
Sign up to save your podcasts
Or
كتب ليو تولستوي: "إن الوقت الذي تبقّى لنا من حياتنا، أهمّ من كل السنين التي مرّت". ما إن قرأتُ هذه الجملة في الأمس حتى شعرتُ بغصّة.
ما إن قرأتُ هذه الجملة في الأمس حتى فكّرتُ في حياتنا نحن اللبنانيين، وتحديداً في ما تبقّى لنا منها من سنوات أو عقود. هل تراه، ما تبقّى، سوف يُنسينا الأوقات السوداء والمرّة التي مرّت علينا في هذه البلاد، أم أنه سيزيد على سوادها سوادا وعلى مرارتها مرارة؟ هل ما ينتظرنا أفضل، أم اننا سوف نترحّم على الماضي؟ لكم أخاف ألا يحمل لنا هذا الغد "المهمّ" الذي تحدّث عنه تولستوي سوى المزيد من الخيبات والخسائر والأوجاع والمصائب. لا اقول ما أقوله لأنني متشائمة بطبعي، بل فقط لأنني تعلمتُ، بعد زمن طويل من الإصرار الساذج على التفاؤل، ان أكون واقعية، وألا أتوقّع الكثير، وان أتواضع امام أحلامي. تعلّمتُ، في اختصار، درس الحياة.
نحن اليوم في لبنان نعيش إحدى أصعب مراحل تاريخنا. الدمار والموت والقلق والخراب قوتنا اليومي، فكيف يسعنا أن ننظر الى المستقبل ونتخيّله مشرقاً سعيداً مزدهراً؟ كيف يمكن لِمَن يشعر بالاختناق أن يصدّق أنه سوف يتنفّس من جديد، ولِمَن يذرف الدموع أن يصدّق أنه سيضحك بعد حين، ولِمَن فقد بيتاً أو رزقاً أن يصدّق أنه سوف يستعيد كل ما فقده وأكثر؟ ثم ماذا عن الأيتام والأرامل والثكالى؟ ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء بالوقت الذي تبقّى لهم؟ هل يعقل أن يكفوا عن الحزن والحسرة والحداد؟ هل يعقل أن يقولوا: "خلص! ما مضى قد مضى، فلنعش ما فضل لنا من أيام بفرح وبهجة قبل أن يخطفنا الموت"؟ حسبي أن هذا مستحيل. هؤلاء، أصلاً، أموات أحياء. فماذا يفيدهم التنبيه الى اغتنام الوقت الباقي وهم أصبحوا خارجه مذ فقدوا أحبابهم وأولادهم؟
غداً يصادف عيد ميلادي، وجلّ ما يرعبني، يا سيد تولستوي، أن يكون الوقت الذي تبقّى لي، ولنا، من هذه الحياة، تماماً مثل كل السنين اللعينة التي مرّت.
كتب ليو تولستوي: "إن الوقت الذي تبقّى لنا من حياتنا، أهمّ من كل السنين التي مرّت". ما إن قرأتُ هذه الجملة في الأمس حتى شعرتُ بغصّة.
ما إن قرأتُ هذه الجملة في الأمس حتى فكّرتُ في حياتنا نحن اللبنانيين، وتحديداً في ما تبقّى لنا منها من سنوات أو عقود. هل تراه، ما تبقّى، سوف يُنسينا الأوقات السوداء والمرّة التي مرّت علينا في هذه البلاد، أم أنه سيزيد على سوادها سوادا وعلى مرارتها مرارة؟ هل ما ينتظرنا أفضل، أم اننا سوف نترحّم على الماضي؟ لكم أخاف ألا يحمل لنا هذا الغد "المهمّ" الذي تحدّث عنه تولستوي سوى المزيد من الخيبات والخسائر والأوجاع والمصائب. لا اقول ما أقوله لأنني متشائمة بطبعي، بل فقط لأنني تعلمتُ، بعد زمن طويل من الإصرار الساذج على التفاؤل، ان أكون واقعية، وألا أتوقّع الكثير، وان أتواضع امام أحلامي. تعلّمتُ، في اختصار، درس الحياة.
نحن اليوم في لبنان نعيش إحدى أصعب مراحل تاريخنا. الدمار والموت والقلق والخراب قوتنا اليومي، فكيف يسعنا أن ننظر الى المستقبل ونتخيّله مشرقاً سعيداً مزدهراً؟ كيف يمكن لِمَن يشعر بالاختناق أن يصدّق أنه سوف يتنفّس من جديد، ولِمَن يذرف الدموع أن يصدّق أنه سيضحك بعد حين، ولِمَن فقد بيتاً أو رزقاً أن يصدّق أنه سوف يستعيد كل ما فقده وأكثر؟ ثم ماذا عن الأيتام والأرامل والثكالى؟ ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء بالوقت الذي تبقّى لهم؟ هل يعقل أن يكفوا عن الحزن والحسرة والحداد؟ هل يعقل أن يقولوا: "خلص! ما مضى قد مضى، فلنعش ما فضل لنا من أيام بفرح وبهجة قبل أن يخطفنا الموت"؟ حسبي أن هذا مستحيل. هؤلاء، أصلاً، أموات أحياء. فماذا يفيدهم التنبيه الى اغتنام الوقت الباقي وهم أصبحوا خارجه مذ فقدوا أحبابهم وأولادهم؟
غداً يصادف عيد ميلادي، وجلّ ما يرعبني، يا سيد تولستوي، أن يكون الوقت الذي تبقّى لي، ولنا، من هذه الحياة، تماماً مثل كل السنين اللعينة التي مرّت.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
120 Listeners
4 Listeners