
Sign up to save your podcasts
Or
في سابقة فريدة من نوعها ضمن الأراضي الفرنسية، تمكّن أطبّاء عاملون في المستشفى الحكومي في مدينة Rennes من المحافظة على نبضات قلب، طيلة 6 ساعات إلى حين النجاح في زراعته . في العادة بعد التبرّع بأعضاء المتوفّي لبنك وهب الأعضاء، يُستخرج العضو المعني ويوضع في الثلج بانتظار عملية الزرع. إنَّما ارتأى الأطباء الفرنسيون القيام، بعكس المعتاد، إذ قرّروا الإبقاء على القلب الموهوب كأنّه ما زال على قيد الحياة من خلال وضعه في صندوق طبّي يؤمّن له الارتواء بالدمّ وبالاكسجين.
هذه التقنية يعود الفضل في تطوير تكنولوجيتها للأميركيين الذين كانوا أوّل من نجحوا في تصوّرها وأعطوا تسمية للآلة التي تُنجزها : Organ Care System. وُضعت هذه التقنية حيّز التنفيذ في أستراليا وبريطانيا بادئ الأمر إلى حين دخولها إلى فرنسا منذ سنة تقريبا.
يُستخرج القلب في هذه التقنية حينما يكون المتبّرع ما زال قلبه ينبض بالحياة، على الرغم من وفاة دماغ الإنسان عقب حادث سير مباغت أو وفاة مفاجئة أخرى. ويُنْقَل القلب عبر السيارات الطبّية المُجهّزة بآلة Organ Care System إلى حيث مكان عملية الزراعة، على وجه السرعة.
أمّا المكاسب التي يُحصّلها جرّاحو القلب من هذه التقنية فتشمل مكسبين رئيسيين هما :
١- لا داعي لتعب إعادة تشغيل القلب حينما تكون المحافظة عليه من الاهتراء تمّت بواسطة وضعه في درجة برودة شديدة وسط الثلج. في آلة Organ Care System، يظلّ القلب حيّا ونابضا بالحياة ولا يضطّر الأطبّاء إلى إعادة إنعاشه وتشغيله بعد التوقّف عن الخفقان، كما يحصل في التقنية الكلاسيكية لحفظ القلب وسط الثلج.
٢- تطويل مدّة إمكانية حفظ القلب خارج جسم الانسان-المتبرّع : حينما يوضع القلب في الثلج، تظلّ صلاحية زراعته واردة بعد مرور 4 ساعات كحدّ أقصى. بينما حينما يُحْتفظ بالقلب وفق تقنية Organ Care System، تظلّ صلاحية زراعته واردة ما بعد مرور 6 ساعات على استخراج القلب من جسم الانسان-المتبرّع.
في بلدان كإنكلترا على سبيل المثال، نجح الأطباء بفضل آلة Organ Care System في إنعاش قلب ميّت كان توقّف كلّيا إثر وفاة المتبرّع، ما يُعتبر بشيء مذهل للغاية بعدما استطاع هذا البلد في رفع عدد زراعات القلب المُنفّذة كلّ سنة فيه. بغضّ النظر عن حالة القلب المسحوب للزراعة سواء كان ميّتا أو حيّا، يبقى العيب الوحيد لزراعة القلب، وفق شروط النقل بواسطة آلة Organ Care System، هو سعرها الباهظ الذي يصل إلى 30 ألف يورو. يُضاف إلى هذه التسعيرة بدل أتعاب نقليات الفريق الطبّي الذي أجرى عملية استئصال القلب من جسم الإنسان-المتبرّع بأعضائه.
يُمكن الاستفادة من آلة Organ Care System لحفظ عدّة أعضاء بحالة الإنعاش الطبيعي من قبيل القلب والرئتين والكبد. من خلال هذا النهج الحديث المُتّبع لحفظ ونقل الأعضاء من لحظة استئصالها من الواهب إلى لحظة زراعتها داخل الإنسان، سيدخل الزرع إلى عصر جديد، دون التشكيك بفعالية تقنيات الحفظ التقليدية للأعضاء وسط البرودة الشديدة.
لقد حان الوقت لاستخلاص العبر والمراقبة والتوانٍ ما قبل الإشادة المُعظّمة بآلة Organ Care System التي تظلّ حديثة العهد ويبقى سعرها مكلفا مع قلّة المهنيين المُدرّبين على استخدامها، بالاستناد إلى ما جاء على لسان البروفسور Erwan Flécher، رئيس الفريق الطبّي الذي تكلّلت جهوده بالنجاح في تطبيق زراعة القلب في مدينة Rennes وفقا لشروط نقل القلب الموهوب ضمن آلة Organ Care System.
ما هي أبعاد تمكّن الأطباء الفرنسيين من إبقاء قلب حيّ ونابض بالحياة خارج جسم الإنسان بعد عطاء الوهب ؟ هل ستصبح زراعة القلب في المستقبل قائمة على مدماكين معا، الأوّل زراعة القلب الصناعي والثاني زراعة القلب الطبيعي ؟ أو أنّ زراعة القلب الصناعي ستكون الركيزة الوحيدة وستطيح رويدا رويدا بزراعة القلب المأخوذ من واهب لصالح متلقّي؟
أجاب عن هذه الأسئلة، الدكتور إليان سركيس، طبيب أمراض القلب والشرايين في منطقة النورماندي الفرنسية.
5
11 ratings
في سابقة فريدة من نوعها ضمن الأراضي الفرنسية، تمكّن أطبّاء عاملون في المستشفى الحكومي في مدينة Rennes من المحافظة على نبضات قلب، طيلة 6 ساعات إلى حين النجاح في زراعته . في العادة بعد التبرّع بأعضاء المتوفّي لبنك وهب الأعضاء، يُستخرج العضو المعني ويوضع في الثلج بانتظار عملية الزرع. إنَّما ارتأى الأطباء الفرنسيون القيام، بعكس المعتاد، إذ قرّروا الإبقاء على القلب الموهوب كأنّه ما زال على قيد الحياة من خلال وضعه في صندوق طبّي يؤمّن له الارتواء بالدمّ وبالاكسجين.
هذه التقنية يعود الفضل في تطوير تكنولوجيتها للأميركيين الذين كانوا أوّل من نجحوا في تصوّرها وأعطوا تسمية للآلة التي تُنجزها : Organ Care System. وُضعت هذه التقنية حيّز التنفيذ في أستراليا وبريطانيا بادئ الأمر إلى حين دخولها إلى فرنسا منذ سنة تقريبا.
يُستخرج القلب في هذه التقنية حينما يكون المتبّرع ما زال قلبه ينبض بالحياة، على الرغم من وفاة دماغ الإنسان عقب حادث سير مباغت أو وفاة مفاجئة أخرى. ويُنْقَل القلب عبر السيارات الطبّية المُجهّزة بآلة Organ Care System إلى حيث مكان عملية الزراعة، على وجه السرعة.
أمّا المكاسب التي يُحصّلها جرّاحو القلب من هذه التقنية فتشمل مكسبين رئيسيين هما :
١- لا داعي لتعب إعادة تشغيل القلب حينما تكون المحافظة عليه من الاهتراء تمّت بواسطة وضعه في درجة برودة شديدة وسط الثلج. في آلة Organ Care System، يظلّ القلب حيّا ونابضا بالحياة ولا يضطّر الأطبّاء إلى إعادة إنعاشه وتشغيله بعد التوقّف عن الخفقان، كما يحصل في التقنية الكلاسيكية لحفظ القلب وسط الثلج.
٢- تطويل مدّة إمكانية حفظ القلب خارج جسم الانسان-المتبرّع : حينما يوضع القلب في الثلج، تظلّ صلاحية زراعته واردة بعد مرور 4 ساعات كحدّ أقصى. بينما حينما يُحْتفظ بالقلب وفق تقنية Organ Care System، تظلّ صلاحية زراعته واردة ما بعد مرور 6 ساعات على استخراج القلب من جسم الانسان-المتبرّع.
في بلدان كإنكلترا على سبيل المثال، نجح الأطباء بفضل آلة Organ Care System في إنعاش قلب ميّت كان توقّف كلّيا إثر وفاة المتبرّع، ما يُعتبر بشيء مذهل للغاية بعدما استطاع هذا البلد في رفع عدد زراعات القلب المُنفّذة كلّ سنة فيه. بغضّ النظر عن حالة القلب المسحوب للزراعة سواء كان ميّتا أو حيّا، يبقى العيب الوحيد لزراعة القلب، وفق شروط النقل بواسطة آلة Organ Care System، هو سعرها الباهظ الذي يصل إلى 30 ألف يورو. يُضاف إلى هذه التسعيرة بدل أتعاب نقليات الفريق الطبّي الذي أجرى عملية استئصال القلب من جسم الإنسان-المتبرّع بأعضائه.
يُمكن الاستفادة من آلة Organ Care System لحفظ عدّة أعضاء بحالة الإنعاش الطبيعي من قبيل القلب والرئتين والكبد. من خلال هذا النهج الحديث المُتّبع لحفظ ونقل الأعضاء من لحظة استئصالها من الواهب إلى لحظة زراعتها داخل الإنسان، سيدخل الزرع إلى عصر جديد، دون التشكيك بفعالية تقنيات الحفظ التقليدية للأعضاء وسط البرودة الشديدة.
لقد حان الوقت لاستخلاص العبر والمراقبة والتوانٍ ما قبل الإشادة المُعظّمة بآلة Organ Care System التي تظلّ حديثة العهد ويبقى سعرها مكلفا مع قلّة المهنيين المُدرّبين على استخدامها، بالاستناد إلى ما جاء على لسان البروفسور Erwan Flécher، رئيس الفريق الطبّي الذي تكلّلت جهوده بالنجاح في تطبيق زراعة القلب في مدينة Rennes وفقا لشروط نقل القلب الموهوب ضمن آلة Organ Care System.
ما هي أبعاد تمكّن الأطباء الفرنسيين من إبقاء قلب حيّ ونابض بالحياة خارج جسم الإنسان بعد عطاء الوهب ؟ هل ستصبح زراعة القلب في المستقبل قائمة على مدماكين معا، الأوّل زراعة القلب الصناعي والثاني زراعة القلب الطبيعي ؟ أو أنّ زراعة القلب الصناعي ستكون الركيزة الوحيدة وستطيح رويدا رويدا بزراعة القلب المأخوذ من واهب لصالح متلقّي؟
أجاب عن هذه الأسئلة، الدكتور إليان سركيس، طبيب أمراض القلب والشرايين في منطقة النورماندي الفرنسية.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners