
Sign up to save your podcasts
Or
قيل الكثير في الشرق الاوسط وفي الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى الاولى لما يمكن تسميته بأطول حرب عربية-اسرائيلية، مرشحة أيضا لتصبح حرب ايرانية-اسرائيلية. واذا حافظت اسرائيل على تفوقها العسكري مع دخول الحرب سنتها الثانية، الا ان القوة العسكرية الاسرائيلية مع كل الدعم الاميركي القوي لها لا تزال عاجزة عن توفير أي أفق سياسي لحل الصراع، او حتى في اخراج نفسها من الكمين المتمثل بغزة ولبنان.
بعد كل حرب عربية-اسرائيلية يقول البعض كجوقة متكاملة :كل شيء تغير في الشرق الاوسط، بينما ترد أصوات جوقة أخرى: كلما تغيرت المنطقة كلما بقيت على حالها. وهناك بعض الحقيقة في التقويمين. ما يمكن ان نقوله بالكثير من اليقين هو اننا نعرف كيف بدأت الحرب، ولكننا لا نعرف كيف وفي أي ظروف سوف تنتهي.
ما هو واضح أيضا ان المصلحة السياسية الضيقة لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تقضي بمواصلة القتال في غزة وتوسيعه الى لبنان وحتى المجازفة بتراشق صاروخي آخر مع ايران، لان صمت المدافع سيؤدي الى ارتفاع الاصوات في اسرائيل لمحاسبته على الاخفاقات السياسية والاستخباراتية في توقع هجوم حماس في السابع من اكتوبر- تشرين الاول الماضي. المسؤولون الاميركيون يعترفون بان نتنياهو هو المسؤول الاول عن اخفاق الوساطة الأميركية- المصرية- القطرية في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الرهائن الاسرائيليين والأسرى الفلسطينيين. ويتهم هؤلاء قائد حماس العسكري يحيى السنوار بان مصلحته الضيقة تقضي ايضا باستمرار القتال.
بعد سنة من القتال الضاري في غزة ولبنان وتدخل ايران واليمن فيه، أظهرت الحرب بشكل صارخ محدودية النفوذ الاميركي في المنطقة، وخاصة محدودية واخفاق الديبلوماسية الاميركية في التأثير على القرارات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، على الرغم من ان اسرائيل لن تكون قادرة على مواصلة القتال دون استمرار تدفق هبات الاسلحة الاميركية غير المشروطة تقريبا الى ترسانتها. يمكن القول ان الديبلوماسية الاميركية الواهية، كما تعكسها تصريحات الرئيس جوزف بايدن وكبار مساعديه قد تحولت في تعاملها مع اسرائيل الى مجرد مناشدات والتماسات وتمنيات.
هذه الديبلوماسية الضعيفة او التي تدعي الضعف ساهمت أيضا في اطالة أمد الحرب، ودفعت ببعض المحللين لان يقولوا ان انزعاج الرئيس بايدن ومساعديه من تضليلات واستفزازات نتنياهو تتمحور حول الاسلوب والتكتيك، ولكنها لا تتناقض في الجوهر مع مواقف نتنياهو وائتلافه الحكومي من حماس وحزب الله وايران. ويضيف هؤلاء انه لهذا السبب لم يفكر بايدن بمواجهة نتنياهو بشكل مباشر أو ارغامه على دفع ثمن لعنجهيته وتطرفه، على الرغم من ان تصرفات نتنياهو تهدد بتوريط الولايات المتحدة في أي حرب مستقبلية مع ايران .
يبقى أيضا، ان الموسم الانتخابي الاميركي الطويل وفّر لنتنياهو الفرصة لاستغلال ادارة بايدن التي تريد تفادي أي قرار يمكن ان يهدد فرص المرشحة كامالا هاريس في الفوز في الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك أي مواجهة مع المسؤول الاول عن تقويض المساعي الرامية الى التوصل الى وقف لإطلاق النار، ما يدعو الى التساؤل : هل نحن امام عجز ديبلوماسي أميركي؟ أم امام تواطؤ سياسي؟
4.7
33 ratings
قيل الكثير في الشرق الاوسط وفي الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى الاولى لما يمكن تسميته بأطول حرب عربية-اسرائيلية، مرشحة أيضا لتصبح حرب ايرانية-اسرائيلية. واذا حافظت اسرائيل على تفوقها العسكري مع دخول الحرب سنتها الثانية، الا ان القوة العسكرية الاسرائيلية مع كل الدعم الاميركي القوي لها لا تزال عاجزة عن توفير أي أفق سياسي لحل الصراع، او حتى في اخراج نفسها من الكمين المتمثل بغزة ولبنان.
بعد كل حرب عربية-اسرائيلية يقول البعض كجوقة متكاملة :كل شيء تغير في الشرق الاوسط، بينما ترد أصوات جوقة أخرى: كلما تغيرت المنطقة كلما بقيت على حالها. وهناك بعض الحقيقة في التقويمين. ما يمكن ان نقوله بالكثير من اليقين هو اننا نعرف كيف بدأت الحرب، ولكننا لا نعرف كيف وفي أي ظروف سوف تنتهي.
ما هو واضح أيضا ان المصلحة السياسية الضيقة لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تقضي بمواصلة القتال في غزة وتوسيعه الى لبنان وحتى المجازفة بتراشق صاروخي آخر مع ايران، لان صمت المدافع سيؤدي الى ارتفاع الاصوات في اسرائيل لمحاسبته على الاخفاقات السياسية والاستخباراتية في توقع هجوم حماس في السابع من اكتوبر- تشرين الاول الماضي. المسؤولون الاميركيون يعترفون بان نتنياهو هو المسؤول الاول عن اخفاق الوساطة الأميركية- المصرية- القطرية في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الرهائن الاسرائيليين والأسرى الفلسطينيين. ويتهم هؤلاء قائد حماس العسكري يحيى السنوار بان مصلحته الضيقة تقضي ايضا باستمرار القتال.
بعد سنة من القتال الضاري في غزة ولبنان وتدخل ايران واليمن فيه، أظهرت الحرب بشكل صارخ محدودية النفوذ الاميركي في المنطقة، وخاصة محدودية واخفاق الديبلوماسية الاميركية في التأثير على القرارات السياسية والعسكرية الاسرائيلية، على الرغم من ان اسرائيل لن تكون قادرة على مواصلة القتال دون استمرار تدفق هبات الاسلحة الاميركية غير المشروطة تقريبا الى ترسانتها. يمكن القول ان الديبلوماسية الاميركية الواهية، كما تعكسها تصريحات الرئيس جوزف بايدن وكبار مساعديه قد تحولت في تعاملها مع اسرائيل الى مجرد مناشدات والتماسات وتمنيات.
هذه الديبلوماسية الضعيفة او التي تدعي الضعف ساهمت أيضا في اطالة أمد الحرب، ودفعت ببعض المحللين لان يقولوا ان انزعاج الرئيس بايدن ومساعديه من تضليلات واستفزازات نتنياهو تتمحور حول الاسلوب والتكتيك، ولكنها لا تتناقض في الجوهر مع مواقف نتنياهو وائتلافه الحكومي من حماس وحزب الله وايران. ويضيف هؤلاء انه لهذا السبب لم يفكر بايدن بمواجهة نتنياهو بشكل مباشر أو ارغامه على دفع ثمن لعنجهيته وتطرفه، على الرغم من ان تصرفات نتنياهو تهدد بتوريط الولايات المتحدة في أي حرب مستقبلية مع ايران .
يبقى أيضا، ان الموسم الانتخابي الاميركي الطويل وفّر لنتنياهو الفرصة لاستغلال ادارة بايدن التي تريد تفادي أي قرار يمكن ان يهدد فرص المرشحة كامالا هاريس في الفوز في الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك أي مواجهة مع المسؤول الاول عن تقويض المساعي الرامية الى التوصل الى وقف لإطلاق النار، ما يدعو الى التساؤل : هل نحن امام عجز ديبلوماسي أميركي؟ أم امام تواطؤ سياسي؟
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
104 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
58 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
33 Listeners
3 Listeners
23 Listeners