شنت طائرات إسرائيلية، مساء السبت، غارة على ميناء الحديدة اليمني منشأته النفطية، وذلك ردا على انفجار في تل أبيب، فجر الجمعة، سببته طائرة مسيرة أطلقتها جماعة الحوثيين من اليمن.
وعزت إسرائيل اختراق المسيرة أجواءها إلى خطأ بشري، فيما قال الناطق العسكري الحوثي إن هذه المسيرة جديدة واسمها يافا على الاسم القديم لتل أبيب، وإنها قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها.
ووصفت إسرائيل هجومها بالمهمة التاريخية، وأطلقت عليها اسم اليد الطويلة، وهو ما شرحه بنيامين نتنياهو بقوله إنه لا يوجد مكان لا تصل إليه ذراعنا.
وفيما أكدت واشنطن أن إسرائيل أبلغتها مسبقا، إلا أنها نفت أي تنسيق في الهجوم، لكن مسؤولا إسرائيليا أوضح أن الهجوم نسق مع واشنطن والتحالف الدولي.
وكانت معلومات أفادت بأن المسيرة الحوثية انفجرت بالقرب من السفارة الأميركية في تل أبيب.
من جهة أخرى، حرصت السعودية على نفي أي علاقة أو مشاركة في استهداف الحديدة، واعتبرت أن الهجوم الإسرائيلي يضاعف حدة التوتر في المنطقة ويضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة.
وبدا الموقف السعودي استباقا لأي تقديرات بأن الطائرات الإسرائيلية 18 من طرازي F35 وF15 قد تكون حصلت على مساعدة تقنية ما في طريقها إلى الحديدة، التي تبعد نحو ألفي كيلومتر.
وفيما توعد المجلس السياسي الأعلى للجماعة الحوثية برد مؤثر على إسرائيل، أعلنت صنعاء أمس عن إطلاق صواريخ باليستية في اتجاه إيلات.
وأفادت إسرائيل بأنها رصدت صاروخا واحدا اعترضته، وتوعد وزير دفاعها يوآف غالانت بعمليات أخرى إذا تجرأ الحوثيون على مهاجمة إسرائيل.
وقد أثار الحدث بجزئيه قلقا من تصعيد إقليمي، ليس فقط لأن الهجوم الإسرائيلي شكل تحديا مباشرا لإيران، بل أيضا لأنه أخرج ميناء الحديدة من الخدمة لفترة طويلة، وبالتالي فقد ذهب أبعد مما تستهدفه الضربات الجوية الأميركية والبريطانية، منذ كانون الثاني يناير الماضي، ردا على هجمات الحوثيين على السفن التجارية في خليج عدن وباب المندب.
وفيما سعت إسرائيل إلى ردع الحوثيين، أكد زعيم هؤلاء عبد الملك الحوثي، أمس، الاستمرار في التصعيد دعما لقطاع غزة.