
Sign up to save your podcasts
Or
ينجم السُلّ عن التقاط جرثومة المُتَفَطِّرة السُلِّية Mycobacterium Tuberculosis التي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، كما هو الحال مع فيروس الكورونا Sars-CoV-2. بما أنّ السلّ ما زال مرضا حيّا في القارّتين الأفريقية والآسيوية وشرق أوروبا، تُنظّم كلّ عام في 24 آذار/مارس احتفالية اليوم العالمي للتوعية بالسلّ التي تنضوي في العام 2021 تحت شعار : " حان الوقت للتخلّص من مرض السلّ وتقديم العلاجات المُثلى للمصابين بداء الرئة السلّي It's Time for TB patients to get the best care".
بالاستناد إلى نشرة إعلامية صادرة عن منظمّة الصحّة العالمية في عام 2016، يتعايش حوالى ثلث سكّان العالم مع سلٍّ خافٍ، ما يعني أنّ هؤلاء الأشخاص التقطوا العدوى الجرثومية لكنّهم فعليا ليسوا بمُصابين بالمرض ولا ينقلونه إلى الآخرين.
إنّ البشر الحاملين لجرثومة السلّ الخفيّة يتعرّضون بنسبة 10% لخطر الوقوع الفعلي بمرض السلّ النشط. ويزداد هذا الخطر على وجه الخصوص لدى الأشخاص الذين أصبحت أجهزة مناعتهم منقوصة من قبيل المصابين بفيروس العوز المناعي البشري VIH أو بسوء التغذية أو بالسكّري أو الأشخاص الذين يتعاطون التبغ بإدمان شديد.
عندما يصبح مرض السلّ في حالة نشطة، تكون الأعراض خفيفةً لشهور عدّة وتتّسم بالسعال والحمّى والتعرّق الليلي وخسارة الوزن وغيرها. لهذه الأسباب، يساعد التأخّر في التماس الرعاية إلى سريان جرثومة "المتفطّرة السلّية" بين المخالطين للمريض. يستطيع الإنسان المُصاب بالسلّ النشط أن يُعدي ما يصل إلى 10-15 شخصا آخر من خلال المُخالطة الوثيقة على مدار سنة. ويكون نصيب ثُلثي الأشخاص اللاقطين للعدوى الموت الحتمي، إن لم يتعالجوا بشكل صحيح.
منذ عام 2000، أُنقذت حياة أكثر من 49 مليونا وشُفي من مرض السلّ المعدي 56 مليون إنسان بفضل المعالجة والرعاية الدقيقة. ويحتاج الإنسان للشفاء من مرض السلّ إلى دورة علاجية معياريّة مدّتها ستّة أشهر يحصل خلالها على أربعة أدوية مضادة للميكروبات تحت إشراف عامل صحّي أو متطوّع مدرَّب يقدّم له الدعم والمعلومات اللازمة.
غير أنّ بلدان شرق أوروبا التي اعتزمت احترام أهداف استراتيجية منظّمة الصحّة العالمية للقضاء على السلّ بحلول عام 2020 فشلت في تحقيق ذلك. فلقد أشار التقرير الوبائي لمرض السلّ في أوروبا الذي صدر عن منظمّة الصحّة العالمية بتاريخ 22 مارس /آذار 2021 إلى أنّه في القارّة الأوروبية (دون سواها من القارات الموبوءة بالسلّ) يموت سنويا 20 ألف أوروبي بهذا المرض. ويتعرّض مريض من أصل ثلاثة مصابين بالسلّ في أوروبا إلى الشكل المرضي المعنّد على الشفاء إذ تظلّ معدّلات نجاح العلاجات غير كافية.
بما أنّ مرض السلّ يظلّ من بين الأمراض الجرثومية الأكثر إحداثا للوفيات، ساعد لقاح BCB في البلدان الصناعية الغنيّة في وقاية الأطفال من الأشكال العنيفة من مرض السلّ وتجنيبهم خطر الإصابة بالتهاب السحايا، إذ بات هذا اللقاح غير إجباري في البلدان شبه الخالية من جرثومة المتفطّرة السلّية.
لكنّ جرثومة السلّ ما زالت منتشرة بشدّة في جميع بلدان القارّة الأفريقية وفي بلدان أوروبا الشرقية والوسطى وفي بعض بلدان أميركا الوسطى والجنوبية وفي بلدان جنوب - شرق آسيا وفي أغلبيّة البلدان العربية ( ما عدا الإمارات العربية المتحدة والأردن وسلطنة عُمّان). هذه المناطق الجغرافية من العالم ما زالت تتخبّط بصعوبة السيطرة على جرثومة المتفطّرة السلّية بسبب عجزها عن متابعة حملات التطعيم الدائمة للأطفال.
يكون لقاح BCG ذات جدوى كبيرة ويُمكن أن يتلقّاه المواليد الجدد في البلدان الموبوءة بالسلّ منذ الشهر الأوّل والأفضل أن يحصلوا عليه في الشهر الثاني. ويظلّ الحصول على اللقاح الواقي من أشكال السلّ العنيفة ممكناً لدى الأطفال لغاية عمر 15 سنة.
ضيفة الحلقة الدكتورة مها فرحات، الإختصاصية في أمراض الرئة والعناية الفائقة في مستشفى ماساشوستس العام والبروفسورة في الطبّ في جامعة هارفرد.
5
11 ratings
ينجم السُلّ عن التقاط جرثومة المُتَفَطِّرة السُلِّية Mycobacterium Tuberculosis التي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، كما هو الحال مع فيروس الكورونا Sars-CoV-2. بما أنّ السلّ ما زال مرضا حيّا في القارّتين الأفريقية والآسيوية وشرق أوروبا، تُنظّم كلّ عام في 24 آذار/مارس احتفالية اليوم العالمي للتوعية بالسلّ التي تنضوي في العام 2021 تحت شعار : " حان الوقت للتخلّص من مرض السلّ وتقديم العلاجات المُثلى للمصابين بداء الرئة السلّي It's Time for TB patients to get the best care".
بالاستناد إلى نشرة إعلامية صادرة عن منظمّة الصحّة العالمية في عام 2016، يتعايش حوالى ثلث سكّان العالم مع سلٍّ خافٍ، ما يعني أنّ هؤلاء الأشخاص التقطوا العدوى الجرثومية لكنّهم فعليا ليسوا بمُصابين بالمرض ولا ينقلونه إلى الآخرين.
إنّ البشر الحاملين لجرثومة السلّ الخفيّة يتعرّضون بنسبة 10% لخطر الوقوع الفعلي بمرض السلّ النشط. ويزداد هذا الخطر على وجه الخصوص لدى الأشخاص الذين أصبحت أجهزة مناعتهم منقوصة من قبيل المصابين بفيروس العوز المناعي البشري VIH أو بسوء التغذية أو بالسكّري أو الأشخاص الذين يتعاطون التبغ بإدمان شديد.
عندما يصبح مرض السلّ في حالة نشطة، تكون الأعراض خفيفةً لشهور عدّة وتتّسم بالسعال والحمّى والتعرّق الليلي وخسارة الوزن وغيرها. لهذه الأسباب، يساعد التأخّر في التماس الرعاية إلى سريان جرثومة "المتفطّرة السلّية" بين المخالطين للمريض. يستطيع الإنسان المُصاب بالسلّ النشط أن يُعدي ما يصل إلى 10-15 شخصا آخر من خلال المُخالطة الوثيقة على مدار سنة. ويكون نصيب ثُلثي الأشخاص اللاقطين للعدوى الموت الحتمي، إن لم يتعالجوا بشكل صحيح.
منذ عام 2000، أُنقذت حياة أكثر من 49 مليونا وشُفي من مرض السلّ المعدي 56 مليون إنسان بفضل المعالجة والرعاية الدقيقة. ويحتاج الإنسان للشفاء من مرض السلّ إلى دورة علاجية معياريّة مدّتها ستّة أشهر يحصل خلالها على أربعة أدوية مضادة للميكروبات تحت إشراف عامل صحّي أو متطوّع مدرَّب يقدّم له الدعم والمعلومات اللازمة.
غير أنّ بلدان شرق أوروبا التي اعتزمت احترام أهداف استراتيجية منظّمة الصحّة العالمية للقضاء على السلّ بحلول عام 2020 فشلت في تحقيق ذلك. فلقد أشار التقرير الوبائي لمرض السلّ في أوروبا الذي صدر عن منظمّة الصحّة العالمية بتاريخ 22 مارس /آذار 2021 إلى أنّه في القارّة الأوروبية (دون سواها من القارات الموبوءة بالسلّ) يموت سنويا 20 ألف أوروبي بهذا المرض. ويتعرّض مريض من أصل ثلاثة مصابين بالسلّ في أوروبا إلى الشكل المرضي المعنّد على الشفاء إذ تظلّ معدّلات نجاح العلاجات غير كافية.
بما أنّ مرض السلّ يظلّ من بين الأمراض الجرثومية الأكثر إحداثا للوفيات، ساعد لقاح BCB في البلدان الصناعية الغنيّة في وقاية الأطفال من الأشكال العنيفة من مرض السلّ وتجنيبهم خطر الإصابة بالتهاب السحايا، إذ بات هذا اللقاح غير إجباري في البلدان شبه الخالية من جرثومة المتفطّرة السلّية.
لكنّ جرثومة السلّ ما زالت منتشرة بشدّة في جميع بلدان القارّة الأفريقية وفي بلدان أوروبا الشرقية والوسطى وفي بعض بلدان أميركا الوسطى والجنوبية وفي بلدان جنوب - شرق آسيا وفي أغلبيّة البلدان العربية ( ما عدا الإمارات العربية المتحدة والأردن وسلطنة عُمّان). هذه المناطق الجغرافية من العالم ما زالت تتخبّط بصعوبة السيطرة على جرثومة المتفطّرة السلّية بسبب عجزها عن متابعة حملات التطعيم الدائمة للأطفال.
يكون لقاح BCG ذات جدوى كبيرة ويُمكن أن يتلقّاه المواليد الجدد في البلدان الموبوءة بالسلّ منذ الشهر الأوّل والأفضل أن يحصلوا عليه في الشهر الثاني. ويظلّ الحصول على اللقاح الواقي من أشكال السلّ العنيفة ممكناً لدى الأطفال لغاية عمر 15 سنة.
ضيفة الحلقة الدكتورة مها فرحات، الإختصاصية في أمراض الرئة والعناية الفائقة في مستشفى ماساشوستس العام والبروفسورة في الطبّ في جامعة هارفرد.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners