
Sign up to save your podcasts
Or
أن يكون المرء فريسة الأسى والقلق والخوف والمجهول. أن لا يعيش بسببٍ من ذلك. أن لا يركّز. أن لا يفكّر جيّدًا. أنْ يكون مبعثرًا ومفكّكًا وبلا وزن. أنْ يشعر بأنه لا أحد ولا شيء. أن يمضي النهارات والليالي يرى الموت على الشاشات. البؤس على الشاشات. الفقدان على الشاشات. القهر والدموع والاضطهاد على الشاشات. أن يمضي النهارات والليالي يرى الأبرياء يستشهدون، يتشردون، يتيّتمون، وأن يشعر بأنه لا شيء، بأنه لا يستطيع شيئاً حيال كل هذا الجور.
بنسبة أو بأخرى، هذا ما يعيشه كثيرون منّا نحن اللبنانيين اليوم، بوجوهٍ ودرجات متعددة. لا بل إن هذا الوصف هو الأقرب إلى حالتنا، ولا مبالغة. حدّ أن الواحد منا يصبح على شفا الارتجاج الروحيّ والنفسيّ والعقلي. حدّ أن الواحد منّا لا يعود قادرًا على الحركة، على الفعل، على الإحساس، على الكلام، على التفاعل. قلائل بيننا من ليسوا كذلك، وإنّ حاولوا التكتم والتحفظ وضبط النفس.
هذه المنطقة التي أدركناها هي منطقة العبث الوجوديّ الأقصى، حيث نعيش مغمورين بمياه التوجس والهلع واللايقين واللاسيطرة على الذات والمصير. شيء يشبه الهستيريا الخارجية والداخلية. وأحيانًا تتفجّر هذه الهستيريا، معبِّرةً عن ذاتها بانفعالات وردود أفعال، أقلّ ما يقال فيها إنها غير واعية، أو غير طبيعية، لأنها ناجمة عن فوران يتخطى توازنات الإدراك والتماسك.
لا نملك، وسط هذا الهلع والارتجاف والشقاء، سوى أن نصرخ بأصواتنا المخنوقة: يا لكل هذا الظلم. يا لكل هذا الظلم. ظلم وعدوان وإجرام تتخطى كلّ حدّ، ونحن محض فرائس لهذا الوحش الفالت بلا رادع أخلاقي أو سياسي.
أن يلتهمكَ الخوف. أن يفترسكَ. وأن تكون بين أنيابه، مهروسًا، مطحونًا، بدون أن تملك القدرة على طلب النجدة والاستغاثة. إنها الواقعية اللبنانية الهمجية، الضاربة في أعماق الذات الهشّة، والتي تجعل الواحد منّا أقلّ من ورقة خريف في مهبّ المجهول.
يا لكل هذا الظلم. يا لكل هذا الظلم.
أن يكون المرء فريسة الأسى والقلق والخوف والمجهول. أن لا يعيش بسببٍ من ذلك. أن لا يركّز. أن لا يفكّر جيّدًا. أنْ يكون مبعثرًا ومفكّكًا وبلا وزن. أنْ يشعر بأنه لا أحد ولا شيء. أن يمضي النهارات والليالي يرى الموت على الشاشات. البؤس على الشاشات. الفقدان على الشاشات. القهر والدموع والاضطهاد على الشاشات. أن يمضي النهارات والليالي يرى الأبرياء يستشهدون، يتشردون، يتيّتمون، وأن يشعر بأنه لا شيء، بأنه لا يستطيع شيئاً حيال كل هذا الجور.
بنسبة أو بأخرى، هذا ما يعيشه كثيرون منّا نحن اللبنانيين اليوم، بوجوهٍ ودرجات متعددة. لا بل إن هذا الوصف هو الأقرب إلى حالتنا، ولا مبالغة. حدّ أن الواحد منا يصبح على شفا الارتجاج الروحيّ والنفسيّ والعقلي. حدّ أن الواحد منّا لا يعود قادرًا على الحركة، على الفعل، على الإحساس، على الكلام، على التفاعل. قلائل بيننا من ليسوا كذلك، وإنّ حاولوا التكتم والتحفظ وضبط النفس.
هذه المنطقة التي أدركناها هي منطقة العبث الوجوديّ الأقصى، حيث نعيش مغمورين بمياه التوجس والهلع واللايقين واللاسيطرة على الذات والمصير. شيء يشبه الهستيريا الخارجية والداخلية. وأحيانًا تتفجّر هذه الهستيريا، معبِّرةً عن ذاتها بانفعالات وردود أفعال، أقلّ ما يقال فيها إنها غير واعية، أو غير طبيعية، لأنها ناجمة عن فوران يتخطى توازنات الإدراك والتماسك.
لا نملك، وسط هذا الهلع والارتجاف والشقاء، سوى أن نصرخ بأصواتنا المخنوقة: يا لكل هذا الظلم. يا لكل هذا الظلم. ظلم وعدوان وإجرام تتخطى كلّ حدّ، ونحن محض فرائس لهذا الوحش الفالت بلا رادع أخلاقي أو سياسي.
أن يلتهمكَ الخوف. أن يفترسكَ. وأن تكون بين أنيابه، مهروسًا، مطحونًا، بدون أن تملك القدرة على طلب النجدة والاستغاثة. إنها الواقعية اللبنانية الهمجية، الضاربة في أعماق الذات الهشّة، والتي تجعل الواحد منّا أقلّ من ورقة خريف في مهبّ المجهول.
يا لكل هذا الظلم. يا لكل هذا الظلم.
3 Listeners
131 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners