
Sign up to save your podcasts
Or
كان اللقاء الأول بيني وبين والد عروس ابني منير مفصلياً. جلسنا متقابلين على طاولة مستطيلة في كورنوول، نتبادل المجاملات الحذرة والابتسامات المترددة، أنا اللبنانية القادمة من شرق يفيض بتاريخ دموي، وهو البريطاني المتقاعد الذي عاش عمره في بلدة مسالمة لا تحتمل إلا لوناً واحداً وسماءً واحدة وكنيسة واحدة. لكن شيئاً ما تكسّر حين نظر إليّ وقال: "كنت أظن أننا نعرف كل ما يجب أن نعرفه عن العرب… ثم تعرّفنا إلى منير، ووقعت ابنتي في حبّه، ونحن وقعنا في حبّه أيضا".
هذه الجملة، البسيطة في ظاهرها، قلبت داخلي مفهوماً كاملاً. لم يكن يقصد منير الشخص فقط، بل منير المرآة: ذاك العربي الذي غيّر سرديّة عائلة بأكملها، ليس بخطاب سياسي، ولا بكتاب مفتوح، بل بقُبلة، وحب، وموعد، وعرس، وقلب مفتوح على الاحتمالات.
ربما، فكّرت، الطريق إلى كسر الصور النمطية لا يمر عبر مؤتمرات ولا عبر عقود من التفاوض العقيم، بل عبر زواج مختلط، عبر طفل يحمل اسماً مزدوجاً، ولهجة هجينة، وهوية لا تنتمي إلى أحد بالكامل، بل تنتمي إلى الجميع قليلاً.
ربما، فكّرت، نحن بحاجة إلى مزيد من الحب العابر للحدود والتصنيفات. إلى المزيد من القصص التي تبدأ بنظرة وتنتهي بعهد، لا بنزاع.
ربما هكذا نفهم أخيراً أن الآخر ليس تهديداً، بل فرصة. وأن الخوف من المختلف يولد من الجهل. وأن الجهل دواؤه الحميمية العارفة — لا التنظير. وأن كسر الحواجز لا يحتاج جيوشاً بل وليمة حب. وأن قبول الآخر لا يُدرَّس، بل يُعاش.
ربما، فكّرت، نحن في حاجة إلى ثورات ناعمة. ثورات تشتعل في قلب لا في شارع. ثورات تخلق أوطاناً جديدة، لا على الخريطة، بل في الوجدان.
كان اللقاء الأول بيني وبين والد عروس ابني منير مفصلياً. جلسنا متقابلين على طاولة مستطيلة في كورنوول، نتبادل المجاملات الحذرة والابتسامات المترددة، أنا اللبنانية القادمة من شرق يفيض بتاريخ دموي، وهو البريطاني المتقاعد الذي عاش عمره في بلدة مسالمة لا تحتمل إلا لوناً واحداً وسماءً واحدة وكنيسة واحدة. لكن شيئاً ما تكسّر حين نظر إليّ وقال: "كنت أظن أننا نعرف كل ما يجب أن نعرفه عن العرب… ثم تعرّفنا إلى منير، ووقعت ابنتي في حبّه، ونحن وقعنا في حبّه أيضا".
هذه الجملة، البسيطة في ظاهرها، قلبت داخلي مفهوماً كاملاً. لم يكن يقصد منير الشخص فقط، بل منير المرآة: ذاك العربي الذي غيّر سرديّة عائلة بأكملها، ليس بخطاب سياسي، ولا بكتاب مفتوح، بل بقُبلة، وحب، وموعد، وعرس، وقلب مفتوح على الاحتمالات.
ربما، فكّرت، الطريق إلى كسر الصور النمطية لا يمر عبر مؤتمرات ولا عبر عقود من التفاوض العقيم، بل عبر زواج مختلط، عبر طفل يحمل اسماً مزدوجاً، ولهجة هجينة، وهوية لا تنتمي إلى أحد بالكامل، بل تنتمي إلى الجميع قليلاً.
ربما، فكّرت، نحن بحاجة إلى مزيد من الحب العابر للحدود والتصنيفات. إلى المزيد من القصص التي تبدأ بنظرة وتنتهي بعهد، لا بنزاع.
ربما هكذا نفهم أخيراً أن الآخر ليس تهديداً، بل فرصة. وأن الخوف من المختلف يولد من الجهل. وأن الجهل دواؤه الحميمية العارفة — لا التنظير. وأن كسر الحواجز لا يحتاج جيوشاً بل وليمة حب. وأن قبول الآخر لا يُدرَّس، بل يُعاش.
ربما، فكّرت، نحن في حاجة إلى ثورات ناعمة. ثورات تشتعل في قلب لا في شارع. ثورات تخلق أوطاناً جديدة، لا على الخريطة، بل في الوجدان.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
9 Listeners