هل فكرت يومًا في العواقب الخفية وراء تلك اللحظات الممتعة على تيك توك؟ بينما يمتلئ التطبيق بمقاطع الفيديو الترفيهية والمبدعة، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر قد تغير حياتك، من التهديدات الأمنية، حيث يتم جمع بياناتك الشخصية ومشاركتها بطرق قد لا تكون تحت تصوّرك، إلى التأثيرات النفسية الخطيرة التي قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية، الى التحديات القاتلة؟ "تيك توك" يودي بحياة طفل لبناني. 

تنفيذ تحدي"One Bite"، المنتشر على منصة "تيك توك" والذي يتطلب تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة خلال وقت قصير اثار غضبا عارما في الشارع اللبناني على اثر وفاة الطفل جو سكاف الذي لم يتجاوز الاثني عشر عاما في مدرسته جنة الاطفال عندما حاول ابتلاع قطعة كرواسون دفعة واحدة ما أدى إلى اختناقه وفقدانه الوعي قبل نقله إلى المستشفى حيث فارق الحياة. السلطات اللبنانية قررت وقف التطبيق وانقسم الشارع بين مؤيد ومعارض، كما ارتفعت اصوات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد اهميته من اجل حصد الاعجاب والمتابعات. 

الحادثة المأساوية، التي لم يتوقعها أحد، تطرح العديد من التساؤلات حول تأثير هذه المنصات على الأطفال، خصوصًا مع الانتشار الكبير للتحديات غير الآمنة على تطبيق تيك توك وعن دور الاهل في التعاون مع المدارس لتفادي هكذا حوادث كما تؤكد رئيسة اتحاد لجان الاهل في المدارس الخاصة لمى الطويل عبر مونت كارلو الدولية.  

في الوقت الذي يتزايد فيه الإقبال على تطبيق " تيك توك " ، فإنه أصبح بمثابة ناقوس خطر، فمن الضروري النظر في كيفية تأثيره على سلوك الأطفال وعلى قراراتهم، لا سيما عندما يتعرضون لمحتوى غير مناسب ولا يدركون عواقب تقليده بحسب ما اكدته المعالجة النفسية يارا العبدالله عبر مونت كارلو الدولية. 

شركة تيك توك تؤكد القيام بما عليها من احترازات آمنة للمراهقين لكنها تصر على انه لا يمكن حصر تلك الحوادث بتطبيق واحد في ظل وجود عدة تطبيقات وفقا للخبير في امن المعلومات رولان ابي نجم.  

تيك توك، له جانب إيجابي في تواصل الأفراد والمشاركة الاجتماعية. ولكن للأسف، يفتقر إلى الرقابة الكافية على المحتوى الذي قد يشكل خطرًا على المستخدمين الصغار. واطفال لبنان كانوا من بين الضحايا اذ لا تزال عصابة تيك توك التي اغتصبت عددا منهم تتصدر اهتمامات الرأي العام، بعدما أثارت صدمة اجتماعية عارمة في أسلوبها وتفاصيلها وما تكشف حول أعداد المتورطين فيها وهوياتهم.