تتطرق نايلة الصليبي في "النشرة الرقمية" إلى مقاضاة إيلون ماسك قضائيا للمعلنين الذي هربوا من مصة "إكس"/"تويتر" التي طرحت خيارات جديدة لتصنيف الردود على المنشورات لاستدراج منشئي المحتوى و زيادة الأرباح.

إيلون ماسك يقاضي المعلنين الذين هجروا منصته

كل الوسائل مفيدة للوصول إلى الهدف ... شعار إيلون ماسك ليبقى حديث الإعلام واهتمام المنصات الاجتماعية.  فليل الإثنين – الثلاثاء تابع أكثر من مليوني شخص المحادثة المباشرة بين المرشح الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض دونالد ترامب وإيلون ماسك على منصة إكس، بعد أن واجهت مشكلات تقنية أدت إلى تأخير موعد بث المحادثة.

أَيْضًا الإثارة كانت في ردّ سفيه من قبل إيلون ماسك على منصة إكس، على رسالة مفوّض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون.

لتذكير إيلون ماسك  بالتزاماته في إطار القانون الأوروبي بشأن الخدمات الرقمية، وإلى أنّ "ضرورة الاعتدال هذه تنطبق على كلّ مستخدمي منصّة إكس، "بما في ذلك مالك المنصة" لتجنّب "تضخيم المحتوى الخطير".

كل ذلك في المدّة التي تواجه فيها منصة إكس هجرة المعلنين.  فقد أصبحت هذه المنصة ملوثة بشكل متزايد بالروبوتات والحسابات المزيفة والمنشورات المتطرفة والمحتوى المضلل، بالإضافة للترويج الدعائي، وتعاني من صعوبة تنظيف التوصيات للمستخدمين بعد تقليص عدد الموظفين.

 المستخدمون ينتقدون خوارزميات إكس التي تسلط الضوء على المحتوى المنخفض الجودة وأحيانًا الخطير.  بالإضافة إلى محتوى اليمين المتطرف ونظريات المؤامرة والتنمر والتهكم الذي ينقله بدوره إيلون ماسك من حسابه الشخصي إلى جنب المعلومات المضللة.

النتيجة، استمرار هروب المعلنين الجديين من المنصة، مما أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات (-53% بين الربع الثاني من عام 2024 والربع الثاني من عام 2023).أمر لم تتمكن منصة إكس  من تعويضه من الاشتراكات المدفوعة.

ردًا على انخفاض عائدات الإعلانات، و من دون مساءلة نفسه عن سبب هروب المعلنين، قرر إيلون ماسك أن تقدم منصة إكس شكوى ضد الاتحاد العالمي للمعلنين (WFA)  وضد مجموعة  التحالف العالمي للإعلام المسؤول التابعة له، بتهمة "حرمان منصة إكس،  بشكل جماعي، من مليارات الدولارات من عائدات الإعلانات" بواسطة الممارسات المناهضة للمنافسة.

مجموعة التحالف العالمي للإعلام المسؤول، GARM، هي مبادرة طوعية غير ربحية لصناعة الإعلانات يديرها الاتحاد العالمي للمعلنين وتهدف إلى مساعدة العلامات التجارية تجنب ظهور إعلاناتها إلى جانب محتوى غير قانوني أو ضار.

ربما كان هذا الاتهام، على الأرجح، تعسفيًا، لكنه أجبر مبادرة مجموعة التحالف العالمي للإعلام على وقف أنشطتها بعد أن سببت شكوى منصة إكس" باستنزاف مواردها وماليتها " وتمثل نهاية مجموعة التحالف العالمي للإعلام المسؤول انتصارًا مؤقتًا لإيلون ماسك والرئيسة التنفيذية لشركة إكس ليندا ياكارينو على الرغم من أن القاضي لم يصدر حكمًا بعد.  ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الدعوى القضائية إلى إبعاد المزيد من المعلنين عن منصة إكس.

منصة إكس : خيارات جديدة لتصنيف الردود على المنشورات.  

بدأت منصة إكس / تويتر سابقا باقتراح خيارات جديدة لفرز الردود أو تصنيف الردود على المنشورات، في أسفل أي منشور بثلاث طرق مختلفة:

• الأكثر تداولاً - Trending
• الأحدث Most Recent
• الأكثر إعجابًا- Most Liked

طُرِحَت هذه الخيارات بعد أن كانت في إطار تجريبي منذ فبراير 2024،وهي تثير تساؤلات حول أسسها، مع أنّ  التصنيف حسب الترتيب الزمني الأحدث  Most Recent أو حسب عدد الإعجابات Most Liked  لا لبس فيه، فإنه لا يزال من الصعب تحديد ما تعتبره منصة إكس بالردود "الأكثر تداولًا"  Trending قد يتم ترتيب الردود في هذه الفئة وفقًا لمعدل المشاركة أو بعض التركيبات الخوارزمية الأخرى التي لا يعرف سرّها سوى إيلون ماسك.

تنظيم الردود لاستدراج صناع المحتوى

هذا الاهتمام بتنظيم الردود في منصة إكس هو بسبب برنامج مشاركة عائدات الإعلانات بنسبة مئوية من دخل الإعلانات على منشورات صناع المحتوى، مقابل العروض الترويجية المعروضة في الردود على منشوراتهم.

ما يعني أن إضافة فرز أو تصنيف الردود يمكن أن يكون وسيلة جيدة لمساعدة منشئي المحتوى على فهم أفضل لما يثير التفاعل. توفر هذه الخيارات مزيدًا من التحكم في التخصيص، ما يتيح المزيد من الفرص لجني الأرباح.

أيضا للمساعدة في تنقية الرسائل غير المرغوب فيها وردع روبوتات الاحتيال، التي تحاول التعلق بالمحادثة في المنشورات الرائجة.

لكنه يعني أيضا أن الردود الأقل إعجابًا وبعض الآراء لن تظهر لمعظم المستخدمين.

يبقى نطرح السؤال هل هذا هو مثال حرية التعبير المطلقة؟

يمكن الاستماع لـ "بودكاست النشرة الرقمية" على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل

للتواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامَج"النشرة الرقمية"من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@  وعلى ماستودون  وبلوسكاي عبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي