في كلّ مرّة أدخل موقع إكس تظهر لي تغريدات إيلون ماسك عدّة مرّات رغم أنّني لا أتابعه. وفي كل مرّة أقرأ تغريداته ينتابني شعور بالضيق، وكأنّ هذا الرجل هو مديري القميء الذي يمارس سلطته، ويستغلّ احتياجي للعمل. نعم، نحن جميعًا من نستخدم هذا البرنامج نعمل تحت إمرة إيلون ماسك. نعمل بدون مقابل، بل إنّنا أحيانا ندفع الأموال لكي نكون من المرضيّ عنّا، وكأنّ إيلون ماسك يقول: "أنا ربّكم الأعلى".

منذ أن استولى الرجل الأكثر ثراء في العالم إيلون ماسك على موقع تويتر قام بالكثير من التغييرات أبسطها كان اسم البرنامج الذي تحول من تويتر أي "تغريدات" إلى إكس. ورغم أنّ الاسم السابق كان يبدو منطقيًّا مع صورة العصفور الذي يغرّد إلا أنّ هذا العصفور الأزرق اللطيف تمّ قتله وأصبح الموقع أكثر شراسة ومليئًا بخطابات الكراهية والعنصرية، مع كمّيّة هائلة من الحسابات الجنسيّة، وحسابات لجماعات إرهابية.

تحت بند "حرية التعبير" غيّر إيلون ماسك مبادئ "تويتر". في السابق كنّا إذا رأينا تغريدة تحرّض على أيّ مجموعة من الناس نبلّغ عنها، ويتمّ مسح التغريدة، وربّما مسح الحساب الذي غرّد بها، ولكن في زمن الإله ماسك مهما بلّغت لا يحدث شيء. بإمكانك أن تحرّض على مجموعة، وتصفهم بما تشاء، وتحرّض حتّى على قتلهم، ولن يحدث شيء لك. وما أثار جدلًا كبيرًا مؤخّرًا حادثة الدهس في سوق الكريسمس في ألمانيا التي قام بها معارض سعوديّ ملحد، حيث أنّ تغريداته كانت مشحونة بالكراهيّة، وكان يعتبر إيلون ماسك مثلًا أعلى له.

في وجود هذا الكمّ من المنشورات المحرّضة يصبح من السهل التأثّر بهذا الخطاب، وكلّ يوم تشعر بأنّه يتمّ شحنك بالكراهيّة إلى أن تبدأ بالتهجّم على الناس في وسائل التواصل، وقد يتطوّر الأمر وتقع في شرّ الأعمال، وقد تصبح مجرمًا قاتلًا خاصّة لو كانت لديك اضطرابات نفسيّة. لذلك علينا أن نكون واعين لذلك ونحن نتصفّح وسائل التواصل، وأن ننتبه إلى مشاعرنا وصحّتنا النفسيّة، فلا تدري ماذا قد تفعل الكراهيّة بقلبك وعقلك.