
Sign up to save your podcasts
Or
في صغري كما هو الحال معنا جميعا، كانت الحياة تتكشف لي واحدة واحدة على أيدي الكبار. كنت بتعلم منهم قواعدها وتقاليدها. منهم اللي كان بيعلمهالي بشكل مباشر، بطريقة: طلعوا الأقلام وافتحوا الكشاكيل. ومنهم اللي كانت تعاليمه بتوصلني عن طريق الأفعال اللي بختبرها بطريقة التجربة اللي بتعلمنا الصواب والخطأ
.اتعلمت مثلا انه الصح اننا ننفذ اللي بيقوله الكبار، إذ إن في كل مرة ما بننفذوش، بنسمع مالا تحمد عقباه. ومن الغلط اننا نعمل دوشة خاصة لما يكون بابا نايم بعد الضهر.صح إننا نخلص طبقنا وإلا الأكل هيجري ورانا يوم القيامة وغلط اننا نعدي من قدام التليفزيون خاصة وقت ماتش الأهلي والزمالك . وبعد شوية دخلنا في مرحلة جديدة واتعلمنا إن غلط البنت تضحك بصوت عالي في الشارع، رغم إن ماحدش شرحلنا أبدا ليه؟ والصح إننا نمشي في الشارع زي العسكري لا نبص يمين ولا شمال. بعد سن معين اتعلمنا إن غلط نكلم أولاد حتى لو كانوا قرايبنا طالما مش في زيارة عائلية رسمية لصالوننا المدهب. صح إننا نعدي سنين الجامعة كلها صامتين قامطين ماحدش ياخد باله اننا أصلا معاه في الدفعة لا طالب ولا دكتور. الصح اننا نساعد ماما في المطبخ ونتعلم نعمل مكرونة بالباشاميل، ومن الغلط إننا نحشر نفسنا كبنات في شغل الرجالة، ولا الرجالة يشغلوا نفسهم بنشاطات الستات..
الدروس كانت بتتعدد وتختلف مع اختلاف المراحل العمرية صحيح، لكن القاعدة الذهبية اللي بتتخطى حواجز كل الأزمنة، هي (لا تناقش ولا تجادل) إنت تسمع اللي بنقولك عليه، عشان إحنا سمعنا كلام أهالينا، وأهالينا اتعلموا كده من أهاليهم، وطبق طبقنا طبق في طبق طبقكم، وهكذا إلى مالا نهاية.
لو ركزنا في أكتر بصات كانت بتخوفنا على مدار أعمارنا، هنلاقيها تبريقة أمك وانت صغير، تبريقد أبوك لما كبرت شوية، مدرس المدرسة، كابتن النادي،لدكتور الجامعة، رئيسك في الشغل، وهي تبريقة يختلط فيها الغضب بالاستنكار بالذهول بعدم التصديق لما تتجرأ وتتعدى حدودك وتبدأ تناقش حد فيهم في حاجة مش مقنعة بالنسبة لك، وكأن عدم الاقتناع في حد ذاته أو حتى طلب المزيد من الشرح والتفسير هي إهانة عظمى لا تغتفر
بفتكر اليومين دول كل بصات الاستنكار والذهول وأنا بشوف الجموع المصدومين بإن فيه كيان ما اتكون من مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم التنويريين، وهجمات البعض بالسباب والإهانة لأعضاؤه وده لإنهم بيتجرأوا وبيطرحوا أسئلة! أيوة، الفكرة إن ماحدش انتظر إجاباتهم على الأسئلة، بل مجرد طرحهم للأسئلة هو شيء بيمثل للبعض تهديد صريح للثوابت، ودعوة مباشرة للانحراف ، وتعدي على السلم العام، وبدأ البعض في المساواة بين علامة الاستفهام والعين الواحدة رمز الماسونية، والكلام عن مؤامرة متكاملة الأركان.
وأنا وإن كنت مش من محبي الكثير من أعضاء الكيان الجديد، لكني مش فاهمة ليه كل هذا التعصب تجاه ناس بتسأل. ما لو عندك إجابة تفحمهم ما تفحمهم. ولو شايفهم بيضلوا عن الطريق الصحيح، ما تشاورلهم عليه. والا احنا هنفضل دايما عايشين في مجتمعات بتخيم عليها شعارات (كل وانت ساكت) (ومش عايز أسمع كلمة ليه؟) ولو اتجرأ حد وسأل فعلا (ليه؟)، القواعد والقيم والأخلاق بتحتم علينا اننا نرد عليه بالإجابة الوافية اللي بتقول (هأ ..عشان كده)!
