
Sign up to save your podcasts
Or
في الحرب، يصير الضحايا إحصائيّات، والمنازل محض حجارة. في الحرب، تصير مساقط الرأس أهدافاً، ويقاس البؤس كانتصارٍ أو هزيمة. في الحرب، يغضّ المتحاربون طرْفهم عن الأيتام والأرامل والمشرَّدين والنازحين.
يتجاهلون الذين يقصفون ويجرحون ويموتون. لا يستوقفهم الأبرياء الذين يعانون، إلى أيِّ جهةٍ انتموا: الأبرياء الذين لم يكن لديهم أيُّ رأيٍ أو قرارٍ في المصائب التي أُسقِطتْ عليهم إسقاطاً. يطلق المتحاربون على هؤلاء تسمية أضرار جانبيّة ضرورية لا يمكن تفاديها، وتنتقل مدافعهم وصواريخهم إلى نقطة أخرى. لا وقت للإنسانية في الحرب. لا وقت للرحمة والشفقة والتعاطف. هذه كلها أشكال ترف لا يستطيع المتحاربون تحمّل كلفتها.
في الحرب معاناة الفرد هي هي، أيّاً يكن المذنب، أيّاً يكن الحافز، أيّاً يكن الطرف، أيّاً تكن النتيجة. الضحايا جميعهم يتشابهون: من المستحيل أن ينتصروا، حتّى وإن انتموا إلى الفريق المنتصر. هم يرَون عيون ضحايا الخصم في مراياهم. يسمعون بكاءهم ويعرفون أنّ الدموع تتفجّر من الهاوية عينها. يُتوقَّع منهم تحمّل الخسائر والتزام الصمت، قامعين وجعهم في الداخل كي لا يحبطوا عزيمة المقاتلين؛ ذلك الوجع الذي يتأكّلهم شيئاً فشيئاً، كأنّه ورمٌ سرطانيٌّ خبيثٌ أو مسٌّ شيطانيّ. وهل الناجون من الحرب سوى جثثٍ حيّة، أو قتلى مؤجّلين؟
لستُ بطوباويّة. أعلم جيّداً أنّ الحرب لا مفرّ منها. ولكن ليس هناك من حربٍ "رابحة"، طالما هناك روحٌ بريئةٌ واحدة قد زُهقت بسببها.
ترى، هل قَدَر هذه المنطقة المشؤومة أن تكون أرض شقاءٍ الى الأبد؟
في الحرب، يصير الضحايا إحصائيّات، والمنازل محض حجارة. في الحرب، تصير مساقط الرأس أهدافاً، ويقاس البؤس كانتصارٍ أو هزيمة. في الحرب، يغضّ المتحاربون طرْفهم عن الأيتام والأرامل والمشرَّدين والنازحين.
يتجاهلون الذين يقصفون ويجرحون ويموتون. لا يستوقفهم الأبرياء الذين يعانون، إلى أيِّ جهةٍ انتموا: الأبرياء الذين لم يكن لديهم أيُّ رأيٍ أو قرارٍ في المصائب التي أُسقِطتْ عليهم إسقاطاً. يطلق المتحاربون على هؤلاء تسمية أضرار جانبيّة ضرورية لا يمكن تفاديها، وتنتقل مدافعهم وصواريخهم إلى نقطة أخرى. لا وقت للإنسانية في الحرب. لا وقت للرحمة والشفقة والتعاطف. هذه كلها أشكال ترف لا يستطيع المتحاربون تحمّل كلفتها.
في الحرب معاناة الفرد هي هي، أيّاً يكن المذنب، أيّاً يكن الحافز، أيّاً يكن الطرف، أيّاً تكن النتيجة. الضحايا جميعهم يتشابهون: من المستحيل أن ينتصروا، حتّى وإن انتموا إلى الفريق المنتصر. هم يرَون عيون ضحايا الخصم في مراياهم. يسمعون بكاءهم ويعرفون أنّ الدموع تتفجّر من الهاوية عينها. يُتوقَّع منهم تحمّل الخسائر والتزام الصمت، قامعين وجعهم في الداخل كي لا يحبطوا عزيمة المقاتلين؛ ذلك الوجع الذي يتأكّلهم شيئاً فشيئاً، كأنّه ورمٌ سرطانيٌّ خبيثٌ أو مسٌّ شيطانيّ. وهل الناجون من الحرب سوى جثثٍ حيّة، أو قتلى مؤجّلين؟
لستُ بطوباويّة. أعلم جيّداً أنّ الحرب لا مفرّ منها. ولكن ليس هناك من حربٍ "رابحة"، طالما هناك روحٌ بريئةٌ واحدة قد زُهقت بسببها.
ترى، هل قَدَر هذه المنطقة المشؤومة أن تكون أرض شقاءٍ الى الأبد؟
3 Listeners
132 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners