كتبت امرأة يمنية على صفحتها في الفيسبوك: "قبل خمس سنوات تعرّضت لحادثة عنف منزليّ أمام أطفالي، فعلت ما أستطيعه لكي ينسى أطفالي ولا تتأثّر نفسيّتهم، ولكن بعد هذه السنوات تفاجأت بابنتي تسألني عن ذلك اليوم بكلّ تفاصيله، بعد أن ظننت أنها نسيت وتجاوزت، خاصّة أنّ عمرها كان لا يتجاوز خمس السنوات".

كان هذا المنشور مكتوبًا في اليوم الدوليّ للقضاء على  العنف ضدّ المرأة، 25 نوفمبر. اليوم الذي يذكّرنا بأنّ هناك امرأة تُقتل كلّ عشر دقائق حول العالم على يد شريكها الحميم أو أحد أفراد أسرتها بحسب الأمم المتّحدة.

قبل أيّام قرّرت السويد أن تهتمّ أكثر ببلاغات العنف المنزليّ، ونبّهت المواطنين بأن يبلّغوا في حالة لاحظوا أيّ شيء في الجوار. وانتشرت في صفحات السوشل ميديا الإحصائيّات عن العنف ضدّ المرأة، فوجدت تعليقًا استفزّني لرجل يقول: "لماذا لا تتحدّثون عن العنف ضد الرجل؟". التعليق مستفزّ ليس لأنّ الرجال لا يتعرّضون للعنف، بالتأكيد يتعرّضون له، والعنف بشكل عامّ مرفوض وتتمّ معاقبة المعنِّف وسيستنكر فعلته كلّ المجتمع، إلّا في حالة واحدة: إن كانت من تعرّضت للعنف امرأة، وخاصة لو تعرّضت له من قبل زوجها أو أحد رجال عائلتها.

في هذه الحالة هناك من سيبرّر هذا العنف، نعم سيبرّره، والتبريرات كثيرة، مثلًا: "ربّما هذه المرأة ناشز واستفزّت زوجها، لم تسمع كلامه، ولذلك تستحقّ لعنات الملائكة ويجب تأديبها بالسّواك"، والسّواك قد يتطوّر لساطور. والتبرير الأقوى الذي يجعل ليس تعنيفها فقط مسموحًا وإنّما قتلها هو: "ربّما أنّها خانت زوجها لذلك تستحق ذلك".

ولكن ماذا لو تعرّض رجل لتعنيف أو قُتل على يد زوجته، هل سيبرّر أحدهم بأنّ السبب هو خيانته ويستحقّ ذلك؟ طبعًا لا. سيقولون: هو يحقّ له أربع زوجات فربّما أنّها زوجته، وحتّى لو ثبت أنّه خان والمرأة الثانية ليست زوجته، فهو رجل فحل لا يستطيع التحكّم بشهواته، اعذروه. 

العنف ضدّ أيّ مخلوق مرفوض. والعنف المنزليّ مرفوض، ولا توجد حُجّة لاستخدام العنف، لا بحُجّة أنّ المرأة ناشز، ولا بحُجّة أنّها خائنة أو ارتكبت أيّ خطيئة. العنف المنزليّ بالإضافة إلى أنّه يحطّم هذه المرأة، فهو أيضًا يؤثّر على الأطفال الذين يشهدون هذا العنف، وبذلك تصبح العائلة بأكملها مدمّرة.

والحلّ؟ الحلّ بقوانين صارمة تمنع هذا الرجل من التهوّر وضرب زوجته، وأيضًا أن يتوقّف شيوخ الدين عن تبرير العنف بحُجّة أنّ المرأة يجب تأديبها، ويجب أيضًا توعية المجتمع بخطورة العنف وأهمية رفضه.