عناوين النشرة العلمية :

- "جائحة الإيدز" قد تعود إذا ما استأنفت الولايات المتحدة دعمها المالي لبرنامج الأمم المتحدة ONUSIDA

- الخلايا الجذعية المتعددة القدرات (iPS) خففّت في اليابان عبء الشلل المتّصل بإصابات النخاع الشوكي

- الأتمتة الزراعية تتوسّع بفضل الذكاء الاصطناعي مع مثال الروبوت القادر على استخراج المطّاط من أشجار الكاوتشوك في الصين

 

هل نحن نتّجه نحو صحوة لجائحة الإيدز ووفياتها كما حصل في التسعينيات ؟ 

مديرة برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز Winnie Byanyima وخلال مؤتمر صحافي عُقد في جنيف دعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى استئناف المساعدات الخارجية لهذا البرنامج وحذّرت من عودة "جائحة الإيدز" لأن "الاقتطاعات المالية الأميركية جعلت اليوم 27 بلدا إفريقيا يشهد نقصا في الطواقم واضطرابات في أنظمة التشخيص والعلاج، فضلا عن انهيار أنظمة الترصّد" حسب قولها.

وأضافت مديرة برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز أننا قد نشهد "على المدى الطويل، عودة لجائحة الإيدز على الصعيد العالمي، ليس فحسب في بلدان أفريقيا منخفضة الدخل... بل أيضا في أوساط الفئات الرئيسية في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية... وسنرى أشخاصا يموتون، كما كانت الحال في التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة".

كان يموّل برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز بنسبة 50 % من الولايات المتحدة. لكن في حال لم تباشر الولايات المتحدة تقديم مساعداتها التي لم تعلن أيّ دولة أخرى عن نيّتها في تعويضها، قد تناهز الوفيات الإضافية الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية عتبة بـ6,3 ملايين خلال السنوات الأربع المقبلة. عندها ستكون وفيّات الإيدز الإضافية " أكثر بعشر مرّات" من تلك المسجلة في العام 2023.

 على الرغم من أنّ الحاملين لفيروس HIVيتعايشون بطريقة طبيعية مع إصابتهم شرط مواظبتهم على تناول الأدوية القهقرية، فإنّ الحصول على العلاج الوقائي المانع من التقاط الإيدز أو الحصول على العلاج الاستشفائي المحسّن لظروف العيش سيصبحان كلاهما صعبان في بلدان لم تعد تصلها بما فيه الكفاية المساعدات الطبّية من برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز ONUSIDA.

 

زراعة الخلايا الجذعية مستقبل واعد للمشلولين الذين تعرّضوا لإصابات حوادث 

 

كأول دراسة سريرية من نوعها على أربعة مشلولين يابانيين، تحسّنت الوظيفة الحركية لاثنين منهما بعدما خضعا لعلاج بالخلايا الجذعية بالاستناد إلى ما أفادت به جامعة Keio في طوكيو حيث جرت التجارب السريرية.  

لا يوجد حاليا علاج فعّال للشلل الناتج عن إصابات النخاع الشوكي المتقدمة، والتي تطال أكثر من 150 ألف مريض في اليابان وحدها، مع تسجيل خمسة آلاف حالة جديدة سنويا. كان الهدف الرئيسي من البحث الياباني هو دراسة سلامة زرع الخلايا وما قام به الباحثون في جامعة Keio في طوكيو هو أنهم استخدموا الخلايا الجذعية المتعددة القدرات المُستحثة  (iPS) pluripotent stem cells  . تنُتج هذه الخلايا عن طريق تحفيز الخلايا الناضجة. بعد ذلك وبطريقة جينية تعاد برمجة خلايا (iPS) لكي تتحوّل إلى أي نوع من أنواع الخلايا، طبقا للحاجة وطبقا لمنطقة الجسم التي نحتاج لها خلايا جذعية.

الأستاذ في جامعة كيو ورئيس فريق البحث Hideyuki Okano لم يخف سعادته قائلا "لقد تمكّنا من تحقيق نتائج في أول علاج للحبل الشوكي في العالم باستخدام الخلايا الجذعية المتعددة القدرات المستحثة". علما بأنّ جامعة Keio أعلنت أنّ درجة الوظيفة الحركية لمريضين من أصل أربعة تحسّنت بعد عملية زرع ضمن نخاعهما الشوكي لأكثر من مليوني خلية مشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات المُستحثّة. ولم تُرصد أي آثار جانبية خطرة في الحالات الأربع بعد عام من المراقبة، بحسب الجامعة. لا بل إنّ أحد المريضين وهو رجل مسنّ بات قادرا على الوقوف من دون مساعدة، وبدأ بممارسة المشي بعدما تعرّض لإصابة في حادث أوقعه مشلولا.

 

حاليا، يأمل الفريق البحثي في جامعة  Keio  في الانتقال إلى تجربة سريرية أوسع  تُمثل خطوة جدّية نحو توفير العلاج للمصابين بالشلل.

 

الروبوت سيسدّ فجوة نقص العمالة في قطاع حصاد الكاوتشوك الطبيعي 

 

في قفزة إلى الأمام نحو الأتمتة الزراعية وفي محاولة لمعالجة النقص المزمن في العمالة الذي تعاني منه صناعة المطاط الطبيعي في الصين، طوّرت الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الاستوائية (CATAS) وشركة " Automotive Walking Technology" روبوتا ذاتي التنقل ينوب عن العامل في عملية قطع لحاء الأشجار لاستخراج المطاط. هذا الروبوت المجهّز بذراع روبوتية ويتنقّل على جنزير " caterpillar-track mobility"، يستفيد من التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتكيّف مع التضاريس المعقدة وللتمكّن بمفرده من شقّ أخاديد فائقة الدقة في جذوع أشجار الكاوتشوك بهدف أن يتسرّب حليب اللاتكس إلى كؤوس التجميع المثبّتة عليها.  إنّ نظام الملاحة الخاص بروبوت mobile rubber-tappingيجمع ما بين رادار الليزر وخوارزميات الدمج متعددة المستشعرات. أمّا تكنولوجيا الرؤية التي زوّد بها هذا الروبوت فتحدّد عمق لحاء الشجر وزوايا القطع.

يستطيع روبوت شقّ لحاء أشجار الكاوتشوك أن يستهدف في الساعة  100 إلى 120 شجرة، مدعوما ببطاريات الليثيوم التي توفر أكثر من 8 ساعات من التشغيل المتواصل. كما أنّ قدرته السريعة على تبديل البطارية بظرف 20 ثانية تضمن سير العمل دون انقطاع في المزارع الكبيرة.

في شهر نيسان/ أبريل المقبل وخلال موسم الاستخراج القادم للاتكس، إنّ روبوت شقّ الأخاديد في جذوع أشجار المطّاط سيخضع لتجارب ميدانية في مزارع الكاوتشوك في مقاطعة Hainan جنوب الصين.

شركات الإطارات متعددة الجنسيات وتعاونيات مزارعي المطاط في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا وتايلاند، أبدت اهتمامًا قويًا بالروبوت الجامع للمطّاط. علما بأنّ المطاط الطبيعي هو عصارة تخرج من سيقان أشجار تعرف في علم النبات تحت مسمّى Hevea Brasiliensis. يستخدم هذا اللبان لصناعة عجلات السيارات والأحذية وحقائب اليد وفراش سرير النوم والإمدادات الصناعية.