استمرت الحياة على طبيعتها أمس في معظم المناطق اللبنانية رغم التوتر السائد، لكن أجهزة الحكومة أعادت تنشيط الخطط التي وضعتها قبل شهور لمواجهة أي وضع طارئ قد تفرضه حرب واسعة، ومن ذلك مثلا استعدادات المستشفيات وشبكات التموين وأمن المطار، فيما توالت دعوات الدول إلى رعاياها بوجوب المغادرة الفورية إذا كانت متاحة، علما بأن معظم الشركات الأجنبية والعربية علقت رحلاتها إلى بيروت.
وكان واضحا أمس أن الجانب الإسرائيلي واجه صعوبات في تحديد الهدف أو الأهداف التي يعتزم ضربها، ردا على قصف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يوم السبت الماضي.
ورغم أن وسائل إعلام عبرية عدة، أكدت أن الجيش سيهاجم ليل الاثنين وسيركز على أهداف عسكرية لحزب الله في الجنوب والوسط اللبنانيين، إلا أن الدوائر الدبلوماسية المعنية بقيت قلقة من أي خطأ في الحسابات من الطرفين يمكن أن يذهب بالتصعيد إلى حرب تصعب السيطرة عليها.
وتداولت الأوساط السياسية في بيروت أن الحكومة تلقت تطمينات أميركية لا ترقى إلى مستوى ضمانات بأن إسرائيل لن تقصف العاصمة ولا الضاحية الجنوبية حيث يوجد معقل حزب الله.
وفي المقابل، تردد في الأوساط القريبة من هذا الحزب أن اتصالات أميركية إيرانية حصلت الأحد، وتوصلت إلى أن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تبقى ضمن قواعد الاشتباك المتبعة حتى الان، ومع أنه طلب من حزب الله أن يستوعب الضربة ولا يرد عليها بالمثل، إلا أن مصادره أكدت أنه سيقابل أي عملية بما يوازيها.
ونشرت وكالات أنباء أمس، أن الحزب أخرج صواريخ دقيقة من مخازنه الى مواقع تكون فيها جاهزة للاستخدام.
وفي غضون ذلك، قصد رئيس الوزراء الإسرائيلي بلدة مجدل شمس، للتعزية بقتل القصف الذي استهدفها، لكنه استقبل بتظاهرة وهتافات معادية، على غرار ما حصل للمسؤولين الإسرائيليين الاخرين الذين زاروها.
إذ أن أهالي مجدل شمس والقيادات الدرزية يشككون بالرواية الإسرائيلية التي قالت إن حزب الله قصف بلدتهم، لكن من دون أن نستبعد ذلك كليا.
وفي الوقت نفسه لا يهملون الرواية الأخرى، التي قالت إن الصاروخ الذي قتل أبناؤهم سقط من منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.
وقد اقترحت الخارجية اللبنانية اجتماعا ثلاثيا مع الأمم المتحدة وإسرائيل لعرض المعلومات المتوفرة حول الحادث أو تحقيقا دوليا لتحديد المسؤولية عنه، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يستجب.