
Sign up to save your podcasts
Or
أيُّ شعورٍ بالحياة يمكن أن يظلّ ينتاب المرء عندما لا يعود في مقدوره أن يحصي الموتى حوله؟ أيُّ شعورٍ يكتنفه، عندما لا يعود في مقدوره أن يحصي الأحياء؟
بتنا هنا في لبنان لا نعرف أين نحن تماماً: أفي المكان أم خارجه. أفي الزمان أم خارج الزمان، أبين الأحياء أم بين الموتى. نقيم في الرعب المطلق، رعب أن يكون المرء حيّاً، شاهداً على القتل المتواصل، عارفاً أنه هو أيضاً مشروع قتيل، أننا جميعنا هنا مشاريع قتلى.
لا أرى اليوم إلا تراجيديا الأرواح المثلومة والبيوت المتصدّعة. لا أرى إِلاّ الجثث. لا أصافح إِلاّ الجثث. لا أفكّر إِلاّ في الجثث. أحياناً أشعر أنّي أنا أيضاً جثّة. الجثث في كلّ مكان. هي العناصر الأربعة. هي الهواء والماء والنار والتراب. وهي الماضي والحاضر والمستقبل.
هذه المجزرة المتكررة التي تضرب أرضي وشعبي هي الزاد الذي أحمله. هي إرثي الذي يتهادى فوق سراب السلام. أيكون السراب بلادنا الحقيقيّة الأخيرة؟ أيكون هو سقفنا؟ أيكون عائلتنا الوحيدة؟
كيف نتقاسم الحياة، كيف نتبادلها وسط هذه الفظاعة؟ رأيتُ طفلةً تأكل قلبها المكسور لتحيا. رأيتُ أمّاً تفلش شَعرها ليكون غطاء لأطفالها في البرد. سمعتُ أباً يقول أمام جثة طفلته: أردموا السماء عليَّ فلا معنى لحياتي بعد اليوم. ولكن لم يسمعه أحد. لم يسجّل وصيّته أحد.
أنتم يا قادة العالم المسمّى "حرّاً"، يمكنكم أن تتنصّلوا. يمكنكم أن تقهقهوا في الفراغ لتستجلبوا الذئاب من أجل أن تلتهم ما تبقّى من أشلاء ضحايانا. يمكنكم أن تواصلوا لعبتكم. يمكنكم أن تستسلموا الى شهيّتكم المفتوحة على الدم والرعب. يمكنكم أيضاً أن تبتسموا لنا ابتسامة العارفين بالجريمة والراضين بوقائعها ومترتّباتها. ولكن اعرفوا أننا نلعن القيم الكاذبة التي تؤمنون بها، والأمم المجرمة التي تنتمون إليها، والعدالة المزعومة التي تسفحون روحها لضمان مصالحكم.
ها أنا أسمّيكم، قاتلاً إلى جانب قاتل، وشاهداً متواطئاً إلى جانب شاهد، وأقول: تباً لأيديكم المضرّجة بلاإنسانيّة العالم.
أيُّ شعورٍ بالحياة يمكن أن يظلّ ينتاب المرء عندما لا يعود في مقدوره أن يحصي الموتى حوله؟ أيُّ شعورٍ يكتنفه، عندما لا يعود في مقدوره أن يحصي الأحياء؟
بتنا هنا في لبنان لا نعرف أين نحن تماماً: أفي المكان أم خارجه. أفي الزمان أم خارج الزمان، أبين الأحياء أم بين الموتى. نقيم في الرعب المطلق، رعب أن يكون المرء حيّاً، شاهداً على القتل المتواصل، عارفاً أنه هو أيضاً مشروع قتيل، أننا جميعنا هنا مشاريع قتلى.
لا أرى اليوم إلا تراجيديا الأرواح المثلومة والبيوت المتصدّعة. لا أرى إِلاّ الجثث. لا أصافح إِلاّ الجثث. لا أفكّر إِلاّ في الجثث. أحياناً أشعر أنّي أنا أيضاً جثّة. الجثث في كلّ مكان. هي العناصر الأربعة. هي الهواء والماء والنار والتراب. وهي الماضي والحاضر والمستقبل.
هذه المجزرة المتكررة التي تضرب أرضي وشعبي هي الزاد الذي أحمله. هي إرثي الذي يتهادى فوق سراب السلام. أيكون السراب بلادنا الحقيقيّة الأخيرة؟ أيكون هو سقفنا؟ أيكون عائلتنا الوحيدة؟
كيف نتقاسم الحياة، كيف نتبادلها وسط هذه الفظاعة؟ رأيتُ طفلةً تأكل قلبها المكسور لتحيا. رأيتُ أمّاً تفلش شَعرها ليكون غطاء لأطفالها في البرد. سمعتُ أباً يقول أمام جثة طفلته: أردموا السماء عليَّ فلا معنى لحياتي بعد اليوم. ولكن لم يسمعه أحد. لم يسجّل وصيّته أحد.
أنتم يا قادة العالم المسمّى "حرّاً"، يمكنكم أن تتنصّلوا. يمكنكم أن تقهقهوا في الفراغ لتستجلبوا الذئاب من أجل أن تلتهم ما تبقّى من أشلاء ضحايانا. يمكنكم أن تواصلوا لعبتكم. يمكنكم أن تستسلموا الى شهيّتكم المفتوحة على الدم والرعب. يمكنكم أيضاً أن تبتسموا لنا ابتسامة العارفين بالجريمة والراضين بوقائعها ومترتّباتها. ولكن اعرفوا أننا نلعن القيم الكاذبة التي تؤمنون بها، والأمم المجرمة التي تنتمون إليها، والعدالة المزعومة التي تسفحون روحها لضمان مصالحكم.
ها أنا أسمّيكم، قاتلاً إلى جانب قاتل، وشاهداً متواطئاً إلى جانب شاهد، وأقول: تباً لأيديكم المضرّجة بلاإنسانيّة العالم.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
6 Listeners