Sign up to save your podcastsEmail addressPasswordRegisterOrContinue with GoogleAlready have an account? Log in here.
حكايات من الكتب – بودكاست عربي يقدم ملخصات صوتية لكتب وروايات وقصص مشوّقة، بأسلوب سهل وجذاب📚🎧 استمع وتعلّم في دقائق... more
FAQs about حكايات من الكتب:How many episodes does حكايات من الكتب have?The podcast currently has 348 episodes available.
May 23, 2025السعادة - ما هي؟ وكيف الحصول عليها؟يحكى أن إنساناً كان يبحث عن السعادة. لقد كان يرى أن جميع الناس يتفقون في طلب السعادة، ولكن القليل منهم من يحصل عليها. وكان يتساءل: ما هي السعادة؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟. تعلّم هذا الإنسان أن السعادة هي الحياة الطيبة، وحقيقتها هي انشراح الصدر. وسبب انشراح الصدر هو شعور القلب بالراحة. وضد السعادة هو الشقاء، وهو المعيشة الضنك التي حقيقتها ضيق الصدر وشعور القلب بعدم الراحة. عرف أيضاً أن السعادة تجعل الإنسان لا يبالغ في الحزن على الماضي، ولا في النكد على الحاضر، ولا في الخوف من المستقبل. أدرك أن الإنسان مخلوق من جسد وروح. فللجسد سعادته الخاصة به التي تأتي عن طريق الأمور المحسوسة مثل المسموعات والمرئيات والمأكولات والمشروبات والمشمومات. وأما الروح، فهي نفخة من الملك، وسعادتها تكون عن طريق الملك، أي بامتثال الدين الذي شرعه الله ونزل به الملك. وهكذا، السعادة سعادتان: جسدية وروحية. ولا يكون الإنسان سعيداً حتى يُسعد جسده بروحه ويسعد روحه بجسده. اكتشف أن أول طريق السعادة هو الإسلام. فالمهتدي إلى الإسلام يكون منشرح الصدر، والضال عنه يكون ضيق الصدر. فالله خلق الإنسان من جسد وروح، وجعل في روحه حاجة للدين. من عرف الإسلام واهتدى إليه انشرح صدره، ومن ضل عنه ولم يعرفه أو عرفه ولم يعتنقه ضاق صدره. وتأمل في حال غير المسلمين الذين يعانون من ضيق الصدر، حتى أن منهم من ينتحر أو يفكر فيه. عرف أن نصيب المسلم من السعادة يتحدد بقدر علمه بالدين وإيمانه به وعمله بأحكامه. فالله جعل في الروح حاجة لمعرفة الأخبار الغيبية والإيمان بها لينضبط تصور الإنسان للغيبيات ويحيا حياة طيبة. كما جعل في الروح حاجة لمعرفة الأحكام والعمل بها لتنضبط عبادات الإنسان ومعاملاته ويحيا حياة طيبة. تعرف على من هم السعداء حقاً: إنهم المسلمون الذين يستقيمون على دينهم. وأكملهم سعادة هم أكثرهم حرصاً على إسعاد أرواحهم (بالدين) وأقلهم توسعاً في إسعاد أجسادهم (بالمتع المباحة) بدون تشدد. وهناك أربعة أصناف من المسلمين: الصنف الأول هم الأقل سعادة، يكتفون بكونهم مسلمين لكن يتركون الواجبات ويفعلون المحرمات ويتوسعون في إمتاع الجسد بالحلال والحرام. الصنف الثاني يتجنبون المحرمات وال مكروهات لكنهم يتوسعون في إمتاع الجسد بالمتع المباحة. الصنف الثالث وهم أكمل المسلمين سعادة، يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات ويحرصون على المستحبات وترك المكروهات، ولا يهمهم التوسع في متع الجسد بل يأخذون منها ما يحتاجون إليه فقط. الصنف الرابع قد يكونون متشددين ويمنعون أنفسهم من المتع المباحة، فيشعرون بسعادة روحية عظيمة لكنهم يشقون أجسادهم بلا فائدة، وهذا من جهلهم بالدين القويم. علم أن من علامات السعداء توجه قلوبهم للآخرة واحتقار الدنيا. وهذا لا يعني ترك العمل وطلب الرزق، بل يعني أن الدنيا لا يكون لها قدر كبير في النفس، ويأخذ منها الإنسان ما يحتاج فقط. وتعلم أن من صفات السعداء التحلي بالشكر والصبر. فإذا ابتُلي بالخير شكر، وإذا ابتُلي بالشر صبر. والذي يشكر و يصبر يكون سعيداً، والذي يزيد على ذلك ك مقابلة الإساءة بالإحسان تزداد سعادته. تساءل: كيف يكون المبتلى بمصيبة سعيداً؟. علم أن المسلم المستقيم على دينه هو من السعداء. وإذا كان قلبه متوجهاً للآخرة ومحتقراً للدنيا، فهذه علامة على سعادته. وإذا كان متحلياً بالشكر والصبر، فهذه صفة من صفات السعداء. وإذا ابتُلي بمصيبة، فهناك ثلاث خطوات تساعد على الثبات على السعادة أو زيادتها:الخطوة الأولى: تذكر أن السعيد حقاً هو من تمسك بدينه، وأن الشقي حقاً هو من فرَّط في دينه. فاجعل فرحك بتمسكك بدينك سبباً لتقليل الحزن من مصيبة دنياك. قصص مثل قصة الطبيب الذي فقد سعادته رغم راتبه الكبير عندما فرَّط في الصلاة، وقصة الرجل الآخر الذي وجد سعادته في بساطة الحياة والالتزام بالدين بعد أن كان يشعر بالمشقة في حياته الدنيوية المليئة بالأعمال الكبيرة، تؤكد هذه الحقيقة.الخطوة الثانية: تذكر النعم العظيمة التي حصلت عليها كالأمن في الوطن، والصحة في البدن، والقوت الأساسي. فهذه النعم لا تُعد المصائب شيئاً بجانبها. تذكر من فقدوا الطعام والأمن أو يعانون من الأمراض المستعصية. قصة الصديق الذي كان يحزن لعدم وجود وظيفة، لكنه أدرك أنه يملك نعمة الصحة التي قد يتمنى الأغنياء إنفاق أموالهم للحصول عليها، علَّمته أن تذكر النعم يقلل الحزن من المصيبة.الخطوة الثالثة: توجه إلى الله بالدعاء. اعلم أن ربك الحكيم الذي ابتلاك هيأ لك باباً للتخلص مما أنت فيه وهو الدعاء. الله يسمعك ويراك وقادر على تحقيق ما تريد، وقد وعد بالإجابة. عوِّد نفسك على الدعاء بإلحاح وتضرع. قصة الشاب طالب العلم الذي كان فقيراً ودعا الله كثيراً وتضرع إليه ليتزوج، حتى رأى وجه فتاة يعرفها في صغره في سجوده، وتم زواجه منها بفضل الله، تبين قوة الدعاء.