تستضيف نايلة الصليبي في "النشرة الرقمية" ميريديث ويتيكر، رئيسة مؤسسة Signal Foundation الشركة الأم لتطبيق المحادثة "سيغنال"، ومطورة تقنية التشفير من الطرف إلى الطرف، للحديث عن تشفير تطبيق المحادثة "سيغنال" وخطورة مطالبة الحكومات بتخفيض قوة التشفير وأيضا إلى تهديد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية لتقنيات التشفير.
تقنية تشفير تطبيق المحادثة "سيغنال" وخطورة مطالبة الحكومات بتخفيض قوة التشفير
ميريديث ويتيكر رئيسة مؤسسة Signal Foundation، صوت قوي في عالم التكنولوجيا لدعم وحماية الخصوصية. وهي لا تتفوه فقط بكلمات جوفاء بل تقرن القول بالفعل.
في عام 2018، تعرف إليها العالم كواحدة من منظمي الإضرابات عن العمل في شركة غوغل، حيث حشدت دعم عشرين ألف موظف في احتجاج مزدوج على دعم شركة غوغل المراقبة الحكومية وعلى إخفاقاتها في الحماية من التحرش الجنسي.
عندما غادرت غوغل، شاركت ميريديث ويتيكر في كتابة مذكرة داخلية أوضحت فيها أنها ملتزمة بالعمل على النشر الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وتنظيم "صناعة تقنية مسؤولة". وذكرت حينها "من الواضح أن غوغل ليست المكان الذي يمكنني فيه مواصلة هذا العمل.
تأسست مؤسسة Signal Foundation في عام 2017 بشراكة بريان أكتون الشريك المؤسس لمنصة واتساب، الذي ترك واتساب عام 2017، وساهم بمبلغ 50 مليون دولار في مؤسسة Signal Foundation غير الربحية التي أنشئت تحت مادة القانون الأمريكي 501c3. مِيزة هذه المادة أن المؤسسة تعفى من الضرائب. كما يسمح هذا النموذج القانوني بتلقي التبرعات من الجَمهور. وهو نفس نموذج مؤسسة ويكيميديا، التي تدير موسوعة ويكيبيديا.
تطور مؤسسة Signal Foundation تطبيق المحادثة سيغنال منذ عام 2018، وانضمت ميريديث ويتيكر إلى المؤسسة في منصب الرئيس في عام 2022 - في الوقت الذي بدأت فيه تقنيات التشفير تتعرض لهجمات من الدول القومية وشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.
وبعد نصف عقد من الزمن، ما فتئت ميريديث ويتيكر تناضل من دون كلل لحماية الخصوصية والحريات الشخصية. من الشهادة في الكونغرس الأمريكي إلى العمل الجامعي بالإضافة لوظائف استشارية في الوكالات الفيدرالية، وفي الاتحاد الأوروبي.
اليوم مع تزايد مطالب الحكومات، حتى الديمقراطية منها، لتخفيض قدرات التشفير لتطبيقات المحادثة. صعدت ميريديث ويتيكر من مواجهتها لهذه المطالب التي تهدد الخصوصية وأيضا حياة الكثيرين.
ومعروف أن تشفير تطبيق سيغنال، من الطرف إلى الطرف، هو من أفضل وأقوى تقنيات التشفير للتطبيقات، وكان اللقاء مع هذه السيدة المميزة لتبادل أطراف الحديث عن تقنيات التشفير والذكاء الاصطناعي وعن موقف ميريديث ويتيكر Meredith Whittaker من مطالب الحكومات تخفيف أو تقويض تقنيات التشفير.
نص اللقاء مع ميريديث ويتيكر:
نايلة الصليبي : ميريديث ويتيكر ما الذي يميز تقنيات التشفير من الطرف إلى الطرف في تطبيق سيغنال؟
ميريديث ويتيكر:بروتوكول سيغنال هو نظام التشفير الذي أنشئ منذ حوالي عشر سنوات، هو المعيار الذهبي في الصناعة. تطوره وتقوم بصيانته مؤسسة سيغنال وأيضا نعطي ترخيص استخدامه لتطبيقات أخرى. لأنه كما قلتي هو الأفضل. إذ يحمي بروتوكول التشفير المستخدم في تطبيق سيغنال المكالمات والرسائل، الصور، والرموز التعبيرية. نحنا لا يمكننا رؤيتهم، ولا تستطيع الحكومات رؤيتهم. لا يستطيع القراصنة رؤيتهم. لا أحد يستطيع رؤيتهم.
