة .
قالوا : ما الفرق بين تقبيل الخد وتقبيل الفم ؟
فقال : قبلة الخد خضوع لجمال الجسد ، وقبلة الفم هي قربان الروح للروح .
قالوا : كيف وجد العاشق ريق محبوبه أحلى من العسل وأروى من ماء المزن وأسكر من النبيذ المعتق ؟!
قال : لأنه توهم أنه يذوب فيه ، وأنه قد انماع برطوبته ، ويحسب أنه به انصهرت قيود انطلاقة الروح في الجسد .
قالوا : ما الذي يجده العاشق في أنفاس معشوقه ، حتى تكون إليه أحب من أنسام الجنان وهبات الأزاهير ونفحات الطيب ؟!
فقال : يجد فيها مواثيق القرب ، وعهود الوصل ، وأوثق عرى النوال .
قالوا : فلماذا تذبل العين عند نظره إلى محبوبه ؟
قال ؛ لأنه سكران من لذة الاقتراب ، تكاد تأخذه غفوة النشوان .
قالوا : فلماذا يكثر بكاء العشاق عند اللقاء ؟
فقال : يا ثقلاء !! لعلمهم بضرورة الافتراق !
قالوا : فهل يشبع العشاق ؟
قال : نعم ، إذا لم يعشقوا !!
قالوا : هل يعشق العاشق مرتين ؟
قال : إن عاش حياتين !
قالوا : لماذا ينظر الناس للعشاق وكأنهم مجانين ؟!
قال : لأن العقل تاجر ، لا يقبل الخسارة ، وأما القلب فباذل ، يحسب الربح في الخسارة .
قالوا : بماذا تنصح الناس ؟
قال : أن يعشقوا !!!
بقلم الشريف حاتم بن العوني
إلقاء وهندسة: معتصم الشامي
الخلفيات بصوت بدر الحمودي