
Sign up to save your podcasts
Or
ها هي تحلّ ذكرى الثامن من آذار، أي اليوم العالمي للمرأة. إذ أنظر من حولي، أرى أوضاعنا، نحن النساء، بالكاد تتحسّن. لا بل هي؛ تلك الأوضاع، تتراجع، في بعض أرجاء هذا العالم. صحيحٌ أنّ صوت المرأة أصبح أعلى، وأنّ اعتراضها على الغُبن اللاحق بها أصبح أكثر حضورًا، وأنّ بعض القوانين الجديدة التي تحميها قد رأى النور. وصحيح أنّ وعيها ازداد، ومثله إرادتها وتصميمها وعدد إنجازاتها في مختلف القطاعات. لكنّ الواقع يُظهر أنّ النظام البطريركي المُجحف لا يزال، على الرغم من كلِّ ما سبق، بألف خير.
أحد أبرز أسباب ذلك يعود، في رأيي، الى الطريقة التي نتربى بها نحن النساء. إذ إننا نُبحر، منذ نعومة أظفارنا، وسط محيطٍ هائجٍ من النصائح والمفاهيم حول «كيف يجب أن نكون» و«كيف ينبغي لنا أن نتصرّف» و«ماذا يصحّ، أو لا، أن نقول وأن نفكّر إلخ»... نصائح ومفاهيم مُفخّخة نتشرّبُها منذ الطفولة حتّى تُصبح طبيعتنا الثانية، وغالبًا ما نتعامل مع الآخر، والأفدح، مع أنفسنا، بناءً عليها، بلا إدراك منّا، بحجّة "تمشية الحال" و"تفادي الصراعات".
ولكن، لماذا ينبغي أن تكون "تمشية الحال" دائماً على حساب حقوقنا؟ لماذا المطلوب منها هي أن تُذعن، وتسكت، وتُطيع، وتقولب نفسها، حتّى لا تستفزّ الرجل أو تخيفه؟ لماذا تكون طموحاتها هي ثمن عدم تفكّك العائلة؟
حان الوقت، في رأيي، لتغيير جذري في طريقة تربية الناس لأطفالهم. إذا نشّأنا أولادنا، الإناث كما الذكور، على مبدأ المساواة؛ إذا ردّدنا على مسامعهم أنّ البنت تستحقّ ما يستحقّه الصبيّ، وأنّ المرأة ليست محض طبّاخة ومعمل أطفال؛ إذا علّمناهم أنّ طموحات المرأة ليست أدنى في الأهمية من طموحات الرجل، وأنّ حريتها مقدّسة مثل حريته، وأنّها بارعة في السياسة والاقتصاد والرياضيّات تمامًا مثله، إن لم يكن أكثر، وأنّها ليست جائزةً ولا سلعةً ولا ديكورًا، والأهمّ: أنّ الخضوعَ ليس حبًّا، وتمشية الحال ليست رضا، والرجولة ليست عنفًا... لو ربّيناهم، أقول، على هذه المفاهيم والاقتناعات، لحقّقنا إنجازا هائلًا على مستوى تحسين المجتمعات.
قد يسأل سائلٌ: هل ثمّة حاجة إلى إثارة هذا الموضوع الآن؟ هل هو حقاً أولوية؟ والجواب هو حكماً: نعم، هو أولوية مطلقة وقصوى بالتأكيد، الآن، اليوم، وكل يوم. وسوف نظل نثيره، هذا الموضوع، حتّى نرى تقدّمًا حقيقيًّا على مستوى حقوقنا، تقدمًّا مستحَقًّا، راسخًا، لا يتزعزع، ولا تُطيحه رياحُ البطريركيّة.
ها هي تحلّ ذكرى الثامن من آذار، أي اليوم العالمي للمرأة. إذ أنظر من حولي، أرى أوضاعنا، نحن النساء، بالكاد تتحسّن. لا بل هي؛ تلك الأوضاع، تتراجع، في بعض أرجاء هذا العالم. صحيحٌ أنّ صوت المرأة أصبح أعلى، وأنّ اعتراضها على الغُبن اللاحق بها أصبح أكثر حضورًا، وأنّ بعض القوانين الجديدة التي تحميها قد رأى النور. وصحيح أنّ وعيها ازداد، ومثله إرادتها وتصميمها وعدد إنجازاتها في مختلف القطاعات. لكنّ الواقع يُظهر أنّ النظام البطريركي المُجحف لا يزال، على الرغم من كلِّ ما سبق، بألف خير.
أحد أبرز أسباب ذلك يعود، في رأيي، الى الطريقة التي نتربى بها نحن النساء. إذ إننا نُبحر، منذ نعومة أظفارنا، وسط محيطٍ هائجٍ من النصائح والمفاهيم حول «كيف يجب أن نكون» و«كيف ينبغي لنا أن نتصرّف» و«ماذا يصحّ، أو لا، أن نقول وأن نفكّر إلخ»... نصائح ومفاهيم مُفخّخة نتشرّبُها منذ الطفولة حتّى تُصبح طبيعتنا الثانية، وغالبًا ما نتعامل مع الآخر، والأفدح، مع أنفسنا، بناءً عليها، بلا إدراك منّا، بحجّة "تمشية الحال" و"تفادي الصراعات".
ولكن، لماذا ينبغي أن تكون "تمشية الحال" دائماً على حساب حقوقنا؟ لماذا المطلوب منها هي أن تُذعن، وتسكت، وتُطيع، وتقولب نفسها، حتّى لا تستفزّ الرجل أو تخيفه؟ لماذا تكون طموحاتها هي ثمن عدم تفكّك العائلة؟
حان الوقت، في رأيي، لتغيير جذري في طريقة تربية الناس لأطفالهم. إذا نشّأنا أولادنا، الإناث كما الذكور، على مبدأ المساواة؛ إذا ردّدنا على مسامعهم أنّ البنت تستحقّ ما يستحقّه الصبيّ، وأنّ المرأة ليست محض طبّاخة ومعمل أطفال؛ إذا علّمناهم أنّ طموحات المرأة ليست أدنى في الأهمية من طموحات الرجل، وأنّ حريتها مقدّسة مثل حريته، وأنّها بارعة في السياسة والاقتصاد والرياضيّات تمامًا مثله، إن لم يكن أكثر، وأنّها ليست جائزةً ولا سلعةً ولا ديكورًا، والأهمّ: أنّ الخضوعَ ليس حبًّا، وتمشية الحال ليست رضا، والرجولة ليست عنفًا... لو ربّيناهم، أقول، على هذه المفاهيم والاقتناعات، لحقّقنا إنجازا هائلًا على مستوى تحسين المجتمعات.
قد يسأل سائلٌ: هل ثمّة حاجة إلى إثارة هذا الموضوع الآن؟ هل هو حقاً أولوية؟ والجواب هو حكماً: نعم، هو أولوية مطلقة وقصوى بالتأكيد، الآن، اليوم، وكل يوم. وسوف نظل نثيره، هذا الموضوع، حتّى نرى تقدّمًا حقيقيًّا على مستوى حقوقنا، تقدمًّا مستحَقًّا، راسخًا، لا يتزعزع، ولا تُطيحه رياحُ البطريركيّة.
3 Listeners
127 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners