إذ كنتُ أشاهد أمس مقابلة قديمة مع فنان شهير، صدمني جوابه عندما سئل عن أسباب قراره الطلاق من زوجته، إذ قال إن وزنها ازداد في الآونة الأخيرة، ما أدّى الى انعدام انجذابه اليها. ما إن سمعتُ هذا الكلام حتى تمعّنتُ في شكل الفنان المذكور، فلم أملك ألا ألاحظ كرشه الضخم الذي كان يكاد يفجّر أزرار قميصه المشدودة. فكّرتُ: هل كانت زوجته لتقرّر أن تتركه بسبب هذا الكرش؟ وهل هذا سبب مقبول أو معقول لإنهاء علاقة؟

ثم تذكرت دراسة كنتُ اطلعتُ عليها حول هذا الموضوع، تبيّن أيضاً، ويا للهول، أن سر الاحتفاظ بحياة زوجية سعيدة يرتكز على استمرار احتفاظ الزوجة بنحافة جسمها. وخلص الباحثون في هذا السياق إلى أن الزوج والزوجة يشعران بالرضا، إذا انخفض وزن الجسم لدى المرأة عن ذلك الخاص بالرجل.

هذه الدراسة المصونة التي استمرت على ما يبدو على مدار أربعة أعوام، أظهرت أن العلاقات تدوم لمدة أطول، إذا شعرت المرأة بأنها أكثر جاذبية من نصفها الآخر. لكن خبراء متخصصين في العلاقات الزوجية أعلنوا في المقابل رفضهم لتلك النتائج، مؤكدين أن الوزن لا يلعب في الضرورة دوراً رئيسياً في رؤية الزوج لزوجته على أنها جذابة الشكل. 

إذا كان لي أن أعلّق على هذه المسألة، ففي ودّي القول إن الموضوع لا بد أن يكون يتخطى الوزن بالتأكيد، والشكل الخارجي عموما. فمن المرعب والمشين ان يكون نجاح علاقة ما او فشلها قائما على معيار بهذه السطحية والهشاشة. لا يمكن استمرار الحب أن يقتصر على المظهر الشكلي النسائي فحسب، ولا على المظهر مطلقاً، بل يتعداه الى الجانب التفاهمي بين الطرفين، وهذا شأن يرتبط بمدى الانسجام لديهما، الذي وحده يحمي العلاقة أو يفجّرها.