المتوني: قصر في جزيرة زنجبار (جزيرة القرنفل) بشرق إفريقيا، بناه السلطان السيد سعيد بن سلطان، وقد سمي باسم نهر صغير يجري في ناحيته. يعد بيت المتوني من أقدم قصور العُمانيين في زنجبار، والراجح أنه كان موجودا قبل أن يشتريه السلطان ويوسعه ويجعله قصراً. وقد ابتُدئ بتوسيعه في عام ١٨٣٢م. كان القصر مكاناً لسكنى السلطان سعيد وزوجاته، يقضي فيه أربعة أيام من كل أسبوع، حيث كان المقر الرئيس له مع ذهابه لبيت الساحل في بعض الأيام، وأشرفت عليه زوجته السيدة عزة بنت سيف البوسعيدية، وكان عدد سكانه يربو عن الألف.
يقع أمام بيت المتوني، على شاطئ البحر، مظلة (منظرة) واسعة ذات بناء دائري مفتوحة من جميع جوانبها، وكانت أرض المنظرة وسقفها ودرابزيناتها من الخشب الثمين اللماع، وكان يوضع فيها كراسي من الخيزران، ونُصِب منظارٌ في طرفها من جهة البحر. وكانت المنظرة المكان المفضل للسيد سعيد حيث كان يقصدها مرتين أو ثلاثاً في اليوم لتناول القهوة مع زوجته السيدة عزة بنت سيف وبعض زوجاته الأخريات والبالغين من أولاده، وكان بربض أمام المنظرة المركب السلطاني الخاص المسمى بالرحماني. وقد هُجر القصر بعد وفاة السيد سعيد وتهدم بناؤه، وقيل إن الذي ساعد على سرعة تهدمه ما أحدثه فيه السلطان برغش بن سعيد من حفريات بعد اعتلائه العرش بحثاً عن كنوز أبيه. وقد اتخذته الحكومة فيما بعد مخزناً لبعض حوائجها.
بيت الساحل: قصر بناه السيد سعيد بن سلطان ويقع في مدينة زنجبار. وتولى إدارة هذا البيت زوجته العراقية الملقبة بنجم الصباح، وبعد وفاتها انتقلت إدارة القصر إلى ابنتها السيدة الخولة الابنة الأثيرة للسلطان سعيد بن سلطان وهو ما تشير إليه السيدة سالمة ابنة السيد سعيد في مذكراتها "مذكرات أميرة عربية".
بيت الواتورو: بيت السيد ماجد، وتشير إليه السيدة سالمة في مذكراتها حيث أنها انتقلت للعيش فيه حتى وفاة أبيها السلطان سعيد في عام ١٨٥٦م، وتولي أخيها السلطان ماجد الحكم. حيث عادت إلى بيت الساحل لتعيش مع أختها خولة التي اشتركت السيدة سالمة معها في المحاولة الانقلابية التي قادها أخيها السيد برغش ضد أخيهما السلطان ماجد في عام 1858م، وعندما انكشفت المحاولة تم نفي السيد برغش إلى الهند، وغادرت السيدة سالمة المدينة لتسكن في الريف في مزرعتها في بوبوبو، وفي عام 1867م غادرت زنجبار إلى عدن باتجاه ألمانيا وتزوجت في عدن من التاجر الألماني هاينريش رويته.
تأخذنا السيدة سالمة إلى قلب الحياة العائلية وتفاصيلها الجميلة والمثيرة في قصور السيد سعيد بن سلطان، حيث ترسم لنا يوميات عائلة سلطان عُمان وزنجبار في بذخ العمارة العُمانية هناك. حيث تتحدث السيدة سالمة في مذكراتها عن قصري والدها السيد سعيد "بيت المتوني" و "بيت الساحل" بالإضافة إلي بيت أخيها السيد ماجد "بيت الواتورو". والبداية مع المتوني -حيث وُلدت السيدة سالمة- وهو القصر الذي بناه السيد سعيد في زنجبار (الريف). يقع القصر على البحر ويبعد عن مدينة زنجبار حوالي ثمانية كيلومترات وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى نهر المتوني الصغير الذي "يخترق القصر بأكمله ويصب خلف أسواره مباشرة في ذراع البحر الرائع". ولكم أن تتخيلوا المشهد الجمالي لتلك الصورة. تصف السيدة سالمة تقسيمات القصر بغرفه -التي غاب عددها عن ذاكرتها- وحماماته الكثيرة المصطفة في أقصى الفناء، وفي الطرف الآخر يقع الحمام الفارسي، "كانت السلالم الكثيرة التي ليس ثمة ما يضاهيها في شدة الانحدار من خصائص بيت المتوني"، وتُقدِر عدد قاطني القصر بألف شخص. كما تصور السيدة سالمة الحركة الدؤوبة في القصر والتي تبدأ من الرابعة صباحاً حتى منتصف الليل. كما تذكر دروس ركوب الخيل التي يبدؤون في تلقيها من سن الخامسة ولمرتين يوميا صباحا ومساء، وبعد تمكنهم من هذه الدروس يتلقون هدية من والدهم، "للصبيان أن يختاروا بأنفسهم حصانا من الحظيرة"، أما الفتيات فيحصلن على "حمير مسقطية كبيرة ناصعة البياض".