وأخيراً، علم أن كمال السعادة هو في الآخرة. فالدنيا سفر طويل يؤدي إلى الموت، ثم القبر، ثم البعث، ثم الحشر، ثم الحساب، ثم الجزاء إما جنة وإما نار. السعيد في الدنيا (المستقيم على الدين) هو السعيد في الآخرة. عند الموت تبشره الملائكة بالجنة. في القبر يرى مكانه فيها. في البعث يكون أكثر سعادة لاقتراب موعد دخول الجنة. في الحشر يكون في ظل الله. وفي الحساب يكون حسابه يسيراً. ثم يدخل الجنة دار السعادة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أهلها ينعمون فيها فلا يموتون أبداً، ولا يسقمون أبداً، ولا يهرمون أبداً، ولا يبأسون أبداً. وأعظم نعمة في الجنة هي النظر إلى وجه الله الكريم. وقد رأى حالة المفرط في دينه الذي يعيش في نكد ويتخوف من عاقبته. وسمع قصة الشاب المريض الذي كان متهاوناً في الصلاة وتركها، ورغم تذكيره ودعوته للرجوع والصلاة لينجو من النار ويدخل الجنة، أصر على الرفض حتى مات على حاله تلك. بهذا، فهم الإنسان الباحث عن السعادة أن الطريق إليها يبدأ بالاستقامة على دين الله، والتحلي بصفات السعداء، والصبر والشكر عند الابتلاء، والتوجه إلى الله بالدعاء، وأن السعادة الحقيقية والكاملة لا تكون إلا في الآخرة....more7minPlay
May 21, 2025السطحيونفي قديم الزمان، وقبل أن تضيء الشاشات عالمنا، كان لعقل الإنسان قصة مختلفة. كان هذا العقل يجد متعة في التفكير العميق والقراءة المركزة. كان لديه القدرة على الغوص في أعماق النصوص المعقدة وبناء فهم شامل، وكأنما كان يتبع طريقاً مستقيماً و"خطيًا" في معالجة الأفكار. عرف العقل تحولات عبر التاريخ مع ظهور تقنيات جديدة مثل الكتابة ثم المطبعة، والتي غيرت من طريقة تفاعله مع المعرفة، لكنه ظل يحتفظ بقدرته على التركيز العميق. فالعقل البشري مرن وقابل للتغيير، وهذه الخاصية تسمى اللدونة العصبية (Brain plasticity). لكن العصر الحديث حمل معه ثورة جديدة، عصر الإنترنت والتقنيات الرقمية. فجأة، وجد العقل نفسه محاطاً بفيض لا يتوقف من المعلومات، مرتبطة ببعضها البعض عبر روابط تشعبية (hyperlinks)، وتأتيه من كل مكان بسرعة البرق عبر محركات البحث (مثل جوجل) وشبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، ماي سبيس، تويتر). تأقلم العقل مع هذا العالم الجديد بسرعة، فهو بارع في التكيف. أصبح يتقن فن التنقل السريع بين الصفحات، والمسح الضوئي للنصوص بدلاً من قراءتها بعمق. اكتسب مهارة تعدد المهام (multitasking)، حيث يقفز من مهمة لأخرى بسرعة. لكن هذا التكيف لم يمر دون ثمن. بدأ العقل يلاحظ أن قدرته على التركيز العميق والاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة تتضاءل. الشعور بالانشغال الدائم والتدفق المستمر للمعلومات جعله يفقد "صبره" على التفكير البطيء والمتأني. تغيرت مساراته العصبية لخدمة السرعة والتشتت بدلاً من العمق والتركيز. وكأن العقل أصبح "سطحيًا"، يطفو على سطح المعلومات بدلاً من الغوص في أعماقها. بدأ بعض العلماء والخبراء يدرسون هذا التغيير. لاحظ جاري سمول (Gary Small) وماريان وولف (Maryanne Wolf) وآخرون كيف تتغير أدمغتنا حرفيًا تحت تأثير استخدام الإنترنت المكثف. أصبح الفص الجبهي (prefrontal cortex)، المسؤول عن الانتباه والتفكير العميق، يعمل بشكل مختلف. انقسمت الآراء حول هذا التحول. يرى البعض أن هذا التكيف إيجابي، فهو يجعل العقل أكثر كفاءة في التعامل مع حجم المعلومات المتزايد. يصف ستيفن جونسون (Steven Johnson) كيف أن الألعاب الإلكترونية والإعلام الرقمي يمكن أن تحسن بعض المهارات المعرفية وتجعلنا أكثر ذكاءً بطرق جديدة. ويرى البعض أن التفكير "الشبكي" الذي تفرضه التكنولوجيا يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتعاون. لكن الجانب الآخر يرى أننا نخسر شيئًا ثمينًا. نخسر قدرتنا على التأمل العميق، على بناء المعرفة المعقدة التي تتطلب تركيزاً مستمراً. يصبح عقلنا أشبه بمسار سريع للمعلومات، بدلاً من حديقة غناء يمكن التجول في دروبها المعقدة. وهكذا، تستمر قصة عقل الإنسان في العصر الرقمي. عقل يمتلك أدوات غير مسبوقة للوصول للمعلومات والتواصل، ولكنه في نفس الوقت يواجه تحديًا كبيرًا للحفاظ على قدرته على التفكير بعمق في عالم يفضل السرعة والسطحية. إنها معركة مستمرة بين فوائد الاتصال الدائم والوصول السريع، وبين قيمة التركيز الهادئ والتأمل العميق....more7minPlay
May 21, 2025الرجل الذي ظن أن العمل حياتهالرجل الذي ظن أن العمل حياته في عالم العمل، حيث يتنافس الجميع ويسعى للنجاح، كان هناك رجل. دعنا نسميه "أحمد". كان أحمد يرى أن حياته كلها تدور حول عمله. لقد ظن أن العمل هو حياته. لكن أحمد، مثل كثيرين غيره، كان يحمل بداخله مشاعر دفينة وتجارب سابقة تؤثر بعمق على سلوكه وعلاقاته في العمل. كان قلقًا بشأن أدائه، ويخشى الفشل والانتقاد. أحيانًا كان يغار من نجاح زملائه. كان يعتقد أن العمل هو المكان الذي يجب أن يتخلى فيه عن عاطفته، معتقدًا أن المشاعر ليس لها مكان في عالم العمل. كان أحمد يستخدم آليات دفاعية دون أن يدرك ذلك. كان يميل إلى الإنكار أو الإسقاط أو الانسحاب عندما يواجه صعوبات أو انتقادات. هذه الآليات الدفاعية، التي تعلمها ربما في وقت مبكر من حياته، كانت تحميه ظاهريًا لكنها في الحقيقة كانت تعيق تقدمه وقدرته على بناء علاقات صحية في العمل. لقد أدرك أحمد، مع مرور الوقت، أن الضغوطات النفسية في العمل ليست مجرد مشاكل تتعلق بالمهام أو الزملاء الحاليين. إنها غالبًا ما تكون انعكاسًا لصراعات داخلية عميقة وجذورها تمتد إلى تجارب الطفولة والعلاقات الأسرية المبكرة. الخوف من الرفض أو الفشل، على سبيل المثال، يمكن أن يكون له جذور قديمة. العلاقات الصعبة مع الزملاء أو الرؤساء قد تعيد تمثيل أنماط علاقات سابقة. الكتاب الذي قرأه أحمد (والذي كتبته خبيرة العلاج النفسي ناومي شراغاي) أوضح له أن فهم هذه الديناميكيات الداخلية هو المفتاح للتغيير. لم يكن الحل في تجاهل المشاعر الصعبة، بل في مواجهتها وفهمها. بدأ أحمد يتعلم عن الصلابة العاطفية (Emotional Grit) وكيفية تطويرها. اكتشف أن النجاح الحقيقي في العمل يتطلب أكثر من مجرد المهارات المهنية. يتطلب أيضًا الوعي الذاتي والقدرة على التعامل مع المشاعر الصعبة. تعلم أحمد أن يسأل نفسه الأسئلة الصحيحة حول سبب تفاعلاته. لماذا يشعر بالتهديد من زميل ناجح؟ لماذا يتجنب الصراع؟ لماذا يبالغ في تقدير إنجازاته؟ لماذا يجد صعوبة في تقبل النقد؟ من خلال فهم أنماط تفكيره وسلوكه، والاعتراف بتأثير ماضيه، بدأ أحمد يغير طريقة تعامله مع التحديات في العمل. أصبح أقل خوفًا من الرفض والفشل، وأكثر قدرة على بناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. لقد أدرك أن السعي الدائم لإرضاء الآخرين أو تجنب الصراع بأي ثمن هو استنزاف للطاقة ويعيق النجاح الحقيقي. وأن الغرور أو الغيرة يمكن أن يكونا إشارة إلى شعور عميق بالنقص. بفضل هذا الفهم الجديد، لم يعد أحمد يرى عمله مجرد مهام يجب إنجازها. بل أصبح يرى العمل كفرصة للنمو الشخصي، لتحسين علاقاته، ولتحقيق النجاح بطريقة مستدامة وصحية. لم يعد "الرجل الذي ظن أن العمل حياته"، بل أصبح رجلاً يعيش حياة متوازنة، يفهم مشاعره ويديرها بفعالية، ويستخدم هذه الصلابة العاطفية ليس فقط للنجاح في العمل، ولكن أيضًا للنجاح في الحياة ككل. إن قصة أحمد (وقصص أخرى مشابهة يستخدمها الكتاب مثل فيليستي، ماكس، روبرت، داني، لويس، وستيفن) تظهر أن فهم الجوانب العاطفية والنفسية هو أمر أساسي للتفوق في عالم العمل المعقد. الكتاب، بترجمة د. هناء خليف غني، هو دليل لمساعدة القارئ على فهم نفسه وعلاقاته في بيئة العمل. إنه يوضح أن المشاعر المكبوتة لا تموت أبدًا، بل تظهر لاحقًا بأشكال أخرى، وأن التعامل مع هذه المشاعر بوعي هو خطوة أساسية نحو النجاح الحقيقي والسعادة....more6minPlay
May 21, 2025الأمير الصغيرتبدأ القصة بالراوي وهو يتحدث عن طفولته، حيث رسم رسمتين في السادسة من عمره. كانت الرسمة الأولى لثعبان بوا يبتلع فيلاً. عرضها على الراشدين (الكبار) وسألهم إذا كانت تخيفهم. أجابوه: "ماذا يخيفنا قبعة؟". لم يكن رسمه قبعة من الخارج، بل كان يمثل ثعبان بوا يهضم فيلاً. الراشدون لم يتمكنوا من فهم الرسمة واضطروا لتقديم توضيحات لهم. رسم لهم الرسمة الثانية التي تظهر الفيل داخل ثعبان البوا. نصح الراشدون الراوي بأن يترك رسوم ثعابين البوا، سواء كانت من الداخل أو الخارج، وأن يهتم بالجغرافيا والتاريخ والحساب. وهكذا تخلى الراوي عن مهنته كرسام واضطر لاختيار مهنة أخرى، فتعلم قيادة الطائرات. عاش حياة منعزلة لفترة طويلة مع الراشدين ولم يتغير رأيه فيهم. ذات يوم، التقى الراوي بشخص استثنائي في الصحراء، وهو الأمير الصغير. كان الأمير الصغير قادماً من كوكب بعيد. كوكب الأمير الصغير كان بالغ الأهمية له، وكان أكبر بقليل من منزل. تعلمتُ أن كوكبه ليس كبيرًا لدرجة أنه لا توجد فيه كواكب أخرى أو مئات الكواكب. بعض الكواكب الأخرى التي زارها حملت أسماء مثل الأرض والمشتري والمريخ والزهرة، وكانت بعضها صغيرة جداً. على كوكب الأمير الصغير، كان هناك بذور أعشاب نافعة وأخرى ضارة. المشكلة الكبرى كانت بذور الباوباب (شجر الباوباب). كان الأمير الصغير يخشى أن ينمو شجر الباوباب، الذي يبدأ صغيراً، حتى يصبح كبيراً مثل الكنائس ويغطي كل كوكبه. يجب اقتلاع أشجار الباوباب الصغيرة بانتظام لمنعها من النمو وتدمير الكوكب. كان للأمير الصغير وردة على كوكبه. كانت هذه الوردة شديدة التعقيد. كان يسقيها بماء عذب. كانت تخشى تيار الهواء وكانت تضع نفسها تحت غطاء زجاجي في المساء. كان الأمير الصغير يحب غروب الشمس. قال: "أحب غروب الشمس. هيا بنا لنشاهد الغروب...". عندما سأله الراوي: "ماذا سننتظر؟" أجاب: "انتظار أن تغرب الشمس". ترك الأمير الصغير كوكبه. أظن أنه استفاد من هجرة الطيور البرية لكي يقفز ويرحل. سافر الأمير الصغير وزار العديد من الكواكب. قابل ملكاً يحكم كل شيء، وقد أمر الأمير بالجلوس. قابل أيضاً شخصاً مغروراً كان يسكن كوكباً ثانياً. كان هذا المغرور معجباً بنفسه ويُعتبر الراشدون مغرورين لأنهم يعجبون بغيرهم من الناس المعجبين بهم. طلب المغرور من الأمير أن يصفق بيديه، وعندما فعل الأمير، حياه المغرور متواضعاً رافعاً قبعته. قال المغرور لنفسه أن هذه الزيارة أكثر تسلية من زيارة الملك. بعد خمس دقائق من التصفيق، تعب الأمير من رتابة اللعبة وسأل المغرور ماذا يجب عليه فعله حتى تسقط القبعة. قابل أيضاً عامل إنارة (لأمري النور)، وقال أنه يمارس مهمة مريعة. وصل الأمير الصغير إلى كوكب الأرض ، ووصفه بأنه كوكب جاف ومدبب ومالح. في الأرض، التقى بثعلب. سأل الأمير الصغير الثعلب: "من أنت؟"، وأجابه: "أنا ثعلب". اقترح الأمير الصغير أن يلعبا، لكن الثعلب كان حزيناً للغاية وقال: "لا أستطيع اللعب معك، فأنا لستُ مُدجّناً". سأل الأمير عن معنى "مُدجن". شرح الثعلب أن الناس يملكون بنادق ويصطادون، وهذا أمر مزعج، وأنهم يربون الدجاج وهذا شغلهم الوحيد. قال الأمير الصغير أنه يبحث عن الناس، ثم سأل مرة أخرى عن معنى "مدجن"، وقال أنه يبحث عن أصدقاء. لم يرد الثعلب على معنى مدجن في هذه الفقرة. في حوار لاحق، تحدث الثعلب عن أهمية التدجين في خلق الروابط. تحدث الثعلب عن كيف أن مجيء الأمير في وقت معين سيجلب له الفرح. إذا جاء الأمير على الساعة الرابعة بعد الزوال مثلاً، فسيبدأ الفرح يساوره منذ الساعة الثالثة. سأله الأمير عن الطقوس. قال الثعلب أن هذا شيء مفقود. قال الثعلب أنه سيستفيد من هجرة الطيور البرية. قال أيضاً أنه سيستفيد بسبب لون القمح ثم أردف "اذهب لرؤية الورود ثانية". التقى الأمير الصغير أيضاً بعامل تحويل السكة الحديدية (عامل تحويل السكة). سأل الأمير الصغير عن المسافرين الذين يسابقون بعضهم، وسأل عامل التحويل: "أيطاردون المسافرين الذين سبقوهم؟". أجاب عامل التحويل: "لا يطاردون أحداً. هم ينامون بالداخل أو يتثاءبون. الأطفال وحدهم يضغطون أنوفهم على زجاج النوافذ". علق الأمير الصغير بأن الأطفال وحدهم يعرفون ما يبحثون عنه، وأنهم يضيعون وقتهم من أجل دمية قماش، فتصير لها أهمية، حتى إذا ما نُزعت منهم بكوا. قال عامل التحويل: "إنهم محظوظون". في مكان ما في الصحراء، وجد الأمير الصغير والراوي بئراً. ضحك الأمير الصغير ثم لمس الحبل وأدار البكرة. التقى الأمير الصغير بثعبان. قال الثعبان للأمير: "والآن، انصرف، أريد أن أنزل من جديد!". يشير الثعبان لاحقاً إلى قدرته على مساعدة الأمير على العودة. في النهاية، هوى الأمير الصغير ببطء مثلما تهوي شجرة. تظهر بعد ذلك رسمة لنجمة على الأفق....more6minPlay
May 21, 2025الانتحار النفسيفي قلب مدينة صاخبة، وفي عيادة الدكتور أيمن شوقي، المعالج النفسي، اجتمع عدة أشخاص يحمل كل منهم عبء حياته. كان المكان يوحي بالتفاؤل بعض الشيء، مع حوائط باللون الأخضر الفاتح وإضاءة خافتة مريحة. كان هؤلاء الأشخاص على وشك مشاركة قصصهم في جلسة علاج نفسي جماعي.أول من بدأ الحديث كان شاب يدعى محمود أحمد. قصته بعنوان "عجوز في العشرينات". روى محمود عن هروبه المستمر من الواقع، خوفه من الفشل، ومشاكله مع عائلته. شعر دائمًا بأنه فاشل وغير مرئي، وأن الحياة صعبة وطويلة بلا نهاية. تحدث عن رغبته في العزلة والموت كوسيلة وحيدة لإيقاف تدخله في حياة الآخرين وجعلهم سعداء. وصف علاقته بعائلته، خاصة والده الذي كان دائمًا يرى فيه الفشل رغم محاولاته التفوق. شعر بأنه يُعامل كعبد لا كابن. كانت رغبته في الموت قوية لدرجة أنه تمنى أن يأتيه سريعًا.تلتْه شابة بشعر أشقر، اسمها ناردين. عنونت قصتها بـ "وصمة العار محطمة: لا تعاني بصمت". تحدثت ناردين عن معاناتها مع اضطراب القلق والاكتئاب. شعرت أن هذين المرضين يعتبران ضعفًا في الشخصية، وهو اعتقاد سائد في مجتمعها. كانت تشعر بالعار من اكتئابها لأنها تعيش حياة مرفهة ولديها مسيرة مهنية ناجحة. ظلت في حالة إنكار حتى انتحر ابن عمها المقرب، عاصم، الذي كان يصغرها بعامين فقط ولم يخبرها أبدًا بمعاناته النفسية. أدركت أن الصمت والخجل يمكن أن يقتلا. قررت أن مواجهة مرضها ليست ضعفًا، وأن الشعور بالفراغ الداخلي يجعلنا نبحث عن طرق لمداواة الذات. تمنت أن يتعلم أحد من قصتها أن طلب المساعدة ليس عيبًا.بعدها تحدثت امرأة عجوز بشعر أبيض كالثلج، تدعى جوليان. عنونت قصتها بـ "انفصام حاد". روت جوليان عن معاناتها المزمنة مع مرض انفصام الشخصية. قضت سنوات طويلة في مستشفيات الأمراض النفسية. وصفت الذهان بأنه مرض في الدماغ سمته الهلوسات والأوهام التي تجعل الشخص بعيدًا عن الواقع. تحدثت عن تجاربها مع الأوهام التي كانت تتخيل فيها أنها قتلت المئات أو أن قنابل نووية على وشك الانفجار في رأسها، وتجربة الهلوسة البصرية التي رأت فيها رجل يحمل سكينًا. وصفت كلامها وتفكيرها المشوش في كثير من الأحيان. رغم التكهن الخطير لحالتها بأنها ستقضي حياتها في الرعاية أو وظائف وضيعة، فقد تمكنت من البقاء خارج المستشفى لعقود وأصبحت أستاذة قانون وطب نفسي وعلوم نفس في الجامعة. شاركت حادثة من بداية مرضها عندما بدأ كلامها يصبح بلا معنى لزملائها، وانتهى بها الحال في غرفة الطوارئ وتقييدها جسديًا. انتقدت استخدام القيود الجسدية في المستشفيات، واصفة إياه بأنه مهين ومؤلم ومخيف، وقد يؤدي إلى الوفاة. أكدت أن المرضى النفسيين ليسوا مختلفين عن الآخرين في رغبتهم في عدم التعرض للقيود الجسدية. رغم تحسن حالتها، قاومت الأدوية لسنوات معتقدة أنها ستثبت أنها ليست مريضة عقليًا إذا استطاعت العيش بدونها. لكن محاولاتها الفاشلة لترك الأدوية قادتها إلى تجارب ذهانية قاسية. في النهاية، تقبلت حقيقة مرضها وتناولت الأدوية، ووجدت دعمًا في العلاج النفسي، والأصدقاء والعائلة، وبيئة العمل. أكدت أن مرضى الذهان ليسوا مجرد تشخيصات بل أشخاص بتجارب عميقة.تحدث بعد ذلك شاب قوي البنيان، يدعى عزيز. عنوان قصته كان "المرض القاتل". وصف عزيز نفسه بأنه شخص يعاني من الاعتلال الاجتماعي (السايكوباثية). تحدث عن ميله للخداع، صعوبته في فهم الإشارات الاجتماعية والعواطف لدى الآخرين. أكد أنه ليس قاتلًا أو مجرمًا رغم أن الاعتلال الاجتماعي سمة شائعة بين نزلاء السجون. وصف ابتسامته التي وصفها بأنها "تحديق المفترس" وقدرته على استخدام السحر والثقة لدفع الناس لفعل أشياء ما كانوا ليفعلوها. روى عن طفولته كطفل أوسط في عائلة عنيفة. تحدث عن تجاهل والديه لمحاولاته التي وصفها بالفاضحة والمربكة، وفشلهما في ملاحظة عدم قدرته على تكوين روابط حقيقية مع الآخرين ورؤيته لهم كأشياء متحركة. وصف شعوره بالقوة والسلطة عندما يزرع الخوف في الآخرين. تساءل عما إذا كانت يداه ستتلطخ بالدماء لو نشأ في بيئة أسوأ.