
Sign up to save your podcasts
Or
اشتقتُ أن أكتب عن القمر. عن الشجر. عن البحر. عن مزاج البحر في الصيف. عن الغيوم الهاربة تحت قدميّ. عن لون الغيوم الهاربة تحت قدميّ. عن ذلك العصفور الذي يزور نافذتي كل صباح لكي يعلن غفوة النجوم. عن الوردة الصفراء في مزهريتي التي أخاف عليها من أرق نسمة. عن أحلام الأمس ومشاريع الغد وعن القلق وكيف يفترسني القلق، وأدعه يفترس، لأني لا أحب الطمأنينة.
اشتقتُ أن أكتب عن الحب. عن الرواية التي قرأتُها أخيراً. عن اللوحة التي شهقتُ عندما رأيتها المرة الأولى. عن الكتب في مكتبتي. كيف أشعر بالحاجة الدائمة إلى أن أقترب منها، إلى أن ألمسها، إلى أن أتصفح أوراقها، إلى أن أشمّها، إلى أن أسمع وشوشاتها، لكي أعرف ما تشعر به من أحاسيس، وما تسافر إليه من تخييلات، وما تريد أن تبوح به من أسرار وآهات.
اشتقتُ، نعم، أن أكتب عن أي شيء. عن مباني بيروت القديمة مثلاً. كيف كلما وضعتُ راحة يدي على أحد جدرانها سمعتُ عزف بيانو من القرن الماضي ورأيتُ عناق عاشقين لم يبق منهما اليوم إلا طيفُ قبلة الأول مسروقة من شفتي الثانية. لكني لا أستطيع أن أكتب عن هذا كله. كيف أفعل، وفي داخلي، ومن الجهات كلها، مشاهد جور وفتك وانتهاك. قنابل ودمار وأشلاء. جوع وديكتاتورية واستبداد. أيتام وثكالى وأرامل. قتل ونهب واستباحة. جرائم وإنكار وخبث. فقر وظلاميات وعصبيات. عنف وفوضى وضياع. اضطهاد وترهيب ونفاق. رجعية وتقييد وابتزاز. فساد وطائفية وقلة اخلاق. كذب وطبقية وانعدام أمان. قطيعية ورقابة وتطرّف. حولي، حولنا، لم يعد هناك فسحة للحياة وللكتابة عن الحياة. لم يعد هناك سوى الموت.
اشتقتُ، خصوصاً، أن أكتب عن طفلةٍ في فلسطين كبرتْ لتصير طبيبة أو معلّمة أو راقصة باليه. لكنّ الطفلة لم تكبر. نامت باكراً جداً وصارت، فقط، دمعة في هذا المقال.
اشتقتُ أن أكتب عن القمر. عن الشجر. عن البحر. عن مزاج البحر في الصيف. عن الغيوم الهاربة تحت قدميّ. عن لون الغيوم الهاربة تحت قدميّ. عن ذلك العصفور الذي يزور نافذتي كل صباح لكي يعلن غفوة النجوم. عن الوردة الصفراء في مزهريتي التي أخاف عليها من أرق نسمة. عن أحلام الأمس ومشاريع الغد وعن القلق وكيف يفترسني القلق، وأدعه يفترس، لأني لا أحب الطمأنينة.
اشتقتُ أن أكتب عن الحب. عن الرواية التي قرأتُها أخيراً. عن اللوحة التي شهقتُ عندما رأيتها المرة الأولى. عن الكتب في مكتبتي. كيف أشعر بالحاجة الدائمة إلى أن أقترب منها، إلى أن ألمسها، إلى أن أتصفح أوراقها، إلى أن أشمّها، إلى أن أسمع وشوشاتها، لكي أعرف ما تشعر به من أحاسيس، وما تسافر إليه من تخييلات، وما تريد أن تبوح به من أسرار وآهات.
اشتقتُ، نعم، أن أكتب عن أي شيء. عن مباني بيروت القديمة مثلاً. كيف كلما وضعتُ راحة يدي على أحد جدرانها سمعتُ عزف بيانو من القرن الماضي ورأيتُ عناق عاشقين لم يبق منهما اليوم إلا طيفُ قبلة الأول مسروقة من شفتي الثانية. لكني لا أستطيع أن أكتب عن هذا كله. كيف أفعل، وفي داخلي، ومن الجهات كلها، مشاهد جور وفتك وانتهاك. قنابل ودمار وأشلاء. جوع وديكتاتورية واستبداد. أيتام وثكالى وأرامل. قتل ونهب واستباحة. جرائم وإنكار وخبث. فقر وظلاميات وعصبيات. عنف وفوضى وضياع. اضطهاد وترهيب ونفاق. رجعية وتقييد وابتزاز. فساد وطائفية وقلة اخلاق. كذب وطبقية وانعدام أمان. قطيعية ورقابة وتطرّف. حولي، حولنا، لم يعد هناك فسحة للحياة وللكتابة عن الحياة. لم يعد هناك سوى الموت.
اشتقتُ، خصوصاً، أن أكتب عن طفلةٍ في فلسطين كبرتْ لتصير طبيبة أو معلّمة أو راقصة باليه. لكنّ الطفلة لم تكبر. نامت باكراً جداً وصارت، فقط، دمعة في هذا المقال.
3 Listeners
127 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners