
Sign up to save your podcasts
Or
قرأتُ في الأمس للكاتب ألان دوبوتون، في كتابه الشهير «نصوص عن الحبّ»، ما مفاده أن جهلنا لِمَن نقع في حبّه هو تحديدًا ما يجعلنا نقع في حبّه، وإنّ تلك الخلجات الأولى مبنيّة حكمًا على «اللا معرفة».
فكّرتُ كثيراً في هذه العبارة، وإذا كنتُ لأفترض أنّ دوبوتون على حقّ، فسأُجيبه بأنّ الحبّ هو أكثر من لحظة الوقوع في الحبّ. إنّه لحظات تلاقٍ وتعارف وتلاقح واكتشاف وتعرٍّ روحي متوهّجة، تَلي تلك اللحظة الأولى، حتّى لو كانت مرحلة التلاقي والتعارف والتلاقح والاكتشاف والتعرّي هذه قصيرةَ الأمد. تاليًا فإنَّ الحبّ الحقيقيّ تجربةٌ استثنائية، يستحقّ كلّ إنسان أن يخوضها على الأقلّ مرّة في حياته، إن متلقّيًا أو مانحًا، وثمّة نشوة قصوى في الحالين.
هنا تتساءلون ربّما: ما هو تعريف «الحبّ الحقيقيّ»؟ لا أزعم أنّي أعرف، كما أنّني أُدركُ أنّ هذه العبارة مفخّخة، فضلًا عن كونها نسبيّةً وتختلف بين شخصٍ وآخر. ليس المعيار حتمًا مدّة استمرار الحبّ، إذ قد تتراوح هذه المدّة بين لحظة، وليلة واحدة، وسنوات، وعقود، وسيكون حبًا «حقيقيًا» في كل الحالات. وليس المعيارُ مآلَ الحبّ، إذ قد يؤدّي إلى علاقة وارتباط وقد لا يؤدّي، وسيكون «حقيقيًّا» في المآلين. الارتباطُ فقط مآلٌ واحدٌ محتمَلٌ من مآلات علاقة الحبّ، وهذه لا تؤدّي إليه بالضرورة، إذ هناك علاقات مشروعة وصلبة وطويلة الأمد لا تتحوّل إلى ارتباط (وأعني هنا بالارتباط أيَّ شكلٍ من أشكال قوننة العلاقة أمام الدولة، أكان ذلك بالزواج أم بسواه)، وهناك ارتباطات (ناجحة إذا كانت واعية) لا تكون ناجمة حكمًا عن حبّ. لكنّ الأكيد أنّ هناك صفة واحدة جوهريّة ينبغي أن تكون حاضرةً في أيّ حبّ لكي أعتبره، شخصيًّا، «حقيقيًّا»، ألا وهي أن يكون شغفًا صادقًا صافيًا متحرِّرًا من أيّ «حسابات» أو مصالح أو تكتيكات جذب واحتفاظ.
الصدق ثم الصدق ثم الصدق في الحب. مع الآخر ولكن مع الذات أولاً وخصوصاً. وإلا، صدّقوني... ما بتحرز.
قرأتُ في الأمس للكاتب ألان دوبوتون، في كتابه الشهير «نصوص عن الحبّ»، ما مفاده أن جهلنا لِمَن نقع في حبّه هو تحديدًا ما يجعلنا نقع في حبّه، وإنّ تلك الخلجات الأولى مبنيّة حكمًا على «اللا معرفة».
فكّرتُ كثيراً في هذه العبارة، وإذا كنتُ لأفترض أنّ دوبوتون على حقّ، فسأُجيبه بأنّ الحبّ هو أكثر من لحظة الوقوع في الحبّ. إنّه لحظات تلاقٍ وتعارف وتلاقح واكتشاف وتعرٍّ روحي متوهّجة، تَلي تلك اللحظة الأولى، حتّى لو كانت مرحلة التلاقي والتعارف والتلاقح والاكتشاف والتعرّي هذه قصيرةَ الأمد. تاليًا فإنَّ الحبّ الحقيقيّ تجربةٌ استثنائية، يستحقّ كلّ إنسان أن يخوضها على الأقلّ مرّة في حياته، إن متلقّيًا أو مانحًا، وثمّة نشوة قصوى في الحالين.
هنا تتساءلون ربّما: ما هو تعريف «الحبّ الحقيقيّ»؟ لا أزعم أنّي أعرف، كما أنّني أُدركُ أنّ هذه العبارة مفخّخة، فضلًا عن كونها نسبيّةً وتختلف بين شخصٍ وآخر. ليس المعيار حتمًا مدّة استمرار الحبّ، إذ قد تتراوح هذه المدّة بين لحظة، وليلة واحدة، وسنوات، وعقود، وسيكون حبًا «حقيقيًا» في كل الحالات. وليس المعيارُ مآلَ الحبّ، إذ قد يؤدّي إلى علاقة وارتباط وقد لا يؤدّي، وسيكون «حقيقيًّا» في المآلين. الارتباطُ فقط مآلٌ واحدٌ محتمَلٌ من مآلات علاقة الحبّ، وهذه لا تؤدّي إليه بالضرورة، إذ هناك علاقات مشروعة وصلبة وطويلة الأمد لا تتحوّل إلى ارتباط (وأعني هنا بالارتباط أيَّ شكلٍ من أشكال قوننة العلاقة أمام الدولة، أكان ذلك بالزواج أم بسواه)، وهناك ارتباطات (ناجحة إذا كانت واعية) لا تكون ناجمة حكمًا عن حبّ. لكنّ الأكيد أنّ هناك صفة واحدة جوهريّة ينبغي أن تكون حاضرةً في أيّ حبّ لكي أعتبره، شخصيًّا، «حقيقيًّا»، ألا وهي أن يكون شغفًا صادقًا صافيًا متحرِّرًا من أيّ «حسابات» أو مصالح أو تكتيكات جذب واحتفاظ.
الصدق ثم الصدق ثم الصدق في الحب. مع الآخر ولكن مع الذات أولاً وخصوصاً. وإلا، صدّقوني... ما بتحرز.
3 Listeners
127 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners