أولاً: الجبار بمعنى العالي على خلقه من قولهم تجبر النبات إذا علا .
ثانيًا: معناه المصلح للأمور، من جبر الكسر إذا أصلحه، وجبر الفقير إذا أغناه، لذا ففيه صفة جمال وصفة جلال إذ يجبر الكسر سبحانه وفي نفس الوقت له الجبروت بمعنى العظمة والجلال والقوة.
يقول الخطابي: "الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد"، والمقصود بالإرادة هنا الإرادة الكونية.
فلله إرادتان: إرادة كونية وإرادة دينية، فالكونية هي سنن الله في الكون التي تنفذ فينا وليس لنا حيالها أي تصريف {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس/82]، أما الإرادة الدينية فهي التي تعبدنا الله بها وأمرنا أن نلجأ إليه وفقها وبمقتضاها.
قال ابن القيم في النونيــــــــة:
وكذلك الجبار من أوصافه .... والجبر في أوصافه قسمانِ
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا .... ذا كسرة فالجبر منه داني .
والثاني جبر القهر بالعز الذي .... لا ينبغي لسواه من إنسانِ
وله مسمًى ثالث وهو العلو .... فليس يدنو منه من إنسانِ
من قولهم جبارة للنخلة العليا .... التي فاتت لكل بنانِ