أخيرًا، تحدثت امرأة بصوت مختنق، اسمها فاطمة. عنونت قصتها بـ "صُنعت من الحساسية". شعرت فاطمة بأنها الخاسرة في عالم يريد أبطالًا خارقين. روى عن طلبها المساعدة في المدرسة وإرسالها لمستشفى الأمراض العقلية حيث شعرت بالانتماء. رأت أن المستشفى، بخلاف المدرسة، مكان لا يحتاج فيه الشخص للتمثيل بل لمشاركة مشاعره كما هي. تعلمت هناك دروسًا في الاستماع واكتساب القوة لسرد القصص كما هي. رغم إدمانها للكحول ومعاناتها المستمرة من القلق والاكتئاب، تقبلت حقيقة أنها شخصية حساسة وأن هذه الحساسية ليست شيئًا يجب إخفاؤه أو إصلاحه. هي الآن تساعد الآخرين على خلق عالم لا يحتاجون فيه لإخفاء مشاكلهم تحت عباءة البطل الخارق.بعد سماع القصص، تحدث الدكتور أيمن عن وصمة العار التي لا يزال يواجهها المرضى النفسيون. أشار إلى أن كثيرين يعانون بصمت ويكتئبون بصمت، وأن الأمر قد يصل إلى الانتحار بصمت. ذكر إحصاءات منظمة الصحة العالمية عن الانتحار، وأنه ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الشباب بسبب الخوف من البوح، والخوف من الاعتراف بما يثقل القلب، والخوف من زيارة طبيب نفسي، والخوف من تهمة "مريض نفسي" التي خلقتها المجتمعات.ثم تحدث عن مشروع "مقعد الصداقة" الذي تديره الجدات في أفريقيا. روى قصة امرأة شابة مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب وفقدت زوجها وعاطلة عن العمل، وفكرت في الانتحار. لم تستطع زيارة الطبيب لعدم امتلاكها أجرة الحافلة. أدرك الدكتور أيمن أن الجدات هن العناصر الأكثر جدارة بالثقة في المجتمعات الأفريقية، فقام بتدريبهن على الاستماع التعاطفي. المشروع حقق نجاحًا كبيرًا في خفض أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية.في ختام الجلسة، تحدث الدكتور أيمن عن أن كل شخص يضع عنوانًا لقصته بناءً على معتقداته. وأكد أن الأشخاص الذين شاركوا قصصهم ليسوا وحدهم من يفعل ذلك، بل كل البشرية. المصحات قد وضعت عناوينًا للمرضى، لكن عقول المرضى هي من فرضت عليهم أحيانًا هذه العناوين وجعلتهم معميين عن الرؤية. ختم الجلسة مؤكدًا أننا جميعًا بشر، وأن مرضى الأمراض النفسية يريدون فقط أن يُحبوا ويعملوا....more7minPlay
May 21, 2025الألف دماغ - نظرية جديدة للذكاءالدماغ البشري لسه لغز كبير، والذكاء الاصطناعي الحالي لسه مش قريب من ذكاء الفأر أو القطة . فيه اكتشافات جديدة بتتعمل كل سنة عن الدماغ، وكتب جديدة بتتنشر، لكن العلماء لسه مش فاهمين بالكامل إزاي الدماغ بيشتغل .نظرية "ألف دماغ" بتقدم رؤية جديدة بتقول إن معظم الخلايا في القشرة المخية الحديثة متخصصة في إنشاء ومعالجة الأُطُر المرجعية، اللي الدماغ بيستخدمها للتفكير والتخطيط. النظرية دي بدأت تدي إجابات لأسئلة كبيرة في علم الأعصاب، زي إزاي مدخلاتنا الحسية المختلفة بتتحد في تجربة فردية، وإزاي بنفكر.القشرة المخية الحديثة فيها آلاف مؤلفة من الأُطُر المرجعية، مش إطار واحد بس . الخلايا العصبية في كل طبقة من طبقات القشرة المخية الحديثة بتعمل حاجة مختلفة . فيه عشرات الأنواع المختلفة من الخلايا العصبية في القشرة المخية الحديثة، مش ستة بس زي ما كان بيُعتقد زمان . المهم أكتر هو إزاي الخلية العصبية بتتصل بإيه، مش مجرد هي في أي طبقة .الدماغ بيتعلم بنماذج للعالم عن طريق الاتصالات في الشبكات العصبية. التعلم بيحصل عن طريق تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية اللي مكنتش متصلة قبل كده، وحذف الروابط القديمة أو اللي مش مستخدمة . بنضيف معلومات جديدة للنماذج بتاعتنا عن طريق تكوين نقاط تشابك عصبية جديدة كل يوم وإحنا بنمر بتجارب جديدة .القشرة المخية الحديثة بتتكون عند الولادة عشان تتعلم تشوف وتسمع وحتى تتعلم لغة . لكنها مش عارفة هتشوف إيه أو هتسمع إيه أو إيه اللغات اللي ممكن تتعلمها . نقدر نفكر في القشرة المخية الحديثة إنها بداية لحياة فيها افتراضات ضمنية عن العالم، لكنها متعرفش أي حاجة معينة، وبتتعلم نموذج معقد وغني للعالم من خلال التجربة.النظرية دي بتقترح إن كل عمود قشري بيقوم بنفس الوظيفة الأساسية وهي إنه يتعلم نماذج للعالم باستخدام الأُطُر المرجعية . دي عملية مجردة وممكن تطبق على أي مشكلة . الخلايا العصبية بتحتاج تعرف السياق اللازم عشان تعمل التوقع الصحيح .النماذج دي بتتخزن في اتصالات الدماغ. القشرة المخية الحديثة بتتعلم خرائط للأشياء المادية، وخرائط للمساحة حوالين أجسامنا، وخرائط للمفاهيم الغير حسية.جزء أساسي من نظرية ألف دماغ هو إن كل عمود قشري بيتعلم نماذج للعالم باستخدام الأُطُر المرجعية . النظرية بتقترح إن القشرة المخية الحديثة بتعمل ده باستخدام آليات مشابهة للي بتستخدمها خلايا الشبكة والخلايا المكانية في الحصين والقشرة الأنفية الداخلية.المصادر بتناقش كمان مفاهيم زي الخوف من الموت اللي بيجي من الأجزاء القديمة في الدماغ، وإزاي المشاعر دي بتوجه سلوكياتنا باستخدام النماذج اللي في القشرة المخية الحديثة . كمان بتناقش فكرة إن المعتقدات الخاطئة ممكن تنتشر وتزدهر طالما بتساعد المؤمنين بيها في نشر جيناتهم. خطر المعتقدات الخاطئة ده هو تاني خطر أساسي للدماغ البشري.فيه اقتراحين ممكن يدمجوا البشر مع الكمبيوترات لمنع انقراضنا: تحميل أدمغتنا على الكمبيوترات، أو دمج أدمغتنا بالكمبيوترات . بعض الناس بتشتغل على إن الأفكار دي تبقى حقيقة واقعة .كمان المصادر بتناقش فكرة بناء آلات ذكية أو روبوتات تقوم بمهام زي إعداد المريخ لسكن البشر، لأن ده هيكون أصعب بكتير على البشر نفسهم . الشرط الأساسي هو توفير قوة عاملة آلية على المريخ تعادل القشرة المخية الحديثة. المصادر بتقترح إن ده ممكن ويتطلب آلات ذكية لمساعدتنا.أخيراً، المصادر بتأمل إن في يوم من الأيام نفهم إزاي الدماغ بيشتغل وإزاي بيخلق الذكاء، وده هيساعدنا في مجالات كتير زي الصحة والتعليم والذكاء الاصطناعي الحقيقي. وده بيرجع في النهاية لفكرة الذكاء نفسه، وإزاي نفهم إزاي بنفكر وإزاي إحنا نوع فريد وذكي....more6minPlay
