
Sign up to save your podcasts
Or
الحج رحلة دينية وروحية يُفترض أن تترك المؤمن في مواجهة ذاته، صغيراً أمام عظمة الكون والخالق، متخففاً من الألقاب والأثواب الفخمة.
لكن، لسببٍ ما، تحوَّل هذا الركن الخامس من أركان الإسلام إلى لقب يشير لمكانة اجتماعيّة لدى العائدين والعائدات من الحج: “الحاج فلان”، “الحاجة فلانة”.
منذ متى تحوّلت العبادة إلى لقب اجتماعي؟ لماذا نُصرُّ على إلصاق لقب “الحاج” و"الحاجة" بخطاباتنا وتهنئاتنا وحديثنا العابر ومعاملاتنا التجارية، كأننا نُذكِّر الآخرين ضمنياً بمكانة اجتماعية نعتبرها مميزة؟
لنتخيل لو طبّقنا المنطق نفسه على باقي العبادات: “المصلّي عبد الله يحييكم”، “الصائمة خديجة تُهنّئكم”، “المزكّي أحمد يوقّع البيان”. سيبدو الأمر غريبا وعجائبياً، أليس كذلك؟ لأن جوهر العبادة هو أن تكون علاقةً خاصة بين العبد وربّه، لا شعاراً أو لقبا للتفاخر.
لنتذكر أيضا السنوات الأولى للإسلام، منذ النبي محمد إلى الخلفاء والصحابة. هل سمعنا أن أحدهم يلقب نفسه بالحاج؟ زوجات النبي وزوجات الخلفاء، هل كان الناس ينادونهن بلقب الحاجة؟ إلى غاية الخلفاء والأغنياء والعلماء ورجال الدين في الدولتين الأموية والعباسية، وفي الأندلس والشام والعراق، هل سمعنا عن شخصيات علمية أو دينية أو سياسية أو حتى مواطنين عاديين يحملون لقب الحاج؟
ما الذي حدث، في فترة معاصرة من تاريخنا، لكي تتحول ممارسة دينية صرفة، إلى لقب اجتماعي؟
وكأنّ الله يحتاج إلى حملات علاقات عامّة وألقاب، ليثبِّت أجر العبادة.
ليس في هذا أي انتقاص من شعيرةٍ الحج؛ بل هي دعوة لإعادتها إلى مكانها الطبيعي: ممارسة دينية، لا وساماً وألقابا اجتماعية. وتماما كما أننا لا نُسمِّي أحدهم “الخاتم” فقط لأنه يختم القرآن، ولا نمنح لقب “المعتمرة” لامرأة لأنها أدت مناسك العمرة، فلنتذكر أن الحج ليس جزءا من هوية الناس.
لنترك الحجّ لله، لأن المفترض أن التواضع هو ما يجب أن يحمله المتدين من حجه، وليس اللقب.
الحج رحلة دينية وروحية يُفترض أن تترك المؤمن في مواجهة ذاته، صغيراً أمام عظمة الكون والخالق، متخففاً من الألقاب والأثواب الفخمة.
لكن، لسببٍ ما، تحوَّل هذا الركن الخامس من أركان الإسلام إلى لقب يشير لمكانة اجتماعيّة لدى العائدين والعائدات من الحج: “الحاج فلان”، “الحاجة فلانة”.
منذ متى تحوّلت العبادة إلى لقب اجتماعي؟ لماذا نُصرُّ على إلصاق لقب “الحاج” و"الحاجة" بخطاباتنا وتهنئاتنا وحديثنا العابر ومعاملاتنا التجارية، كأننا نُذكِّر الآخرين ضمنياً بمكانة اجتماعية نعتبرها مميزة؟
لنتخيل لو طبّقنا المنطق نفسه على باقي العبادات: “المصلّي عبد الله يحييكم”، “الصائمة خديجة تُهنّئكم”، “المزكّي أحمد يوقّع البيان”. سيبدو الأمر غريبا وعجائبياً، أليس كذلك؟ لأن جوهر العبادة هو أن تكون علاقةً خاصة بين العبد وربّه، لا شعاراً أو لقبا للتفاخر.
لنتذكر أيضا السنوات الأولى للإسلام، منذ النبي محمد إلى الخلفاء والصحابة. هل سمعنا أن أحدهم يلقب نفسه بالحاج؟ زوجات النبي وزوجات الخلفاء، هل كان الناس ينادونهن بلقب الحاجة؟ إلى غاية الخلفاء والأغنياء والعلماء ورجال الدين في الدولتين الأموية والعباسية، وفي الأندلس والشام والعراق، هل سمعنا عن شخصيات علمية أو دينية أو سياسية أو حتى مواطنين عاديين يحملون لقب الحاج؟
ما الذي حدث، في فترة معاصرة من تاريخنا، لكي تتحول ممارسة دينية صرفة، إلى لقب اجتماعي؟
وكأنّ الله يحتاج إلى حملات علاقات عامّة وألقاب، ليثبِّت أجر العبادة.
ليس في هذا أي انتقاص من شعيرةٍ الحج؛ بل هي دعوة لإعادتها إلى مكانها الطبيعي: ممارسة دينية، لا وساماً وألقابا اجتماعية. وتماما كما أننا لا نُسمِّي أحدهم “الخاتم” فقط لأنه يختم القرآن، ولا نمنح لقب “المعتمرة” لامرأة لأنها أدت مناسك العمرة، فلنتذكر أن الحج ليس جزءا من هوية الناس.
لنترك الحجّ لله، لأن المفترض أن التواضع هو ما يجب أن يحمله المتدين من حجه، وليس اللقب.
3 Listeners
128 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners