
Sign up to save your podcasts
Or
لو ذهبت إلى الماضي، وقابلت نفسي قبل ستّ سنوات، وقلت لها أنها في المستقبل سيزول خوفها من الكلاب، لما صدّقت.
"دودو" هذا هو اسم الكلب الذي أعتبره اليوم صديقًا أو بالأصحّ فردًا من العائلة. عندما آكل يحترم ذلك ولا يقترب مني، وعندما أعطيه الأكل ينتظر إلى أن اقول له بالسويدية "تفضّل". مؤدّب جدًّا وحنون جدًّا، وهادئ، ولطيف.
لم تكن هكذا علاقتي مع الكلاب أبدًا. كنت أخاف منها لحدّ الرّهاب، وذلك بسبب أنّ كلاب الشوارع في اليمن تتعرّض للكثير من العنف، فتصبح عنيفة بدورها. كنت إن سمعت صوت كلب أصاب بالرعب، حتى عندما سافرت إلى المغرب ولبنان وتركيا، وصادفت كلابًا ظروفها أفضل من كلاب اليمن، إلا أنني لم أستطع أن أتجاوز هذا الخوف.
ثمّ ذهبت إلى السويد. البلد الذي فيه من الكلاب التي تمشي برفقة أصحابها الكثير. كنت أصاب بالرعب إن مشيت بجانب كلب، وأتوتّر، وأشعر أن الكلب سينقضّ عليّ. كنت أستغرب جدَّا أنّ صديقتي، وهي أيضًا يمنيّة، وعاشت فترة طويلة خارج اليمن. لم يكن لديها هذا الخوف من الكلاب، وكنت أحسدها على ذلك، وكانت دائما تقول لي لو تجاوزتِ الخوف ستعلمين كيف أنّ الكلاب ألطف المخلوقات، وكنت أظنها تبالغ.
ثمّ في إحدى المرات كنت أزور صديقة سويدية كانت لديها كلبة. انزعجت عندما استقبلتني الكلبة في الباب بمجرّد أن دخلت. حاولت أن أخفي توتّري، ولكنّ صديقتي لاحظت ذلك، والكلبة أيضًا لاحظت، وبدأت بالنباح والاقتراب مني لتهدئ من روعي، بينما العكس هو ما كان يحدث. كنت أصاب بالرعب أكثر. كانت هذه أول مرة ألتقي فيها بـ"زيلدا". في المرة الثانية قالت لي صديقتي بأن أزورها، وفي طريقي لبيتها شعرت بالتوتر. لا أريد أن أتوتّر، وردّدت جملة: "أنا لن أشعر بالخوف هذه المرة" طوال طريقي لبيت صديقتي. وصلت فاستقبلتني "زيلدا"، ثم ساعدتني صديقتي وقالت: "المسيها لا تخافي"، ولأنني كنت قد قرّرت أنّ عليّ أن أتجاوز الخوف، فقد ربّتّ على ظهر "زيلدا"، وشعرت قليلا بالأمان.
كانت "زيلدا" كلبة لطيفة جدًّا. ساعدتني كثيرًا في أن أتخلّص من خوفي من الكلاب. لم يذهب الخوف تمامًا إلّا بعد مرات عديدة من الزيارات. ثمّ التقيت بأصدقاء جدد وكلابهم، وبدأت أتعوّد على الكلاب، ثمّ وجدت نفسي أخيرا أحبّ الكلاب بدلاً من الخوف منها.
الكلاب من أحنّ المخلوقات. في داخلها الكثير من الحبّ، والاهتمام، والإخلاص. و"دودو" هو من أحن الكلاب التي قابلتها. عندما مرض "دودو" شعرت إلى أيّة درجة هو مهمّ بالنسبة لي. رأيته يمشي بثقل ليس كعادته. وجدت نفسي أبكي كثيرًا إلى أن أخذناه للبيطريّ. شعرت بأنّه ابني. نعم ابني بدون مبالغة، وأعرف أنّ حبّه لنا هو حبّ لا مشروط وصافٍ تمامًا. هذا الحبّ الذي يعطيه لك الكلب هو ما يجعلك تعتبره جزءًا من عائلتك.
أعلم أن الكثيرين ما زال لديهم هذا الخوف من الكلاب، ويعتبرون كلمة "كلب" مسبّة، وسينتقدون وصفي للكلب بأنه من عائلتي، ولكنني أتفهّم ذلك، فأنا كنت أيضًا أخاف من الكلاب. صحيح لم أكن بمثل قسوتهم في كرهي لها، ولكنني كنت أعتبرها عدوة لي، وكنت أقرف منها، واليوم فهمت أن هذا الحبّ اللامشروط لا يُعوّض، ومن لا يعرف الكلاب حقّ المعرفة، فقد خسر الكثير من الحبّ.
