
Sign up to save your podcasts
Or
إثنان وسبعون يوما تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر القادم، وهذا هو الوقت المتبقي لكامالا هاريس لكي تكسب رهانها في الوصول إلى البيت الأبيض بعد تنصيبها من قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي في الثاني العشرين من اغسطس.
ستحاول نائبة الرئيس الحالية ان تحقق حلمها وسرعان ما انهالت بالشعارات البراقة وانها "تجسد أمريكا المتصالحة والمتفائلة" و أنها ترى " أمة مستعدة للمضي قدمًا، ومستعدة لاتخاذ الخطوة التالية في المغامرة المذهلة التي هي أمريكا".
يبدو التهافت في النزال المنتظر كبيراً إلى حد مشاركة الرئيس الحالي بايدن والرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك اوباما في الترويج للمرشحة هاريس والتركيز على اعتبار دونالد ترامب تهديدا للولايات المتحدة وللاستقرار فيها . وعلى الضفة الأخرى، يستمر دونالد ترامب متأهبا لا يتخلى عن أسلوبه الهجومي وتحميل هاريس وبايدن المسؤولية عن اكثر من فشل وعن اعتبار نفسه بانه الوحيد القادر على استعادة عظمة امريكا .
يكشف كل ذلك كما هي الحال منذ انتخابات ٢٠١٦ عن انقسام أمريكي يتفاقم وعن قلق يزداد حيال معضلات داخلية وخارجية. يبرز من خلال الحملات الانتخابية مأزق أميركا المنقسمة على ذاتها خاصة حيال موضوع الهجرة والمهاجرين حيث يتم تضخيم سيناريوهات الصدام المجتمعي في الداخل وهواجس الخلل الديموغرافي، والمخاوف من تراجع عدد السكان البيض لصالح الأقليات العرقيّة المختلفة. وهكذا يبدو ان هاريس تمثل التنوع وأمريكا الملونة بينما يمثل ترامب امريكا البيضاء والقلقة
منذ ذلك اليوم الشهير في الهجمة على تلة الكابيتول في السادس من يناير ٢٠٢١ ، تفاعل الارتباك مع أزمة الديمقراطية الأميركية، وتبدو واضحة الندوب في الجسم المؤسساتي الأميركي . وعلى الأرجح ستكون البلاد بعد الانتخابات القادمة أمام مفترق طرق ما بين تعميق الانقسامات والشرخ العنصري من جهة أو إطلاق الحوار والمصالحة بين الأميركيتين .
وهذا الارتباك الداخلي له وجهه العالمي أيضا ، لأن الرئيس الأميركي يعتبر بعيون الآخرين “رئيس العالم” أو “شرطي القرية الكونية”. ومن هنا بالرغم من عدم اكتساب القضايا الخارجية الاولوية في خيارات الناخبين ، تحتل حربا غزة واوكرانيا حيزا هاما من الحملات لكسب اصوات المناصرين للمسألة الفلسطينية او الخائفين من تورط واشنطن في حروب جديدة . لكن يستبعد حصول تغييرات جذرية لأن ثوابت السياسة الأميركية الخارجية تفرض نفسها حوّل دعم أوكرانيا وإسرائيل ولو اختلفت الأساليب وطريقة التعبير .
كانت هناك خشية من ان تشيخ الديمقراطية الأمريكية في المنازلة بين بايدن وترامب، لكن ليس من الاكيد ان تستعيد حيويتها وزخمها مع الثنائي كامالا ودونالد
4.7
33 ratings
إثنان وسبعون يوما تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر القادم، وهذا هو الوقت المتبقي لكامالا هاريس لكي تكسب رهانها في الوصول إلى البيت الأبيض بعد تنصيبها من قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي في الثاني العشرين من اغسطس.
ستحاول نائبة الرئيس الحالية ان تحقق حلمها وسرعان ما انهالت بالشعارات البراقة وانها "تجسد أمريكا المتصالحة والمتفائلة" و أنها ترى " أمة مستعدة للمضي قدمًا، ومستعدة لاتخاذ الخطوة التالية في المغامرة المذهلة التي هي أمريكا".
يبدو التهافت في النزال المنتظر كبيراً إلى حد مشاركة الرئيس الحالي بايدن والرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك اوباما في الترويج للمرشحة هاريس والتركيز على اعتبار دونالد ترامب تهديدا للولايات المتحدة وللاستقرار فيها . وعلى الضفة الأخرى، يستمر دونالد ترامب متأهبا لا يتخلى عن أسلوبه الهجومي وتحميل هاريس وبايدن المسؤولية عن اكثر من فشل وعن اعتبار نفسه بانه الوحيد القادر على استعادة عظمة امريكا .
يكشف كل ذلك كما هي الحال منذ انتخابات ٢٠١٦ عن انقسام أمريكي يتفاقم وعن قلق يزداد حيال معضلات داخلية وخارجية. يبرز من خلال الحملات الانتخابية مأزق أميركا المنقسمة على ذاتها خاصة حيال موضوع الهجرة والمهاجرين حيث يتم تضخيم سيناريوهات الصدام المجتمعي في الداخل وهواجس الخلل الديموغرافي، والمخاوف من تراجع عدد السكان البيض لصالح الأقليات العرقيّة المختلفة. وهكذا يبدو ان هاريس تمثل التنوع وأمريكا الملونة بينما يمثل ترامب امريكا البيضاء والقلقة
منذ ذلك اليوم الشهير في الهجمة على تلة الكابيتول في السادس من يناير ٢٠٢١ ، تفاعل الارتباك مع أزمة الديمقراطية الأميركية، وتبدو واضحة الندوب في الجسم المؤسساتي الأميركي . وعلى الأرجح ستكون البلاد بعد الانتخابات القادمة أمام مفترق طرق ما بين تعميق الانقسامات والشرخ العنصري من جهة أو إطلاق الحوار والمصالحة بين الأميركيتين .
وهذا الارتباك الداخلي له وجهه العالمي أيضا ، لأن الرئيس الأميركي يعتبر بعيون الآخرين “رئيس العالم” أو “شرطي القرية الكونية”. ومن هنا بالرغم من عدم اكتساب القضايا الخارجية الاولوية في خيارات الناخبين ، تحتل حربا غزة واوكرانيا حيزا هاما من الحملات لكسب اصوات المناصرين للمسألة الفلسطينية او الخائفين من تورط واشنطن في حروب جديدة . لكن يستبعد حصول تغييرات جذرية لأن ثوابت السياسة الأميركية الخارجية تفرض نفسها حوّل دعم أوكرانيا وإسرائيل ولو اختلفت الأساليب وطريقة التعبير .
كانت هناك خشية من ان تشيخ الديمقراطية الأمريكية في المنازلة بين بايدن وترامب، لكن ليس من الاكيد ان تستعيد حيويتها وزخمها مع الثنائي كامالا ودونالد
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
15 Listeners
106 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
118 Listeners
1 Listeners
4 Listeners