
Sign up to save your podcasts
Or
بحسب هيرمان هسّّه، فإن النَّاس الذين يتحلُّون بالشجاعة وقوَّة الشَّخصيّة، يبدون دائماً أشراراً للآخرين.
صدقاً، لا أعرف عبارة تختصر تجربة المرأة القوية في هذا العالم مثل هذه العبارة. فالمرأة الواثقة من نفسها، العارفة ماذا تريد، التي تملك شجاعة أن تقول «لا» في وجه ما لا يناسبها، وأن تصنع حياتها بيديها، وأن تحمي ذاتها من محاولات الترويض، تُصبح في نظر الكثيرين "شريرة" أو "سيئة". ليس لأنها شريرة أو سيئة حقاً، بل لأن وجودها يربك المعادلة المريحة التي اعتادوا عليها: أي المرأة الخاضعة، الطيّبة على الدوام، التي تضحي على الدوام، وتبتسم حتى وهي تنكسر.
المفارقة أن الرجل الذي يتحلى بالقوة نفسها، أو حتى بالقسوة أحياناً، يُوصف بأنه «حازم»، «قيادي»، «صلب». تُصبح حدّته دليلاً على الكفاءة. أما المرأة، فحدّتها «نكد»، وصرامتها «تعجرف»، ووضوحها «وقاحة». معياران مختلفان يُطبّقان على الفعل نفسه، فقط لأن صاحبه امرأة.
منذ الطفولة، يطلب من البنات أن يتكلمن بصوت منخفض، وأن يختصرن آراءهن حتى لا يزعجن أحداً، وأن يعتذرن حتى قبل أن يعبرن عن أنفسهن. يقال للفتاة إن قوتها عيب، بينما قوته هو وسام. فإن قررت هي أن تكسر القاعدة، وأن تمشي حياتها برأس مرفوعة وخطوات واثقة، تثير ريبة الناس. لكأنهم يسألون: من أين لها هذا الحق؟
المشكلة أن صورة «المرأة السيئة» هذه ليست وليدة الصدفة، بل هي مؤامرة قديمة لإخضاع النساء. جعل القوية تبدو مخيفة أو غير مرغوبة أو «غير أنثوية» هي طريقة فعّالة لعزلها ومحاولة إعادتها إلى الصف. لكن ما يغفلون عنه أن هذه المرأة غالباً ما تكون أكثر صدقاً مع نفسها ومع الآخرين، وأكثر شجاعة في مواجهة الظلم حتى لو كلّفها ذلك الكثير.
لذلك، لا عجب أن يُساء فهم الشجاعة وقوة الشخصية عند النساء. فالمجتمع الذي لا يزال يقيس قيمة المرأة برضا الآخرين عنها، سيظل يرى استقلاليتها تهديداً. ما يُخيفهم في الحقيقة ليس «شرّها» المزعوم، بل حريتها.
فليكن. لتكن «شريرة» في قاموسهم. لأن هذه «الشرور» هي ما يبني لها حياة على قياسها، لا على قياسهم. وبدلاً من ترويض قوتها لتناسب توقعاتهم، ستستخدمها لتفتح طريقاً جديداً لكل امرأة تأتي بعدها.
بحسب هيرمان هسّّه، فإن النَّاس الذين يتحلُّون بالشجاعة وقوَّة الشَّخصيّة، يبدون دائماً أشراراً للآخرين.
صدقاً، لا أعرف عبارة تختصر تجربة المرأة القوية في هذا العالم مثل هذه العبارة. فالمرأة الواثقة من نفسها، العارفة ماذا تريد، التي تملك شجاعة أن تقول «لا» في وجه ما لا يناسبها، وأن تصنع حياتها بيديها، وأن تحمي ذاتها من محاولات الترويض، تُصبح في نظر الكثيرين "شريرة" أو "سيئة". ليس لأنها شريرة أو سيئة حقاً، بل لأن وجودها يربك المعادلة المريحة التي اعتادوا عليها: أي المرأة الخاضعة، الطيّبة على الدوام، التي تضحي على الدوام، وتبتسم حتى وهي تنكسر.
المفارقة أن الرجل الذي يتحلى بالقوة نفسها، أو حتى بالقسوة أحياناً، يُوصف بأنه «حازم»، «قيادي»، «صلب». تُصبح حدّته دليلاً على الكفاءة. أما المرأة، فحدّتها «نكد»، وصرامتها «تعجرف»، ووضوحها «وقاحة». معياران مختلفان يُطبّقان على الفعل نفسه، فقط لأن صاحبه امرأة.
منذ الطفولة، يطلب من البنات أن يتكلمن بصوت منخفض، وأن يختصرن آراءهن حتى لا يزعجن أحداً، وأن يعتذرن حتى قبل أن يعبرن عن أنفسهن. يقال للفتاة إن قوتها عيب، بينما قوته هو وسام. فإن قررت هي أن تكسر القاعدة، وأن تمشي حياتها برأس مرفوعة وخطوات واثقة، تثير ريبة الناس. لكأنهم يسألون: من أين لها هذا الحق؟
المشكلة أن صورة «المرأة السيئة» هذه ليست وليدة الصدفة، بل هي مؤامرة قديمة لإخضاع النساء. جعل القوية تبدو مخيفة أو غير مرغوبة أو «غير أنثوية» هي طريقة فعّالة لعزلها ومحاولة إعادتها إلى الصف. لكن ما يغفلون عنه أن هذه المرأة غالباً ما تكون أكثر صدقاً مع نفسها ومع الآخرين، وأكثر شجاعة في مواجهة الظلم حتى لو كلّفها ذلك الكثير.
لذلك، لا عجب أن يُساء فهم الشجاعة وقوة الشخصية عند النساء. فالمجتمع الذي لا يزال يقيس قيمة المرأة برضا الآخرين عنها، سيظل يرى استقلاليتها تهديداً. ما يُخيفهم في الحقيقة ليس «شرّها» المزعوم، بل حريتها.
فليكن. لتكن «شريرة» في قاموسهم. لأن هذه «الشرور» هي ما يبني لها حياة على قياسها، لا على قياسهم. وبدلاً من ترويض قوتها لتناسب توقعاتهم، ستستخدمها لتفتح طريقاً جديداً لكل امرأة تأتي بعدها.
304 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
5 Listeners