في صغري كما هو الحال معنا جميعا، كانت الحياة تتكشف لي واحدة واحدة على أيدي الكبار. كنت بتعلم منهم قواعدها وتقاليدها. منهم اللي كان بيعلمهالي بشكل مباشر، بطريقة: طلعوا الأقلام وافتحوا الكشاكيل. ومنهم اللي كانت تعاليمه بتوصلني عن طريق الأفعال اللي بختبرها بطريقة التجربة اللي بتعلمنا الصواب والخطأ
.اتعلمت مثلا انه الصح اننا ننفذ اللي بيقوله الكبار، إذ إن في كل مرة ما بننفذوش، بنسمع مالا تحمد عقباه. ومن الغلط اننا نعمل دوشة خاصة لما يكون بابا نايم بعد الضهر.صح إننا نخلص طبقنا وإلا الأكل هيجري ورانا يوم القيامة وغلط اننا نعدي من قدام التليفزيون خاصة وقت ماتش الأهلي والزمالك . وبعد شوية دخلنا في مرحلة جديدة واتعلمنا إن غلط البنت تضحك بصوت عالي في الشارع، رغم إن ماحدش شرحلنا أبدا ليه؟ والصح إننا نمشي في الشارع زي العسكري لا نبص يمين ولا شمال. بعد سن معين اتعلمنا إن غلط نكلم أولاد حتى لو كانوا قرايبنا طالما مش في زيارة عائلية رسمية لصالوننا المدهب. صح إننا نعدي سنين الجامعة كلها صامتين قامطين ماحدش ياخد باله اننا أصلا معاه في الدفعة لا طالب ولا دكتور. الصح اننا نساعد ماما في المطبخ ونتعلم نعمل مكرونة بالباشاميل، ومن الغلط إننا نحشر نفسنا كبنات في شغل الرجالة، ولا الرجالة يشغلوا نفسهم بنشاطات الستات..
الدروس كانت بتتعدد وتختلف مع اختلاف المراحل العمرية صحيح، لكن القاعدة الذهبية اللي بتتخطى حواجز كل الأزمنة، هي (لا تناقش ولا تجادل) إنت تسمع اللي بنقولك عليه، عشان إحنا سمعنا كلام أهالينا، وأهالينا اتعلموا كده من أهاليهم، وطبق طبقنا طبق في طبق طبقكم، وهكذا إلى مالا نهاية.
لو ركزنا في أكتر بصات كانت بتخوفنا على مدار أعمارنا، هنلاقيها تبريقة أمك وانت صغير، تبريقد أبوك لما كبرت شوية، مدرس المدرسة، كابتن النادي،لدكتور الجامعة، رئيسك في الشغل، وهي تبريقة يختلط فيها الغضب بالاستنكار بالذهول بعدم التصديق لما تتجرأ وتتعدى حدودك وتبدأ تناقش حد فيهم في حاجة مش مقنعة بالنسبة لك، وكأن عدم الاقتناع في حد ذاته أو حتى طلب المزيد من الشرح والتفسير هي إهانة عظمى لا تغتفر
بفتكر اليومين دول كل بصات الاستنكار والذهول وأنا بشوف الجموع المصدومين بإن فيه كيان ما اتكون من مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم التنويريين، وهجمات البعض بالسباب والإهانة لأعضاؤه وده لإنهم بيتجرأوا وبيطرحوا أسئلة! أيوة، الفكرة إن ماحدش انتظر إجاباتهم على الأسئلة، بل مجرد طرحهم للأسئلة هو شيء بيمثل للبعض تهديد صريح للثوابت، ودعوة مباشرة للانحراف ، وتعدي على السلم العام، وبدأ البعض في المساواة بين علامة الاستفهام والعين الواحدة رمز الماسونية، والكلام عن مؤامرة متكاملة الأركان.
وأنا وإن كنت مش من محبي الكثير من أعضاء الكيان الجديد، لكني مش فاهمة ليه كل هذا التعصب تجاه ناس بتسأل. ما لو عندك إجابة تفحمهم ما تفحمهم. ولو شايفهم بيضلوا عن الطريق الصحيح، ما تشاورلهم عليه. والا احنا هنفضل دايما عايشين في مجتمعات بتخيم عليها شعارات (كل وانت ساكت) (ومش عايز أسمع كلمة ليه؟) ولو اتجرأ حد وسأل فعلا (ليه؟)، القواعد والقيم والأخلاق بتحتم علينا اننا نرد عليه بالإجابة الوافية اللي بتقول (هأ ..عشان كده)!
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners