
Sign up to save your podcasts
Or
فيه نوع كده من أنواع البشر، أول ما يسمع إن فيه حرب قامت في طرف من أطراف الكوكب، يتوجه ليحمل سلاحه المفضل لمواجهة الظروف المثيلة، ألا وهو: الريموت كونترول، يقعد على طرف الكنبة، يجهز طبق من البطاطس المحمرة، أو يقطعله طبق بطيخ ساقع، ويبدأ رحلة التصاق مرضي بالتليفزيون. يتابع نشرات، يتفرج على تحليلات، يسمع رأي المحلل السياسي، والمحلل الاستراتيجي، والمحلل الاقتصادي والمحلل العاطفي كمان لو لزم الأمر.
وكل ده ليه؟ عشان يحس إنه “واعي” أو “مهتم”، أو إنه بيشيل همّ الأمة.. المنطقة .. العالم والكوكب.
بس يا صديقي… ما نسيب الريموت لحظة ونبص في المراية. ماذا سيفعل هذا الكتكوت الضعيف في مواجهة انفجارات الكون؟ .. كل تظن إن اهتمامك قادر يغير رأي بوتن أو نتانياهو؟ هل ريموتك هو اللي ممكن يحول دفة الحرب لتكون لصالح الناس اللي معانا مش الناس التانيين؟ !
يعني ما تبقاش مش قادر تحسم هتطبخ إيه النهاردة، وحيران بين مكرونة ولا بطاطس محمرة، وأساسا بتاخد قرارات عيالك وانت قلقان من تأنيب وزن مراتك وتيجي تقوللي ”أصل الوضع في الخليج متأزم". هو فعلاً متأزم، بس حضرتك مالك؟ هتعمل إيه؟ هتبعت طيارة؟ هتفاوض؟ هتعمل هدنة؟ هتشيل السلاح وتنزل الساحة مع الفدائيين؟
ما عندكش لا قرار، ولا تأثير، ولا حتى وسيلة لتفريغ التوتر اللي بيجري في دمك طول اليوم من كتر التلقي.
الواقع إن اللي زيي وزيك، ناس عادية، ما يملكونش من أمرهم إلا مساحة ضئيلة من الحياة. مساحة لو اتخربت، يبقى اتخرب بيتنا رسمي. يعني مثلاً، لما تفضل طول اليوم عينيك على شاشة الجزيرة ودماغك في الشرق الأوسط، غالبًا هتلاقي نفسك بتزعق لابنك وهو بيحاول يحكي لك إن المدرّسة قالت له ”برافو“أو هتقوم ترن بنتك علقة عشان ما غسلتش سنانها قبل ما تنام.
هتنسى ترد على صديقك اللي بعت لك رسالة فيها مسحة حزن. هتعدي من قدّام المراية ومش هتشوف نفسك من كتر العتمة اللي مغلفة دماغك ومشاعرك وبتاكل في أعصابك كل يوم وانت بتعد أرواح الضحايا على حدود ما تعرفش تلاقي مكانها على الخريطة من غير مساعدة جوجل مابس..
الأخبار دي مش هتنقذك.
هي بس هتسرق منك سلامك، وتخطف منك نومك، وتحطك في حالة حداد دائم على عالم ما كانش مستني رأيك من الأساس.
وده مش معناه إنك تكون عديم إنسانية، ولا إنك تغمض عينك عن الحق، لكن معناه بشكل براجماتي بحت هو: انك لازم تحمي نفسك. لأن الإنسان الهش اللي زينا، لما يقرر يشيل العالم على دماغه، بينسى يشيل نفسه من على الأرض.
افصل .. افصل عشان تعيش.
لما تدي نفسك واحبابك واللي حواليك فرصة تشموا نفاسكم ، تنتبهوا لحالكم، تاخدوا بالكم من صحتكم النفسية والجسدية تضموا بعض، تسندوا على بعض وتحاولوا تحسنوا حياتكم والدواير القريبة حواليها، ماهو ده في حد ذاته ممكن ينقذ العالم يا صديقي. .
اقفل التليفزيون. اسق زرعتك. احضن ابنك. قلّل صوت العالم شوية، يمكن تسمع دقّات قلبك وساعتها هتبقى بتنقذ العالم برضه ، أصل العالم إيه يعني غير مجموعة أفراد إيديهم قصيرة صحيح تجاه الأحداث العالمية الجسام، لكنها قادرة تسند اللي حواليها وتقومهم من عثراتهم وتحضنهم حضن طمأنينة. وتدفعهم للأمام.
ماحدش واخد منها حاجة يا صديقي، ياكشي تولع، و ياما دقت على الراس طبول، و مطرح ما ترسي هندقلها.
فيه نوع كده من أنواع البشر، أول ما يسمع إن فيه حرب قامت في طرف من أطراف الكوكب، يتوجه ليحمل سلاحه المفضل لمواجهة الظروف المثيلة، ألا وهو: الريموت كونترول، يقعد على طرف الكنبة، يجهز طبق من البطاطس المحمرة، أو يقطعله طبق بطيخ ساقع، ويبدأ رحلة التصاق مرضي بالتليفزيون. يتابع نشرات، يتفرج على تحليلات، يسمع رأي المحلل السياسي، والمحلل الاستراتيجي، والمحلل الاقتصادي والمحلل العاطفي كمان لو لزم الأمر.
وكل ده ليه؟ عشان يحس إنه “واعي” أو “مهتم”، أو إنه بيشيل همّ الأمة.. المنطقة .. العالم والكوكب.
بس يا صديقي… ما نسيب الريموت لحظة ونبص في المراية. ماذا سيفعل هذا الكتكوت الضعيف في مواجهة انفجارات الكون؟ .. كل تظن إن اهتمامك قادر يغير رأي بوتن أو نتانياهو؟ هل ريموتك هو اللي ممكن يحول دفة الحرب لتكون لصالح الناس اللي معانا مش الناس التانيين؟ !
يعني ما تبقاش مش قادر تحسم هتطبخ إيه النهاردة، وحيران بين مكرونة ولا بطاطس محمرة، وأساسا بتاخد قرارات عيالك وانت قلقان من تأنيب وزن مراتك وتيجي تقوللي ”أصل الوضع في الخليج متأزم". هو فعلاً متأزم، بس حضرتك مالك؟ هتعمل إيه؟ هتبعت طيارة؟ هتفاوض؟ هتعمل هدنة؟ هتشيل السلاح وتنزل الساحة مع الفدائيين؟
ما عندكش لا قرار، ولا تأثير، ولا حتى وسيلة لتفريغ التوتر اللي بيجري في دمك طول اليوم من كتر التلقي.
الواقع إن اللي زيي وزيك، ناس عادية، ما يملكونش من أمرهم إلا مساحة ضئيلة من الحياة. مساحة لو اتخربت، يبقى اتخرب بيتنا رسمي. يعني مثلاً، لما تفضل طول اليوم عينيك على شاشة الجزيرة ودماغك في الشرق الأوسط، غالبًا هتلاقي نفسك بتزعق لابنك وهو بيحاول يحكي لك إن المدرّسة قالت له ”برافو“أو هتقوم ترن بنتك علقة عشان ما غسلتش سنانها قبل ما تنام.
هتنسى ترد على صديقك اللي بعت لك رسالة فيها مسحة حزن. هتعدي من قدّام المراية ومش هتشوف نفسك من كتر العتمة اللي مغلفة دماغك ومشاعرك وبتاكل في أعصابك كل يوم وانت بتعد أرواح الضحايا على حدود ما تعرفش تلاقي مكانها على الخريطة من غير مساعدة جوجل مابس..
الأخبار دي مش هتنقذك.
هي بس هتسرق منك سلامك، وتخطف منك نومك، وتحطك في حالة حداد دائم على عالم ما كانش مستني رأيك من الأساس.
وده مش معناه إنك تكون عديم إنسانية، ولا إنك تغمض عينك عن الحق، لكن معناه بشكل براجماتي بحت هو: انك لازم تحمي نفسك. لأن الإنسان الهش اللي زينا، لما يقرر يشيل العالم على دماغه، بينسى يشيل نفسه من على الأرض.
افصل .. افصل عشان تعيش.
لما تدي نفسك واحبابك واللي حواليك فرصة تشموا نفاسكم ، تنتبهوا لحالكم، تاخدوا بالكم من صحتكم النفسية والجسدية تضموا بعض، تسندوا على بعض وتحاولوا تحسنوا حياتكم والدواير القريبة حواليها، ماهو ده في حد ذاته ممكن ينقذ العالم يا صديقي. .
اقفل التليفزيون. اسق زرعتك. احضن ابنك. قلّل صوت العالم شوية، يمكن تسمع دقّات قلبك وساعتها هتبقى بتنقذ العالم برضه ، أصل العالم إيه يعني غير مجموعة أفراد إيديهم قصيرة صحيح تجاه الأحداث العالمية الجسام، لكنها قادرة تسند اللي حواليها وتقومهم من عثراتهم وتحضنهم حضن طمأنينة. وتدفعهم للأمام.
ماحدش واخد منها حاجة يا صديقي، ياكشي تولع، و ياما دقت على الراس طبول، و مطرح ما ترسي هندقلها.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
9 Listeners