May 21, 2025الأفكار هي الأشياءعاش رجل اسمه أحمد، كان بيحس إن حياته متقلبة ومش مستقرة. كان أحمد بيتعامل مع الأمور بعقله المادي، اللي كان دايماً مشغول بالحواس الخمسة وبالعالم المادي المحسوس. العقل المادي ده كان بيخليه عايش في قلق وخوف من بكرة، ومن التجارب اللي ممكن تواجهه. كان بيلاقي نفسه بيجذب لحياته مشاكل وصعوبات كتير. ولما كان بيفكر في الحاجات الوحشة أو يخاف من المرض، كان جسمه بيتأثر فعلاً ويحس إنه عيان. في رحلته، سمع أحمد عن فكرة غريبة بس قوية بتقول: "الأفكار هي الأشياء". في الأول، الفكرة دي كانت صعبة عليه، يعني إزاي مجرد فكرة ممكن تكون شيء حقيقي أو ملموس؟ لكنه عرف إن أفكاره مش مجرد شيء عابر، دي قوة حقيقية ليها تأثير مادي على حياته وعلى جسمه كمان. اكتشف أحمد إنه عنده حاجتين جوا نفسه: عقل مادي مربوط بالدنيا والأعراض الجسدية والخوف، وعقل روحي أو نفس عليا هي جزء من قوة كونية صافية ونقية، مربوطة بالفرح والصحة الحقيقية. عرف إن سبب مشاكله كلها إنه سايب عقله المادي هو اللي يسيطر عليه. اتعلم أحمد إن أفكاره زي المغناطيس، بتجذب ليها الأفكار والأشياء اللي شبهها. لو فكر في الخوف والمرض، هيجذبهم. ولو فكر في الصحة والفرح، هيجذبهم. أدرك قد إيه الخوف ده قوة سلبية جداً بتضعفه وبتجيبله المصايب. فقرر أحمد إنه لازم يغير تفكيره. وبدأ يفهم إن الشجاعة مش إنك متعرفش الخوف، لكن إنك تواجهه وتتغلب عليه بعقلك الروحي. الإيمان بقوة الأفكار دي حاجة أساسية عشان يقدر يغير حياته. مع الوقت، وبتركيزه على الأفكار الإيجابية وعلى عقله الروحي، حس أحمد بتغيير كبير. صحة جسمه بدأت تتحسن، وفهم إن الجسم ده مجرد انعكاس للأفكار اللي جوه. حس إن فيه قوة تجديد جواه زي قوة الربيع اللي بتخلي الطبيعة تتجدد. اتعلم كمان إن التفكير في الماضي والندم عليه مجرد حاجة بتشدك لورا وبتمنعك تتقدم. لازم الواحد يركز على اللحظة الحالية وبكرة. حتى الطبيعة، كان بيلاقي فيها دروس عن القوة الروحية وعن الحياة المستمرة. بفضل فهمه الجديد ده، وإن الأفكار الحقيقية اللي بتيجي من العقل الروحي هي اللي بتجلب الفرح والصحة، بدأت حياة أحمد تتغير للأحسن. حس بفرح أعمق وسعادة مستمرة. عرف إن الوصول للحياة الأبدية أو الخلود مش حاجة مستحيلة، الأفكار الصحيحة والقوية ممكن تخلي الجسم يتجدد والروح تتطور. في النهاية، أدرك أحمد إن القوة اللي بتجذب الأشياء الحلوة في الحياة هي قوة الأفكار نفسها اللي بتيجي من المصدر الأعلى، من القوة الروحية. وإن أهم حاجة في الحياة هي إنه يخلي عقله الروحي هو اللي بيتحكم ويسيطر، مش الخوف أو الأفكار السلبية اللي بتيجي من العقل المادي. وبكده، حياته كلها أصبحت دليل حي على إن فعلاً، الأفكار هي الأشياء....more7minPlay
May 21, 2025الابادةفي قرية صغيرة، عاش أحمد مع جدته الحبيبة، يعملان معًا في البستان، يقطفان الثمار لبيعها وتوفير المال لمستقبله. كانت جدته لا تجيد الحساب، ولكنها كانت حكيمة وتؤمن ببركة المال المخفي. كانت تحثه على التعلم مؤمنة بأن العلم سلاح. كان أحمد فتى محباً لكرة القدم، يحلم بأن يصبح لاعبًا محترفًا مثل معبوده مارادونا، وكان يتمتع بمهارات وسرعة فائقة في اللعب. بدأت الفتيات تلفت انتباهه، ولاحظ أن زميلته جميلة قد كبرت وأصبحت فتاة جميلة.حلم أحمد كان يواجه تحديات كبيرة، أبرزها علاقته المتوترة بوالده حسن، الذي هجر جدته وتزوج من امرأة قاسية تدعى فلحة. كانت فلحة تعامل أحمد بقسوة وتؤلب والده عليه. اضطرت الجدة لمغادرة بيت ابنها مع أحمد لحمايته من أذى فلحة. كان أهل القرية يلقبون والده بـ "العاق" لهجره أمه.ذات يوم، ظهر الأستاذ هيثم، مدرس العلوم الجديد في القرية، الذي كان شغوفًا بكرة القدم ويحلم بأن يكون لاعبًا. رأى الأستاذ هيثم موهبة أحمد الاستثنائية وناداه بـ "مارادونا". عرض عليه فرصة العمر: أن يأخذه إلى المدينة ليجربه في أحد الأندية. ذهب أحمد مع جدته للقاء والده لطلب موافقته. لكن عندما ذكر أحمد كرة القدم، ثار والده ولكمه، رافضًا حلمه تمامًا. هرب أحمد باكيًا، يشعر بالخذلان من والده.في خضم حزنه، التقى أحمد بجمال، الذي بدا وكأنه يقدم له الدعم، لكنه كان يحمل نوايا خبيثة. تعرض أحمد لحدث صادم ومؤلم على يد جمال، جعله يشعر بالكسر واليأس، وأن روحه قد قتلت. عاد إلى غرفة جدته، يشعر بأنه إنسان مشوه.حاول أحمد العودة إلى حلمه، وخضع لاختبار في النادي بالمدينة برفقة الأستاذ هيثم. لكن الصدمة النفسية أثرت عليه بشدة، فقد مهاراته وسرعته، وبدا عاجزًا تمامًا، وكأنه لم يعد هو نفسه. فشل في الاختبار، بينما كان جمال يراقبه ويبتسم بخبث. في لحظة غضب ويأس بعد فشله، قام بركل ساق شجرة بقوة، مما أدى إلى إصابة في قدمه.أخذه الأستاذ هيثم إلى المستشفى. لسوء الحظ، أجرى طبيب العظام سليمان عملية بتر لقدم أحمد اليسرى، رغم أنها كانت سليمة، لتغطية إهماله أو سوء تقديره. استيقظ أحمد ليجد نفسه وحيدًا وقدمه مبتورة، غارقًا في الحمى والهذيان. تضاعف ألمه الجسدي والنفسي.