تعاني تونس منذ سنوات تراجعًا لافتًا في التساقطات ونقصًا في الاحتياطات المائية الجوفية جراء التغييرات المناخية والاستغلال المفرط للمائدة المائية. أوضاع دفعت السلطات إلى اعلان خطة للطوارئ المائية  تمثلت في قطع مياه الشرب لفترات طويلة على عديد المناطق من البلاد.

تعمقت أزمة التزويد بمياه الشرب في تونس خلال هذا الصيف وبات انقطاع الماء يتواصل لعدة أيام خاصة في الشمال الغربي التونسي. 

مراد أحد سكان المنطقة: 

"مشكلة انقطاع الماء خاصة في فصل الصيف ومع درجة الحرارة المرتفعة جدا أصبح مشكل يرهق المواطنين في كل المناطق في تونس. حتى أنه في بعض المناطق تظل الماء منقطعة لفترة طويلة مما يدفع الناس للذهاب لمناطق أخرى لجلب الماء، على الرغم من ذلك الحل ليس واضحا إلى الآن". 

انقطاع الماء المتكرر ضاعف من معاناة العائلات التونسية كما تقول حسناء:  

" بالخصوص في وقت الذروة. والمناسبات، والأعياد والصيف الذي يكثر فيه الغسيل والاستحمام كثيرا. نذهب لجلب الماء من أماكن بعيدة ويكلفنا الكثير لنجلبه ولنشتريه يعني ثلاثة أو أربعة أيام بدون سابق إنذار، هذا كثير". 

هذا الرأي يوافقه كريم الذي أثار عدة تساؤلات حول نوعية المياه التي تصل منطقته: 

"عندنا مشكلة بالماء، به احمرار لا نعلم أهو تراب أم صدأ. الناس غاضبة كثيرا! بالإضافة إلى مشكلة الضغط، مثلا الأشخاص الذين يقطنون في أماكن عالية، لا تصلهم المياه". 

توسع خارطة العطش في تونس يعود لعدة أسباب، فإضافة إلى تناقص التساقطات خلال السنوات الأخيرة دخلت تونس فيما يعرف بالإجهاد المائي حيث تضاعف استغلال المائدة المائية مما أدى إلى شح المياه.

الحسين الرحيلي، الخبير في التصرف في الموارد المائية:

"الإجهاد المائي هو استعمال كميات أو استخراج كميات من الموائد المائية من المياه العذبة أكثر من طاقة تجددها. ولعل تونس دخلت الإجهاد المائي حسب تصنيف الأمم المتحدة سنة 1995. من سنة 1995 لحدود اليوم لم يتغير موقعنا في التصنيف. الاجهاد المائي وصل لأن هناك موائد في قبلي تم استغلالها بنسبة 220 في المائة، في سيدي بوزيد 160 في المائة، في قفصة في بعض المناطق وصل 130 في المائة وفي القيروان وصل 160/ 170 في المائة. الشيء الذي دفع مواردنا غير المرئية أي الموارد المائية الجوفية تصبح مهددة خاصة بالاستغلال المجحف وبتناقص التساقطات". 

وكانت السلطات التونسية أعلنت خطة للطوارئ المائية ودعت التونسيين إلى ترشيد استهلاك الماء وقالت إنها تعمل على تجاوز صعوبات التزويد بمياه الشرب خلال السنوات المقبلة من خلال تنفيذ عدة مشاريع من بينها إحداث سدود جديدة.