اندثر سوق صناعة ما يعرف عند البغداديين بـ "الكيوه"، وعند اصحاب الحرفة الاساسيين من الاكراد بـ "الكلاش". وهو حذاء يصنع يدوياً من خيوط القطن وجلود المواشي .لم يتبق منه سوى محال متفرقة داخل الاسواق الكبيرة في محافظات اقليم كردستان شمال العراق. 
ريبورتاج امل صقر من مدينة السليمانية.

وانت تقترب من السوق القديم في مدينة السليمانية، ووسط ضجيج الباعة المتجولين ليس صعبا ان تجد محال عرض الكيوه او الكلاش، وهو نوع من الأحذية التي ارتبطت بالتراث الكردي في العراق، ويُعتبر جزءًا مكملًا لزيهم الشعبي ويتم صناعته من خيوط القطن وجلود المواشي وتلون حوافه بأقلام خاصة، كما يقول الحاج محمد ابو حمزة الذي يبلغ من العمر اكثر من سبعين عاما ولكنه لايزال يعمل في صناعة الكلاش واحتج بداية خلال لقائنا به على تسمية الكيوه .

" كيوه تسميه عربية نحن نسميه كلاش، وهي لاتصنع بالالات المعامل، وانما يديويا. نعل الحذاء من مواد خام اي جلود الحيوانات وفوق الحذاء من خيوط تمت حياكتها من القطن، ولايوجد يمين ويسار في هذا الحذاء التراثي، ويتم صناعته بناءا على الطلب اذ يطلب منا صناعة عدد معين ويحددون لنا الاحجام لدينا قياسات من 35 الى 45 ".

تعود صناعة الكلاش إلى قرون عديدة، وينفرد بها حرفيون ورثوا المهنة من أسلافهم. يستغرق تجهيز زوج واحد منه الى اكثر من اربعة أيام من العمل الدقيق وتشترك النساء بصناعته اذ تتولى حياكته بالكامل. كما تقول ارجوان التي بدءت حديثها معنا بتعريف معنى اسمها وهو طريق الحياة .

" نعل الحذاء يقوم بصنعه الرجال من جلود الحيوانات، اما الجزء العلوي من الكلاش تقوم النساء بحياكته من صوف الخروف او القطن ويتم ذلك في بيتي او تجتمع النساء امام المنزل للعمل على حياكة العدد المطلوب "  

العديد من الحرفيين اضطروا الى تغيير مهنتهم او اضافة مواد صناعية اخرى لبيعها في محالهم التجارية منها العسل والجوز، نتيجة لانخفاض اسعار الكلاش خاصة بعد تراجع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار.  بينما اختار نظمي فارس خياطة الزي الكردي المصنوع بالكامل يديويا من مرحلة غزل قماشه حتى تصميمه وتنفيذه .عن ذلك يقول لنا نظمي:

" سابقا كان سعر الكيوه او الكلاش مرتفعه ومن الممكن ان ندبر معيشتنا من بيعها فقط ، اما الان هناك الكثير غير مهنته وترك صناعة الكيوه او قام باختيار صناعة اخرى الى جانب صناعتها. انا مثلا اعمل على خياطة الشال الكردي وهو ايضا صناعة يدوية من الصوف ومن يشتري شال يأخذ معه كيوه عندها فقط من الممكن تدبير المعيشة ولكن ان اعتمد فقط على صناعة وبيع الكيوه معناها لن أستطيع تدبير معيشتي " 

ولايعتبر الكلاش مكملا للزي التراثي الكردي فقط ولكن له فوائد صحية عديدة كما يقول لنا اران وهو احد الذين صادفناهم وهو يشتري كلاش استعدادا لاحياء اعياد الربيع نوروز التي يصادف اقامتها هذه الايام . 

" انا احب ارتداء الكلاش لانه صحي ومفيد فهو خفيف وارتداءه لايؤذي القدم كما انه يخفف من الضغط على فقراتي اثناء المشي كذلك يعتبر بارد اذا ارتديته في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. وشخصيا ارتدي الكلاش في اغلب المناسبات الاجتماعية لانه يكمل الزي الكردي الذي ارتديه وهو يبدو جميل جدا . حاليا انا اشتري كلاش استعدادا لاحياء اعياد نوروز"  

وتعد مدينة هورامان الواقعة بين الحدود العراقيه الايرانية من اكثر المدن التي يعتمد سكانها على صناعة الكلاش كمورد اساسي للمعيشة،  ويعد الكلاش الهوراماني افضل الانواع ضمن مدن صناعته في العراق وايران وتركيا .