لا تزال مشاعر القلق والذعر التي سادت أوساط قيادات الحزب الديموقراطي ومموليه بسبب الاداء الرديء للرئيس جوزف بايدن في مناظرته الHولى ضد منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب مساء الخميس، تهيمن على السجال السياسي في البلاد، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس بايدن ومساعديه بحث سبل تخطي هذه الكبوة الكبيرة.

فور مرور الدقائق الاولى على تلعثم الرئيس بايدن وارتباكه خلال أجوبته على الأسئلة الأولى التي طرحت عليه، بدأ قادة الحزب الديموقراطي ومموليه بتلقي وإرسال مئات الرسائل الالكترونية إلى بعضهم البعض، وإلى المحللين والصحفيين . هذه الرسائل أكدت لبعضهم أسوأ مخاوفهم من إن أداء بايدن الواهي سوف يعزز من شكوكهم الأصلية من أن عمره المتقدم والذي يقترب من الثانية والثمانين سوف ينعكس سلبا على تيقظه الذهني ويظهر ضعفه الجسدي.

وبينما اتسمت مداخلات الرئيس السابق ترامب وأجوبته بالأكاذيب السافرة والأضاليل، إلا أنه أدلى بها بطلاقة وثقة وارتياح واضح، اتسمت أجوبة الرئيس بايدن بمضمونها الصحيح بمعظم الأحيان، ولكنه ادلى بها بتردد وتلعثم وبدت مفككة ومبعثرة. هذا ما شاهده أكثر من خمسين مليون ناخب امريكي محتمل، العديد منهم لا يتابعون التطورات والسجالات الانتخابية بانتظام، ولذلك كانت هذه المناظرة الاولى الفرصة التي يحتاجها كل مرشح لأن يقول للأميركيين لماذا يجب أن يصوتوا له في الخامس من نوفمبر – تشرين الثاني المقبل.

حتى الآن لا تزال انتقادات وتحفظات قيادات الحزب الديموقراطي للرئيس بايدن وادائه، أو دعوات بعضهم للرئيس بالانسحاب من السباق وراء الكواليس أو ضمن السجالات الداخلية، إلا أن ذلك لم يمنع  كبريات الصحف الاميركية ومن بينها نيويورك تايمز التي تؤيد عادة سياسات الرئيس بايدن من دعوته للانسحاب من السباق حيث يجد نفسه الان وسط "مقامرة متهورة" على حد وصف افتتاحية الصحيفة، التي أثنت على انجازاته وإن رأت أنه لم يعد مؤهلا لقيادة البلاد لولاية ثانية.

الانطباعات الأولية للناخبين في التجمعات التي راقبت المناظرة، كانت بمعظمها سلبية تجاه بايدن، وسوف تراقب حملة بايدن ومعها جميع المعنيين بالانتخابات استطلاعات الرأي  في الاسبوع المقبل، والتي ستوفر صورة أوضح للمشهد الانتخابي بعد المناظرة. وحتى قبل المناظرة كان ترامب متفوق على بايدن في معظم الاستطلاعات ببضعة نقاط. وإذا اظهرت الاستطلاعات الجديدة في بعض الولايات المتأرجحة التي ستحسم الانتخابات مثل بنسلفانيا، وويسكونسن وميتشغان ان شعبية ترامب قد ارتفعت ولو ببضعة نقاط في هذه الولايات فإن مثل هذه النتائج سوف تعمق من مشاعر الذعر في اوساط القيادات الديموقراطية، وسوف تؤثر سلبا على تدفق التبرعات المالية.

إيجاد بديل للرئيس بايدن، إذا افترضنا انسحابه، وهذا أمر لا يزال يبدو صعبا للغاية، لن يكون سهلاً وإن كان ليس مستحيلا. ويمكن للمندوبين وقادة الحزب في مؤتمرهم العام في النصف الثاني من اغسطس- أب المقبل الذي سيختار رسمياً مرشح الحزب للرئاسة، الإتفاق على مرشح بديل، ولكن مثل هذه العملية سوف تكون محفوفة بالمخاطر والانقسامات، خاصة وأنه لا توجد هناك شخصية ديموقراطية قوية يمكن أن تلتف حولها قيادات ومختلف الفئات التي تنشط تحت خيمة الحزب الديموقراطي.