لو ذهبت إلى الماضي، وقابلت نفسي قبل ستّ سنوات، وقلت لها أنها في المستقبل سيزول خوفها من الكلاب، لما صدّقت.
"دودو" هذا هو اسم الكلب الذي أعتبره اليوم صديقًا أو بالأصحّ فردًا من العائلة. عندما آكل يحترم ذلك ولا يقترب مني، وعندما أعطيه الأكل ينتظر إلى أن اقول له بالسويدية "تفضّل". مؤدّب جدًّا وحنون جدًّا، وهادئ، ولطيف.
لم تكن هكذا علاقتي مع الكلاب أبدًا. كنت أخاف منها لحدّ الرّهاب، وذلك بسبب أنّ كلاب الشوارع في اليمن تتعرّض للكثير من العنف، فتصبح عنيفة بدورها. كنت إن سمعت صوت كلب أصاب بالرعب، حتى عندما سافرت إلى المغرب ولبنان وتركيا، وصادفت كلابًا ظروفها أفضل من كلاب اليمن، إلا أنني لم أستطع أن أتجاوز هذا الخوف.
ثمّ ذهبت إلى السويد. البلد الذي فيه من الكلاب التي تمشي برفقة أصحابها الكثير. كنت أصاب بالرعب إن مشيت بجانب كلب، وأتوتّر، وأشعر أن الكلب سينقضّ عليّ. كنت أستغرب جدَّا أنّ صديقتي، وهي أيضًا يمنيّة، وعاشت فترة طويلة خارج اليمن. لم يكن لديها هذا الخوف من الكلاب، وكنت أحسدها على ذلك، وكانت دائما تقول لي لو تجاوزتِ الخوف ستعلمين كيف أنّ الكلاب ألطف المخلوقات، وكنت أظنها تبالغ.
ثمّ في إحدى المرات كنت أزور صديقة سويدية كانت لديها كلبة. انزعجت عندما استقبلتني الكلبة في الباب بمجرّد أن دخلت. حاولت أن أخفي توتّري، ولكنّ صديقتي لاحظت ذلك، والكلبة أيضًا لاحظت، وبدأت بالنباح والاقتراب مني لتهدئ من روعي، بينما العكس هو ما كان يحدث. كنت أصاب بالرعب أكثر. كانت هذه أول مرة ألتقي فيها بـ"زيلدا". في المرة الثانية قالت لي صديقتي بأن أزورها، وفي طريقي لبيتها شعرت بالتوتر. لا أريد أن أتوتّر، وردّدت جملة: "أنا لن أشعر بالخوف هذه المرة" طوال طريقي لبيت صديقتي. وصلت فاستقبلتني "زيلدا"، ثم ساعدتني صديقتي وقالت: "المسيها لا تخافي"، ولأنني كنت قد قرّرت أنّ عليّ أن أتجاوز الخوف، فقد ربّتّ على ظهر "زيلدا"، وشعرت قليلا بالأمان.
كانت "زيلدا" كلبة لطيفة جدًّا. ساعدتني كثيرًا في أن أتخلّص من خوفي من الكلاب. لم يذهب الخوف تمامًا إلّا بعد مرات عديدة من الزيارات. ثمّ التقيت بأصدقاء جدد وكلابهم، وبدأت أتعوّد على الكلاب، ثمّ وجدت نفسي أخيرا أحبّ الكلاب بدلاً من الخوف منها.
الكلاب من أحنّ المخلوقات. في داخلها الكثير من الحبّ، والاهتمام، والإخلاص. و"دودو" هو من أحن الكلاب التي قابلتها. عندما مرض "دودو" شعرت إلى أيّة درجة هو مهمّ بالنسبة لي. رأيته يمشي بثقل ليس كعادته. وجدت نفسي أبكي كثيرًا إلى أن أخذناه للبيطريّ. شعرت بأنّه ابني. نعم ابني بدون مبالغة، وأعرف أنّ حبّه لنا هو حبّ لا مشروط وصافٍ تمامًا. هذا الحبّ الذي يعطيه لك الكلب هو ما يجعلك تعتبره جزءًا من عائلتك.
أعلم أن الكثيرين ما زال لديهم هذا الخوف من الكلاب، ويعتبرون كلمة "كلب" مسبّة، وسينتقدون وصفي للكلب بأنه من عائلتي، ولكنني أتفهّم ذلك، فأنا كنت أيضًا أخاف من الكلاب. صحيح لم أكن بمثل قسوتهم في كرهي لها، ولكنني كنت أعتبرها عدوة لي، وكنت أقرف منها، واليوم فهمت أن هذا الحبّ اللامشروط لا يُعوّض، ومن لا يعرف الكلاب حقّ المعرفة، فقد خسر الكثير من الحبّ.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
4 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
118 Listeners
4 Listeners