
Sign up to save your podcasts
Or
أمس، يارون جدّتي توفيقة تخبز على الصاج عند الفجر. يارون طعم اللبنة والصعتر وزيت الزيتون ووهج الرغيف الساخن. يارون رائحة جدّي رجا يعانق ويشدّ ولا يفلت، وقلبه الأرقّ من جناح فراشة خرجت للتو من الشرنقة.
يارون الطفولة وخفّة الطفولة التي تدوم ربع دقيقة ثم تختفي الى الأبد. يارون قطاف التين مع أولاد العمّ والعمّة قبل شروق الشمس. يارون النوم مفترشين أرض الغرفة الصغيرة والشعور بأننا نطير. يارون شكّ أوراق التبغ في المسلّات مع الأقارب والجيران والبقع على الأصابع المتعبة ولكن السعيدة. يارون النزهات المسائية في الدوير، والصبحيات التي لا نريد أن تنتهي. يارون صوت الآذان عند كل غروب وغناء جرس الكنيسة كل صباح أحد. يارون الحبّ والإلفة والطيبة والفرح والضحكات. يارون النافذة التي تطلّ على سهول الغبطة التي لا تشبه إلا نفسها. يارون الكدمات على الركبة من فرط الشيطنة وتسلّق الأشجار. يارون القعدة على بلاطة الساحة مع الأصحاب. يارون الدبكة في الأعراس وصوت الناي الحنون. يارون الدموع في العينين كلما حان زمن العودة الى بيروت. يارون ضريح والدي عطالله والمرّة الأخيرة رأيتُ وجهه الحبيب...
أما اليوم، فـ يارون الدمار والموت والبيوت المهدّمة. يارون الأشجار المحروقة والأرض المهجورة. يارون اليأس والبؤس وعرق الجبين الذي راح هدراً مرّة تلو مرّة. يارون النار والرماد وأصداء القنابل والرصاص. يارون الحزن والحداد والمرارة والوجع. يارون سطوح القرميد التي سوّيت بالأرض والأسرّة التي صارت مسرحاً للكوابيس. يارون التي أهلها تعبوا من إعادة بنائها. يارون التي لم تعد موجودة إلا كذكرى في مخيلاتنا.
يارون التي لم تعد.
أمس، يارون جدّتي توفيقة تخبز على الصاج عند الفجر. يارون طعم اللبنة والصعتر وزيت الزيتون ووهج الرغيف الساخن. يارون رائحة جدّي رجا يعانق ويشدّ ولا يفلت، وقلبه الأرقّ من جناح فراشة خرجت للتو من الشرنقة.
يارون الطفولة وخفّة الطفولة التي تدوم ربع دقيقة ثم تختفي الى الأبد. يارون قطاف التين مع أولاد العمّ والعمّة قبل شروق الشمس. يارون النوم مفترشين أرض الغرفة الصغيرة والشعور بأننا نطير. يارون شكّ أوراق التبغ في المسلّات مع الأقارب والجيران والبقع على الأصابع المتعبة ولكن السعيدة. يارون النزهات المسائية في الدوير، والصبحيات التي لا نريد أن تنتهي. يارون صوت الآذان عند كل غروب وغناء جرس الكنيسة كل صباح أحد. يارون الحبّ والإلفة والطيبة والفرح والضحكات. يارون النافذة التي تطلّ على سهول الغبطة التي لا تشبه إلا نفسها. يارون الكدمات على الركبة من فرط الشيطنة وتسلّق الأشجار. يارون القعدة على بلاطة الساحة مع الأصحاب. يارون الدبكة في الأعراس وصوت الناي الحنون. يارون الدموع في العينين كلما حان زمن العودة الى بيروت. يارون ضريح والدي عطالله والمرّة الأخيرة رأيتُ وجهه الحبيب...
أما اليوم، فـ يارون الدمار والموت والبيوت المهدّمة. يارون الأشجار المحروقة والأرض المهجورة. يارون اليأس والبؤس وعرق الجبين الذي راح هدراً مرّة تلو مرّة. يارون النار والرماد وأصداء القنابل والرصاص. يارون الحزن والحداد والمرارة والوجع. يارون سطوح القرميد التي سوّيت بالأرض والأسرّة التي صارت مسرحاً للكوابيس. يارون التي أهلها تعبوا من إعادة بنائها. يارون التي لم تعد موجودة إلا كذكرى في مخيلاتنا.
يارون التي لم تعد.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
120 Listeners
3 Listeners