قبل أيام، قالت مصادر فرنسية إنها لا تستبعد تصعيد إسرائيل لعملياتها ضد لبنان، في إشارة إلى حرب إسرائيلية محتملة على جنوب لبنان، وهو احتمال أشار إليه عدد من المسؤولين الإسرائيليين خلال الشهر الجاري. ولفتت المصادر إلى أن عودة التفاوض اللبناني-الإسرائيلي، المعروف بـ«الميكانيزم»، لا تمثل ضمانة حاسمة لمنع اندلاع حرب إسرائيلية ضد لبنان، قد تقتصر على الجنوب أو تمتد إلى نطاق أوسع.
بالتوازي، نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين أن إسرائيل أبلغت فرنسا بأنها ستمنح الحكومة اللبنانية مهلة حتى نهاية العام لإنجاز مهمة نزع سلاح «حزب الله»، وإلا ستتدخل إسرائيل بنفسها لتنفيذ المهمة.
وعلى وقع التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد لبنان المتواصل خلال الأشهر الماضية، سواء في جنوب البلاد أو في حي الضاحية جنوب العاصمة، قررت الرئاسة اللبنانية تفعيل آلية التفاوض مع إسرائيل عبر «لجنة الميكانيزم»، والتي كانت متوقفة لعقود، لكن من غير المؤكد ما إذا كانت عودة التفاوض مع إسرائيل، المفترض أن يبدأ في 19 ديسمبر، بداية لتراجع التصعيد العسكري الإسرائيلي أم لا.
التصعيد العسكري الإسرائيلي يطرح على لبنان أسئلة تتجاوز احتمال تجدد الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، ذلك أن الأسئلة الأكبر داخلية بالأساس، وتشمل علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية، وعلاقة المكون الشيعي بباقي المكونات المسلمة والمسيحية في لبنان، بعد أكثر من 35 عامًا على تصديق البرلمان اللبناني، في نوفمبر 1989، على اتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا ومزقت لبنان.
وإلى جانب سؤال المواجهة العسكرية المحتملة مع إسرائيل والأسئلة الداخلية المرتبطة بهذه المواجهة، فهناك أيضًا ملابسات الإقليمية المعقدة التي تحيط بلبنان.
سفير مصر الأسبق في لبنان، أشرف حمدي، صاحب الخبرة الدبلوماسية المتراكمة يقدم تحليلًا لطبيعة الواقع اللبناني واحتمالات القادم.