وفي غيابه، توفيت جدته، ربما كمداً وحزناً على ما أصابه. عاد أحمد إلى القرية ليجد أن ملجأه الوحيد قد رحل. جاء والده، لكنه لم يُظهر أي مشاعر. كما ظهرت فلحة، زوجة أبيه، لتطالبه بالمال الذي ادخرته الجدة، وهددته بفضح ما حدث له. اضطر أحمد لإعطائها المال، وتعلم بعدها أن يخفي مدخراته تحت شجرة رمان في البستان.وجد أحمد بعض الدعم في القرية من الخالة فريدة وابنها مجدي، وكانا يزورانه ويعتنيان به ويقدمان له النصيحة والدعم المعنوي. لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً، فقد تم طرد عائلة الخالة فريدة من القرية بسبب دسائس عم مجدي ووسام، فوزي، ربما لأسباب تتعلق بخلافات قديمة أو دينية. شعر أحمد بالوحدة والخذلان مرة أخرى.علم أحمد لاحقًا أن جمال قد قُتل. وتلقى رسالة من العم سلطان، الذي اعترف ضمنيًا بقتل جمال وهرب إلى أمريكا. عرض العم سلطان على أحمد المجيء إلى أمريكا.سافر أحمد إلى أمريكا بقدم مبتورة وجراح نفسية عميقة. احتضنته الأرض الجديدة، وحصل على قدم اصطناعية وحياة كريمة. التحق بالجامعة وحصل على منحة دراسية، واكتشفت موهبته. تجاوز صدماته وجراحه، وأصبح "عالمًا" بدل "مارادونا". حصل على الدكتوراه في الطاقة النووية وتبوأ منصبًا رفيعًا في الوكالة الدولية للطاقة النووية. تزوج من براءة، التي كانت هي الأخرى قد هربت من جحيم وطنها. مع براءة، استطاع أن يرمم ما تبقى من روحهما المكسورة.الآن، كدكتور مرموق، يُعرض على أحمد قرار مصيري يتعلق بمشروع يخص سكان الوطن العربي. لقد تم عرض القرار عليه مرتين من قبل وتأجل. والآن، يجب عليه أن يتخذ القرار النهائي....more7minPlay
May 20, 2025أسئلة الأطفال الإيمانيةفي بيت صغير يعيش الطفل أحمد، كان أحمد طفلاً مليئًا بالفضول، يحب أن يسأل عن كل شيء يراه أو يسمعه. لكن أكثر الأسئلة التي كانت تشغل باله كانت عن الإيمان بالله، وعن الأنبياء، واليوم الآخر، والقدر. كانت أم أحمد، سلوى، تحب ابنها كثيرًا، لكنها أحيانًا كانت تحتار كيف تجيب على أسئلته العميقة هذه. شعرت أنها تحتاج إلى دليل يساعدها لتبني إيمان أحمد بشكل صحيح وقوي. في يوم من الأيام، عثرت سلوى على كتاب بعنوان "أسئلة الأطفال الإيمانية". بدأت تقرأ فيه، وشعرت كأنها وجدت الصديق الذي يدلّها على الطريق. علمها الكتاب أن أسئلة الإيمان لدى الأطفال ظاهرة طبيعية ومهمة جدًا ويجب الاهتمام بها والعناية بها. وأن الإجابة على هذه الأسئلة بصدق وإخلاص أمر أساسي لبناء الإيمان في قلوبهم. تعلمت سلوى من الكتاب أساليب متنوعة للإجابة، وكيف تكون الإجابة بسيطة وواضحة تناسب عقل الطفل. يجب أن تكون الإجابة مصحوبة بالصبر والرفق، وأن تعتمد على الأدلة المناسبة من القرآن والسنة. وشرح لها الكتاب صفات المجيب الجيد، وأنه يجب أن يكون صادقًا ومستنيرًا ومؤهلاً. تطبيق سلوى لما تعلمته من الكتاب غير علاقتهما بأسئلة الإيمان. عندما كان أحمد يسأل، كانت سلوى تستمع إليه باهتمام وصبر، وتجيب عليه بكلمات بسيطة ومحبة. كانت تستخدم الأمثلة والقصص لتوضيح الأفكار المعقدة. لم تعد أسئلة أحمد مصدر حيرة، بل أصبحت فرصة لتعزيز إيمانه. تعلم أحمد عن الله وصفاته وأفعاله. وعن أركان الإيمان الأساسية. نما أحمد وإيمانه ينمو معه، بفضل التعامل الصحيح والصادق مع أسئلته الإيمانية. وأدركت سلوى أن الكتاب لم يكن مجرد معلومات، بل كان دليلًا عمليًا يساعد المربين على بناء أساس إيماني متين لأطفالهم. وهكذا، عاش أحمد طفولته وهو يشعر بالأمان في طرح أسئلته، ويتلقى الإجابات التي تغذي روحه وعقله، وتبني إيمانه خطوة بخطوة....more6minPlay
May 20, 2025أرواح جريحةكان بطل قصتنا يعشق أفلام الرعب منذ صغره، كانت تجري في دمه كـ"نيكوتين" حياته، وتمنحها معنى خاصًا. كان ينتظر ليلة الخميس بفارغ الصبر، ليس للنوم أو الراحة، بل لمشاهدة أحدث وأجدد أفلام الرعب التي تُذاع على قناته المفضلة. كان يستعد لهذه الجلسات بعناية، حتى أنه يجهز كوب الفشار الخاص به. في إحدى هذه الليالي المثيرة، شق صوت دقات ساعة الحائط سكون الليل، معلنًا عن منتصفه، وبداية أكثر الأوقات إثارة وتشويقًا بالنسبة له. بدأ الفيلم الذي يحكي قصة فتاة أصبحت نقمة على أمها. أظهرت الكاميرا طفلة صغيرة تجلس وحدها على كرسيها المخصص، مقيدة بحبل سميك، تحمل دميتها وتشاهد الرسوم المتحركة. أمها كانت في المطبخ تجهز العشاء، الذي اتضح لاحقًا أنه "العشاء الأخير". انقطع التيار الكهربائي للحظة بسيطة، وعندما عاد، انقلب المشهد رأسًا على عقب. الأم التي كانت تحمل صينية الطعام، افترشت الصينية والأكل الأرض، بينما كانت الأم نفسها تطفو على الأرض ببضع سنتيمترات، متدلية من السقف بحبل مربوط بإحكام حول رقبتها ويديها وقدميها، تتلوى في الهواء. الكاميرا ارتفعت لتظهر الفتاة الصغيرة تقف بثبات أمام شاشة التلفاز. التفتت الفتاة نحو الكاميرا ببطء شديد، وكأنها منومة مغناطيسيًا، وظهرت ابتسامتها الشريرة ونواجذها وحاجبيها المنكسرين، وعينيها الزرقاوين المرعبتين، وشعرها الأسود المتطاير. شعر الراوي بإفراز هرمونات السعادة في رأسه، مضيفًا إثارة أكبر للجو الذي لم يتخيله قط. مرت تسع سنوات. الفتاة أصبحت مراهقة فاتنة في التاسعة عشرة من عمرها. لم تكن تخرج من بيتها إلا لهدف وحيد: جلب ذكر بالغ لا يتعدى عمره الخامسة والعشرين بهدف الغواية، لكن الأهم كان ما يحدث بعد انتهاء "نزوتها الشيطانية" غير المسبوقة. كانت تستمتع بكوب الفشار خلال هذه المشاهد، مؤمنًا بقواه الخارقة التي تحمي جسده وعقله من الآثار الضارة لمشاهدة أشياء غير مألوفة. في ليلة باردة من ليالي كانون الثاني (يناير)، كانت الفتاة تسير في الشارع بوتيرة أسرع من المعتاد. لمحت شابًا في بداية العشرينيات يقترب منها. ابتسمت له ابتسامة خبيثة، ثم سارت بجانبه عائدين إلى بيتها، المكان المخصص للإلتقاء. دخل الفتى البيت عازمًا على فعل ما يتمناه قلبه، منتظرًا هذه الفرصة. دلفت الفتاة إلى غرفتها لتجهز نفسها بشكل مغرٍ، بينما ظل الفتى جالسًا في الصالة يرتجف قدميه بتوتر بالغ، إنها المرة الأولى التي يكون فيها وحده مع فتاة بمثل جمالها. انتظر قرابة الساعة حتى انتهت من التجهيز. هذه العادة اكتسبتها من أمها المنتحرة، بل الأدق، من قتلتها بيديها. سمعت الفتاة صراخ الفتى قادمًا من الصالة وأسرعت لترى ما يحدث. رأت شيئًا آخر لم تتوقع حدوثه حينها. الفتى كان يقف في منتصف الصالة، في منتصف نجمة خماسية حولها دائرتان بلون الدم. ذراعه الأيمن مشقوق طوليًا والدماء تنزف منه، رأسه مرفوعًا لأعلى وعينيه تتوهجان بوهج أبيض غريب. لاحظت الفتاة أن كيانًا آخر يتحكم فيه. اتخذت وضعية الهجوم وانحنت قليلاً للخلف ووجهت يديها نحو الفتى الممسوس. لكنها ما إن حطت بقدمها على طرف دائرة الدم حتى أصابتها صاعقة كهربائية. صدح في جو الشقة الخانق ضحكات شيطانية لسيدة ذات صوت حاد رقيق. ضغطت الفتاة على أذنيها من شدة الصوت. ثم بدأت أمها بالظهور أمامها، كشبح مرئي، امرأة فائقة الجمال بشعر ذهبي يتطاير خلفها. إنها أمها التي قتلتها!. لم تستطع الفتاة منع نفسها من الغضب منها؛ فالأم لم تكن تكنّ لها سوى الكره والبغض طوال حياتها، ولم تعاملها كفتاة صغيرة، بل كأداة لجلب الذكور لإطفاء نزوتها السادية. الأم كانت تقدس زوجها لدرجة أنها قتلته دون أن تقصد. لم تسامح نفسها واستجلبت روحه في الذكرى السنوية لمولده، وتحديدًا في جسد أي ذكر يبلغ من العمر 35 سنة، وهو عمر زوجها. هذا الذكر كان طفلة زوجها، وليس طفلتها بشكل مباشر. كان لديها علم غزير بالخوارق والماورائيات وعالم الجان. استخدمت تعويذة لتحويل الفتاة من طفلة مرحة إلى فتاة جامدة الملامح بعيون فضية، خالية من الحياة. لسنوات عديدة، باتت الفتاة في حالة سكون تام، لا تأكل إلا القليل ولا تنام كثيرًا ولا تمارس حياتها كما كانت تفعل سابقًا. حاولت الفتاة قتل أمها وهي نائمة في ليلة من الليالي، لكن الأم دافعت عن نفسها ودفعت الفتاة بعيدًا. ومنذ ذلك الوقت، والفتاة مقيدة لكرسيها الصغير. عادت الأم كشبح للانتقام من غريمتها وابنتها الشيطانة التي كانت سبب كل ما يحدث لها الآن. بدأت الشيطانة تستحضر روحها بنفسها. ارتفعت قليلاً عن أرضية الصالة واختفت معالم الفتاة، وظهر أبشع وجه رأته الراوي في حياته: وجه أحمر دميم مليء بالبثور السوداء، بعينين غائرتين تتلونان بشكل مخيف بدم أخضر، وأنف مبتور، وأنياب بارزة بدون شفاه. شعرها الأسود تحول في لحظة لرماد وفي اللحظة الموالية كساها شعر أحمر ناري تتطاير منه النيران. رأت الأم الشبحية ما فعلته ابنتها، فقررت الاستعداد هي الأخرى. بدأت الشقة في الاهتزاز، ونُثر الأثاث في كل مكان حتى أصبحت الشقة مقلوبة رأسًا على عقب. همست الأم بتعويذة فظهرت كرات ضوئية بين يديها وبدأت بإطلاقها على الشيطانة. دافعت الشيطانة عن نفسها بصد هجمات أمها المتتابعة، واندفعت لركن قصي من أركان الشقة. بدأت هي الأخرى بإخراج كرات نارية من بين يديها وأطلقتها نحو الشبح. لم تستطع الحالة الشبحية للأم صد طلقاتها فأصابتها في عدة أماكن متفرقة بجسدها. خرّت ساقطة بقوة على الأرض، وبدأت دماؤها تتناثر. حاولت التلفظ بعدة طلاسم في آن واحد، لكن الشيطانة عاجلتها بكرة نارية ضخمة ارتكزت على رأسها، فانفجر الرأس لأشلاء صغيرة متفرقة في جميع أنحاء الشقة. لم تنتبه الشيطانة لما حدث بعد ذلك. ارتفع جسد الفتى الممسوس مباشرة فوق النجمة الخماسية. ظل يتلوى بشدة من كثرة الألم وشرع جسده في التفسخ رويدًا رويدًا. بدأ في التشكل من جديد في هيئة غير الهيئة التي كان عليها. وفي لمح البصر اختفى وجهه، وظهر وجه شخص آخر لم تكن الفتاة الشيطانة متأكدة من رؤيته مجددًا. كان والدها العزيز!. ظهر في هيئته الرجولية بشنبه الكث وشعره الأشيب ولحيته المشذبة، وعينيه المليئتين بالعطف والحنان. كان في بداية عقده الثالث. ارتخت ملامح الفتاة تدريجيًا واخضلت عينيها بالدموع وهي تنظر لوالدها في شوق وعتاب، يقابلها بنظراته المعاتبة والآسفة على ما حدث لطفلته الصغيرة. عندما هدأت الشيطانة وسكنت الشحنات السالبة التي ملأت جو الشقة، هبطت الشيطانة ببطء شديد وعادت لهيئتها الطفولية. لم تلبث أن ركضت ناحية أبيها بشوق واشتياق. لم تكن تدري بالفخ الذي أُكيد لها. فعندما عبرت الدائرتين وأصبحت داخل النجمة الخماسية، اختل توازنها وسقطت. كانت تستشعر أن قوتها تُستنزف بواسطة قوى أكبر منها بكثير. وبعد مجاهدة مع الآلام والأوجاع التي آلمت بجسدها، ألقت نظرة أخيرة على والدها الذي وجدته يمسك سكينًا مضيئًا في يديه. كان يهوي به على رأسها، وهناك دمعتان سقطتا منه دون إرادته. حينها فقط ظهر ضوء رهيب أغشى الأبصار وطغى على المكان بأكمله. وبعدها، عاد كل شيء إلى طبيعته، بدون وجود أي أثر للفتاة ولا لأبيها ولا حتى لألمها. لم يكن هناك سوى الجثة المتفحمة في منتصف الصالة، والتي كانت للفتى الذي أراد قضاء نزوة خبيثة وأضحى في عداد الموتى. بعدها، برز الختام النهائي للفيلم الذي فعل بالراوي ما لم يفعله غيره من مشاعر جياشة وإحساس رائع لا يستشعره سوى أصحاب القلوب الشجاعة. ولهذا السبب فقط، فإن نزعته في مشاهدة أفلام الرعب لن تنتهي ولن لم الحياة مدى....more8minPlay
FAQs about حكايات من الكتب:How many episodes does حكايات من الكتب have?The podcast currently has 348 episodes available.