
Sign up to save your podcasts
Or
تكاد بعض الأبحاث والتحليلات تريدنا أن نقتنع بأن الفنون والآداب العظمى في التاريخ البشري هي فقط بنات الكآبة، وبأنها لا يمكن أن تكون عظيمة إلاّ إذا كانت وليدة الألم. هكذا انحفر في وعينا منذ الطفولة أن الشاعر أو الرسام أو الموسيقي ليس سوى صورة متجسدة للحزن والمعاناة.
ولكن إذا صحّت هذه القراءة الأحادية الرؤية، فذلك يعني أن التجارب، تجاربنا كبشر، محكومة بمحرّك واحد هو اليأس، وبكل ما ينتمي الى عائلة هذا اليأس من وجع وبكاء وإحباط. وإذا صحّت هذه القراءة أيضاً، فهذا يعني أن العباقرة لا يكونون عباقرة إلاّ إذا كانت أعمالهم الخلاّقة تنتمي الى قدر مفجع. وعليه، فإننا محكومون استنتاجاً بنقل الإرث الأدبي والفني الذي لا يخضع لهذا التفسير، من خانة الإبداع الى خانات أخرى أقل زهمية. وعليه أيضاً، ينبغي علينا أن "نوجّه" المشغولين بأعمال الخلق الى طريق العبقرية الصحيح، بحيث يتنبّهون الى وجوب حقن أرواحهم بالحلكة، لكي يتمكنوا من إنتاج أعمال "عظيمة". حتى كاد الواحد منا يشتغل على نفسه و"يتعلم" الكآبة بهدف أن يصير كاتباً، وصرنا كأننا محكومون سلفاً بشرط هذه الوصمة، بل بهذه الوصفة التي أكاد أقول إنها طبية.
ولكن هل يصح أن نزعم باستحالة الانتاج إذا لم تكن النفس مصابة بلعنة الكآبة؟ أنا لا أوافق على هذه النظرية. ليس لأني ضد الكآبة أو لأني مع الفرح، ولكن بكل بساطة لأني مقتنعة بأن الأولى ليست شرطاً للخلق، وبأن الثاني ليس نقيضاً له. أنا مع المشاعر الانسانية الأصيلة والنبيلة والحقيقية، التي اذا انضمت الى موهبة وأدوات واختبارات، تمكّن الإنسان من أن يكون خلاقاً أو لا يكون. وهي تتنامى بالتجربة والتراكم والذكاء والمعرفة فقط لا غير، لا بالكآبة، ولا بدونها.
شخصياً، ألا أكتب عن كآبة، ولا عن فرح. أنا أكتب عن غضب، وأكتب عن حبّ. روحي لا تذرف الدموع وهي تبحث عن الكلمات، بل تنزف دماء وشغفاً. ترى هل يعني ذلك أني لستُ كاتبة حقيقية؟
تكاد بعض الأبحاث والتحليلات تريدنا أن نقتنع بأن الفنون والآداب العظمى في التاريخ البشري هي فقط بنات الكآبة، وبأنها لا يمكن أن تكون عظيمة إلاّ إذا كانت وليدة الألم. هكذا انحفر في وعينا منذ الطفولة أن الشاعر أو الرسام أو الموسيقي ليس سوى صورة متجسدة للحزن والمعاناة.
ولكن إذا صحّت هذه القراءة الأحادية الرؤية، فذلك يعني أن التجارب، تجاربنا كبشر، محكومة بمحرّك واحد هو اليأس، وبكل ما ينتمي الى عائلة هذا اليأس من وجع وبكاء وإحباط. وإذا صحّت هذه القراءة أيضاً، فهذا يعني أن العباقرة لا يكونون عباقرة إلاّ إذا كانت أعمالهم الخلاّقة تنتمي الى قدر مفجع. وعليه، فإننا محكومون استنتاجاً بنقل الإرث الأدبي والفني الذي لا يخضع لهذا التفسير، من خانة الإبداع الى خانات أخرى أقل زهمية. وعليه أيضاً، ينبغي علينا أن "نوجّه" المشغولين بأعمال الخلق الى طريق العبقرية الصحيح، بحيث يتنبّهون الى وجوب حقن أرواحهم بالحلكة، لكي يتمكنوا من إنتاج أعمال "عظيمة". حتى كاد الواحد منا يشتغل على نفسه و"يتعلم" الكآبة بهدف أن يصير كاتباً، وصرنا كأننا محكومون سلفاً بشرط هذه الوصمة، بل بهذه الوصفة التي أكاد أقول إنها طبية.
ولكن هل يصح أن نزعم باستحالة الانتاج إذا لم تكن النفس مصابة بلعنة الكآبة؟ أنا لا أوافق على هذه النظرية. ليس لأني ضد الكآبة أو لأني مع الفرح، ولكن بكل بساطة لأني مقتنعة بأن الأولى ليست شرطاً للخلق، وبأن الثاني ليس نقيضاً له. أنا مع المشاعر الانسانية الأصيلة والنبيلة والحقيقية، التي اذا انضمت الى موهبة وأدوات واختبارات، تمكّن الإنسان من أن يكون خلاقاً أو لا يكون. وهي تتنامى بالتجربة والتراكم والذكاء والمعرفة فقط لا غير، لا بالكآبة، ولا بدونها.
شخصياً، ألا أكتب عن كآبة، ولا عن فرح. أنا أكتب عن غضب، وأكتب عن حبّ. روحي لا تذرف الدموع وهي تبحث عن الكلمات، بل تنزف دماء وشغفاً. ترى هل يعني ذلك أني لستُ كاتبة حقيقية؟
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
7 Listeners