ولكن من المهم ملاحظة هنا أننا في تطبيق سيغنال طورنا تقنيات تشفير جديدة لحماية البيانات الحساسة جدًا، أي لا أحد يعرف مع من يتحدث المستخدم، ومن هي مجموعاته أو تلك التي ينتمي إليها. ولا أحد يمكنه معرفة من هم في قائمة الاتصال الخاصة بالمستخدم، وعدد المرات التي يتحدث فيها معهم.
يعد تطبيق سيغنال الأكثر استخدامًا من أشكال الاتصالات الرقمية الموجودة اليوم، ومن المهم التعرف على جميع إمكانات الحماية التي يوفرها تطبيق سيغنال .
صحيح ان آخرون حصلوا على ترخيص استخدام بروتوكول سينغال لحماية ما تقوله، لكنهم لا يحمون المعلومات الخاصة بالمستخدم والمتعلقة بجهات اتصاله وأصدقائه ومع من يتحدث.
نايلة الصليبي: ميريديث ويتيكر Meredith Whittaker عندما تتحدثين عن قوة الحكومات هنالك أيضا القوة الخارقة لشركات التكنولوجيا التي مع نشرها لتقنيات الذكاء الاصطناعي ونماذج توليدية قوية. فهذه التكنولوجيا القوية التي وضعت بين أيدي الجميع تهدد التشفير وحياة المستخدمين ستؤثر حتما على تقنيات التشفير وستهدد حياة الناس؟
ميريديث ويتيكر: سأبدأ ببعض الأساسيات المتعلقة بالتشفير لن أخوض في التفاصيل، التشفير هو طريقة رياضية لتوفير الخصوصية أمر يمكن إثباته. نحن في مؤسسة سيغنال ننشر خوارزميات التشفير وأنظمة التشفير في العلن حتى يتمكن العلماء والباحثون وحتى القراصنة من مراجعتها والعثور على أي عيوب وتحسينها.
فميزة الأنظمة المشفرة أنها إما أن تكون قوية وتعمل لصالح الجميع، أو تكون معطلة وتعرض الجميع للخطر. ليس هناك حل وسط. لا يوجد تشفير خفيف. فإما أن ينجح الأمر، أو أنه يمثل ثغرة أمنية خطيرة يمكن أن تقوض البنى التحتية الأساسية التي تعتمد عليها التجارة والاتصالات والحكومات وما إلى ذلك.
عندما نتحدث عن إرادة الحكومة لتقويض التشفير، غالبًا ما يكون هناك ارتباك متعمد، وأعتقد في بعض الأحيان متعمد، حول هذا الواقع. فإما أن تعمل لصالح الحكومة وتحمي أسرارها، أو أنها لا تعمل لصالح أحد، فهم أيضًا معرضون للخطر. وهنا الذي يجب التشديد عليه هو عندما يكون خصومك وكالة الأمن القومي والصين، فمن المحتمل أنك لن تفوز في تلك المعركة. لذلك يجب أن يكون هناك القليل من التواضع في حديثنا عن قوة التشفير.
نايلة الصليبي: ميريديث ويتيكر ماذا عن تهديد الحوسبة الكمومية لتقنيات التشفير الحالية؟
ميريديث ويتيكر: هذا هو السبب في أننا طورنا وطبقنا تشفير "ما بعد الكمّ" Post Cryptography Quantum، وهو ما يعني أن تشفير تطبيق سيغنال والبيانات المشفرة آمنة من أي هجوم مستقبلي، في مرحلة قد يكون لدينا فيها أجهزة حوسبة كمّومية قوية يمكنها فك التشفير الحالي. فمنذ مايو 2023 رسائل تطبيق سيغنال محمية عبر "خوارزمية تشفير ما بعد الكم" التي قمنا أيضاً مراجعتها من قبل " NIST Post-Quantum Cryptography Standardization، والتي قمنا بنشرها للعامة، كنا أول من فعل ذلك. والآن تتبنى آبل أساليب مشابهة لأساليبنا. نحن نشهد مرة أخرى كيف أننا نرفع مستوى الحماية والتشفير عاليا ما يتيح للصناعة التكنولوجية اللحاق بنا.
يمكن الاستماع لـ "بودكاست النشرة الرقمية" على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل
للتواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامَج"النشرة الرقمية"من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@ وعلى ماستودون وبلوسكاي عبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي