
Sign up to save your podcasts
Or
لا شيء يهدّئ من روعي، في أوقات الشدّة والأسى مثل هذه، أكثر من الجلوس في الطبيعة مع ذاتي وذواتي، لا ترافقني في وحدتي سوى الأشجار. أتحادث معي ومعها، أشكو لها همّي، تطبطب على قلبي، نتبادل الآراء، نتجادل، نتناحر، نتهادن حيناً ونظل على خصام غالباً.
صنوبرةٌ انحنت صوبي أمس وهمست في أذني: "إياك والحزن فكلّ شيء عابر. أنظري كيف الغيوم تتهادى كعادتها في السماء، والنجمات تشعشع كعادتها في الليل، والأمواج تتمايل كعادتها في البحر. هل غيّرت الشمس يوماً من اتجاه دورانها حول كوكبنا بداعي حرب دائرة؟ هل كفّت العصافير عن الغناء يوماً نتيجة جريمة مروّعة؟ هل توقّف النحل يوماً عن جمع رحيق الأزهار إثر ظلم مهول؟ أنظري وتعلّمي. خذي العبرة من الطبيعة فكل شيء عابر على هذه الأرض".
أجبتها: "صحيح، كلّه عابر. الفرح كما الكآبة. الحب كما الحقد. اليأس كما الأمل. اللذة كما الوجع. ولكن ماذا نفعل بالندوب التي لا تزول عن جلدنا وقلوبنا يا صديقتي؟ ماذا نفعل بجرح لا يني ينزّ ويذكّرنا بالسكين التي تسببت به؟ ماذا نفعل، قولي، بما ومن قتلنا وذبحنا مراراً وتكراراً حتى صارت حياتُنا محض تدريب على الموت؟ ماذا نفعل بأصوات الذين فقدناهم تطنّ تطنّ في آذاننا؟ ماذا نفعل بابتساماتهم في صورنا، بأذرعهم لا تزال تعانقنا، بقبلهم لا تفتأ تحرق مكانها على وجناتنا؟ وماذا، أخبريني، ماذا نفعل بأسمائهم محفورةً حفراً في أرواحنا؟"
لا شيء يهدّئ من روعي، في أوقات الشدّة والأسى مثل هذه، أكثر من الجلوس مع الأشجار. صنوبرةٌ انحنت صوبي أمس وهمست في أذني: "إيّاك والحزن فكلّ شيء عابر، كل شيء سراب".
أجبتُها: "…إلا وجع القلب على الأبرياء".
لا شيء يهدّئ من روعي، في أوقات الشدّة والأسى مثل هذه، أكثر من الجلوس في الطبيعة مع ذاتي وذواتي، لا ترافقني في وحدتي سوى الأشجار. أتحادث معي ومعها، أشكو لها همّي، تطبطب على قلبي، نتبادل الآراء، نتجادل، نتناحر، نتهادن حيناً ونظل على خصام غالباً.
صنوبرةٌ انحنت صوبي أمس وهمست في أذني: "إياك والحزن فكلّ شيء عابر. أنظري كيف الغيوم تتهادى كعادتها في السماء، والنجمات تشعشع كعادتها في الليل، والأمواج تتمايل كعادتها في البحر. هل غيّرت الشمس يوماً من اتجاه دورانها حول كوكبنا بداعي حرب دائرة؟ هل كفّت العصافير عن الغناء يوماً نتيجة جريمة مروّعة؟ هل توقّف النحل يوماً عن جمع رحيق الأزهار إثر ظلم مهول؟ أنظري وتعلّمي. خذي العبرة من الطبيعة فكل شيء عابر على هذه الأرض".
أجبتها: "صحيح، كلّه عابر. الفرح كما الكآبة. الحب كما الحقد. اليأس كما الأمل. اللذة كما الوجع. ولكن ماذا نفعل بالندوب التي لا تزول عن جلدنا وقلوبنا يا صديقتي؟ ماذا نفعل بجرح لا يني ينزّ ويذكّرنا بالسكين التي تسببت به؟ ماذا نفعل، قولي، بما ومن قتلنا وذبحنا مراراً وتكراراً حتى صارت حياتُنا محض تدريب على الموت؟ ماذا نفعل بأصوات الذين فقدناهم تطنّ تطنّ في آذاننا؟ ماذا نفعل بابتساماتهم في صورنا، بأذرعهم لا تزال تعانقنا، بقبلهم لا تفتأ تحرق مكانها على وجناتنا؟ وماذا، أخبريني، ماذا نفعل بأسمائهم محفورةً حفراً في أرواحنا؟"
لا شيء يهدّئ من روعي، في أوقات الشدّة والأسى مثل هذه، أكثر من الجلوس مع الأشجار. صنوبرةٌ انحنت صوبي أمس وهمست في أذني: "إيّاك والحزن فكلّ شيء عابر، كل شيء سراب".
أجبتُها: "…إلا وجع القلب على الأبرياء".
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
120 Listeners
3 Listeners