مزرعة مارسيليا: يذكر المؤرخ العُماني المغيري في كتابه جهينة الأخبار أن مارسيليا مزرعة تحمل اسم مرسيليا وهو اسم لمدينة فرنسية، سماها السيد برغش بهذا الاسم تقديرا للفرنسيين بعد أن أهداه ملك فرنسا هدية ثمينة. يُنسب إليها الحرب التي وقعت بين السلطان ماجد وأخيه السيد برغش في عام 1859م لأنها المزرعة التي تحصن بها السيد برغش. يطلق عليها أيضا ثورة مرسيليا وبالسواحيلية حرب الماتشوي. أما السيدة سالمة فتذكر في مذكراتها أن مزرعة مرسيليا لأخيها السيد خالد، وسماها بهذا الاسم لحبه لفرنسا وكل ما هو فرنسي.
قصر المرهوبي: قصر في جزيرة زنجبارة (جزيرة القرنفل) بشرق إفريقيا، كان يقع على أطراف المدينة على ساحلها الشمالي، بناه السلطان برغش بن سعيد، ولا يعرف تاريخ بنائه بالضبط إلا أن من المرجح أنه بني في السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، في أوائل حكم السيد برغش، وقد احترق القصر في عام ١٨٨٩م في عهد السلطان خليفة بن سعيد البوسعيدي. أحيط القصر بأشجار الأمبا (المانجو) المستوردة من الهند، وبني حوله سور من الحجر، وكان فيه ثلاث نافورات مستديرة واستراحة، وقد أوصلت المياه إليه بالأنابيب. ويشير الباحث الزنجباري شريف: "أن القصر كان مدهشا بدرجاته المبنية من الرخام الأسود والأبيض والتي تؤدي إلى شرفة كبيرة قائمة على أعمدة صخرية دائرية". كان القصر يحتوي في جانبه الجنوبي على عدة حمامات مقسمة إلى قسمين، قسم خاص بالسلطان يتألف من سبعة حمامات منفردة، وكان يفصل بين القسمين سور تتوسطه فتحة.
قصر العجائب: يُعد قصر العجائب تحفة معمارية في زنجبار بشرق إفريقيا. بُني في عهد دولة البوسعيد في سلطنة زنجبار أثناء الحكم العُماني، حيث بناه السلطان
السيد برغش بن سعيد البوسعيدي في عام 1883م. وكان من أهم القصور في شرق أفريقيا في القرن التاسع عشر الميلادي. وسُمي ببيت العجائب لأنه كان يعد من أعجب وأجمل التصاميم المعمارية في البناء بشرق أفريقيا في ذلك الوقت. بُني القصر على أعمدة حديدية ضخمة، وُزخرفت أروقته وأبوابه بالآيات القرآنية المكتوبة بماء الذهب. ويتكون القصر من طابقين ومنارة عالية محكمة الصنع. اتخذ سلاطين زنجبار قصر العجائب بعد السلطان برغش مكانا للسكنى ومقرا للحكم.
تقوم حالياً وزارة التراث والسياحة العُمانية بترميمه. يصف المغيري قصر العجائب: "ومن أعماله الجليلة التي تدل على عظيم همته وقوة سلطانه بناء القصر الفاخر العجيب المعروف الآن ببيت العجائب، وهو من عجائب البناء بأفريقية الشرقية يومئذ. وقد بني هذا القصر على أعمدة ضخمة من الحديد، تدور به الرواشن (جمع روشن وهو الكوة) من جهاته الأربع، وزينه بكتابة القرآن العظيم بماء الذهب، تدور في كل طبقاته وفي أبوابه الفاخرة، ونوافذه، ويحتوي هذا القصر على طبقتين عاليتين، ومنارة عالية محكمة الصنع، وكان انتهاء بنائه سنة ١٣٠٢هـ".تجدر الإشارة إلى أن هذه القصور المعمارية كانت تأخذ اسم بيت وليس قصر ولهذا دلالة عميقة تستقرئ من التراث العُماني العميق المعبر عن البساطة والرقي المعماري ويتند إلى فلسفة وفكر ديني عميق، ونذكر بعض القصور العُمانية في الوقت الراهن: بيت البركة العامر في السيب، وبيت بهجة الأنظار في صحار.