تقول الأكثرية من الأمريكيين أن الديموقراطية الأمريكية هي على المحك في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ومع أن كل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي يطرح نفسه كحارس للديموقراطية وقيمها ومؤسساتها، إلا أن العديد من المحللين والمؤرخين يقولون أن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي حاول قلب نتائج انتخابات 2020 هو الذي يشكل الخطر الاكبر على مستقبل الديموقراطية الأمريكية.
إعلان نائب الرئيس الأسبق الجمهوري ديك تشيني، الذي كان يعتبر من غلاة المحافظين المتشددين، عن عزمه على التصويت للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، وهو الموقف ذاته الذي اعلنته ابنته ليز تشيني العضوة السابقة في مجلس النواب، أعطى تلك الشريحة من الجمهوريين الذين يرفضون ترامب الغطاء السياسي الذي تحتاجه. هذه الشريحة تقول الولاء للوطن والديموقراطية هو أهم من الولاء للحزب ومرشحه.
وفسّر ديك تشيني ونجلته ليز موقفهما بالقول أنه لم يحدث في تاريخ الجمهورية الأمريكية أن برز شخص " يهدد ديموقراطيتنا مثل دونالد ترامب، وهذه لحظة الخطر التي نواجهها الآن ".
وعلى الرغم من أن ترامب كان قد نجح في السيطرة على الحزب الجمهوري بعد أن تخلص من كل الشخصيات التي كانت تؤمن بالمباديء التقليدية لهذا الحزب العريق مثل الحريات الشخصية ورفض الانعزالية السياسية والتمسك بالأحلاف الدولية، إلا أنه لا تزال هناك أقلية جمهورية ترفض بقوة عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وعلى الرغم من أن الاهتمامات المعيشية ومعدلات التضخم وغيرها من القضايا الاقتصادية لا تزال في طليعة اهتمامات الناخب الأمربكي، إلا أن ثلاثة أرباع الأمريكيين، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته قبل بضعة اسابيع وكالة الانباء الاسوسييتيد بريس، يقولون أن الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف تكون مصيرية بالنسبة لمستقبل الديموقراطية في أمريكا.
الاستطلاع أظهر أيضا أن هناك انقسام هام بين الناخبين حول هوية المرشح الذي يشكل الخطر الأكبر على الديموقراطية، وإن كان أكثر من نصف الديموقراطيين يقولون ان الانتخابات هامة لأقصى درجة بالنسبة لمستقبل الديموقراطية، بينما تصل نسبة الجمهوريين والمستقلين الذين يقولون الشيء ذاته إلى حوالي أربعين بالمئة.
المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس وغيرها من القيادين والمرشحين الديموقراطيين يذكّرون الناخبين الأمريكيين في كل فرصة بما قاله دونالد ترامب من أنه يرغب بأن يتصرف كدكتاتور في اليوم الأول لوصوله إلى البيت الأبيض ، وبأنه حاول قلب نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية بالقوة.
في المقابل يقول ترامب الذي يفاخر دائما بعلاقاته الوثيقة من بعض الطغاة في العالم مثل قادة روسيا وكوريا الشمالية، أنه "تلقى رصاصة من أجل الديموقراطية" في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو – تموز الماضي .
الجمهوريون المعارضون لترامب يقولون أن تصويتهم للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس لا يعني بالضرورة تأييد طروحاتها السياسية والحزبية، ولكنه يهدف إلى إنقاذ الوطن من مخالب الدكتاتورية وحماية المؤسسات الديموقراطية التي هي في صلب التجربة السياسية الأمريكية. وهذا ما ركز عليه النائب الجمهوري السابق Adam Kinzinger الذي ناشد الجمهوريين من منبر المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي التصويت للكتلة الديموقراطية قائلاً أنه يشارك كاملا هاريس في "ولائها لسلطة القانون وللدستور وللديموقراطية".