قالت وزارة الدفاع الروسية إن القتال لا يزال مستمراً افي التاسع من أغسطس/آب في كورسك. وأكدت الوزارة أيضًا أن قوات كييف وصلت إلى بلدة سودجا الروسية، الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود، وتعد منطقة سودجا موطنًا لنقطة عبور للغاز الذي لا يزال يزود أوروبا عبر أوكرانيا.

حسب مصادر مستقلة ، الوضع في منطقة كورسك الروسية صعب وحرج للغاية بالنسبة لموسكو، لأن القوات الاوكرانية دخلت منطقة بعمق يصل في بعض الاماكن الى عشرين كلم وقيل ان روسيا استدعت قوات عسكرية من جبهات اخرى وقوات شيشانية رديفة وارسلت طائرات حديثة من طراز سو -34 الى المنطقة. واجتمع الرئيس فلاديمير بوتين للمرة الثانية مع مجلس الأمن الروسي.

ويشير مصدر دبلوماسي غربي في موسكو إلى تسريبات تزعم بان " المخابرات الروسية حذرت هيئة اركان الجيش الروسي قبل الهجوم ولكن الاولى تعاملت مع الموضوع بشكل غير جدي معتقدة انه يشبه هجوم الفيلق الروسي المعارض المدعوم من أوكرانيا في منطقة بيلغورد منذ اشهر. ولكن الذي حصل وفاجأ الجميع هو هجوم الجيش الأوكراني النظامي بكافة معداته والدفاعات الروسية في هذه المنطقة ضعيفة جدا" وتعزو اوساط المعارضة الروسية ذلك لاستمرار " تفشي الفساد في المؤسسة العسكرية مع الشك بان الاموال التي صرفت لتقوية الخطوط الدفاعية في هذه المنطقة سرقت وليس أمراً هامشياً ان يكون محافظ اقليم كورسك سابقا متزوج من قريبة الرئيس بوتين وهذا المحافظ اصبح لاحقا وزيراً للطاقة وزوجته اصبحت نائب وزير الدفاع الروسي"

إذا كان ذلك صحيحا فإنه يدل على خلل بنيوي في المؤسسة العسكرية الروسية لم يصححه ما جرى مع فاغنر، او استبدال الجنرال شويغو منذ فترة . والاهم ان هذا الاختراق الاوكراني المفاجيء يعد اول اختراق بري للأراضي الروسية ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ويشكل متنفسا لكييف التي خسرت منذ ابريل الماضي ٧٥٠ كلم٢ ، وازداد الضغط اخيرا على مدينة خاركيف وأجزاء دونيتسك الخاضعة لأوكرانيا

ازاء مأزق حرب الاستنزاف الدامية وتآكل الدعم الدولي لأوكرانيا ، اتى هجوم كورسك بمثابة رسالة للمانحين الغربيين كي لا يتخلوا عن مجهودهم العسكري ، ورسالة إلى الكرملين لتخفيف اندفاعه

ربما كان من قبيل الصدفة ان يحصل هجوم كورسك بالتزامن مع وصول مقاتلات F- 16 إلى أوكرانيا ، لكن ذلك لا يعني تغيراً في مجرى المعركة . بيد ان كل ذلك يؤشر إلى مأزق هذه الحرب وإصابة الطرفين بالإنهاك ولذلك ربما تحمل مرحلة ما بعد الانتخابات الاميركية بوادر تجميد الوضع حسب خطوط القتال او بدء التفاوض الجدي.