
Sign up to save your podcasts
Or
أريد اليوم أن أحكي عن البيوت. عن بيوت الجنوب التي نغادرها ولا تغادرنا. عن بيوت الجنوب التي تسكننا ونظنّ نسكنها. عن بيوت الجنوب التي نعود إليها كأننا نعود الى أرحام أمهاتنا.
البيوت، ما بيوتنا؟ هي أرواحنا وقد تجسّدت. وهي أجسامنا وقد تروحنت. وهي كلماتنا وقد صارت سقفاً وسماء. وهي دموعنا وقد أرادت أنْ تسقي زروعنا وأحواض ورودنا. وهي مساءاتنا وصباحاتنا ومنتصفات الليالي وما يسبق طلوع الفجر. وهي حكاياتنا وتأملاتنا وصلواتنا عندما تكفّ أصواتنا عن الكلام.
وهي البيوت بيوتنا لأنّها طفولاتنا وذكرياتنا، وأمّهاتنا وآباؤنا، والأخوات والأخوة، ونداءات القهوة ورائحة الطعام. وهي أسرّتنا وصحون طبيخنا وصورنا وصور أحبّتنا المعلّقة على جدراننا. وهي خبزنا وطحيننا والبرغل، والعشب الذي ينمو على مصطباتنا. وهي الأسرار والأحلام وما لا يُباح به من القول وما تحتفظ به الحيطان من وشوشاتٍ وتنهّدات. وهي أوجاعنا وأفراحنا والأعياد ولحظات الخسارة والفقدان. وهي ما يشتهي المرء أنْ يكونه وهو طفلٌ. وما يشتهي أنْ يصيره وهو كهلٌ عجوز.
وهي بيوتنا لأنّها عشيقاتنا وعشّاقنا. وهي المراثي أيّام الرثاء، وهي الزغردات المخبّأة لأيّام الأعراس. وهي الستر والحضن والحصن والملجأ، وسائر الألقاب والألطاف.
وكلّما هجرناها عدنا إليها. وكلّما هُجِّرنا منها استبدّ بنا الشوق إليها. وكلّما انجرحتْ دملناها وداويناها. وكلّما انقلب الدهر عليها عاندنا الدهور كلّها وزاد تشبّثنا بها وكفاحنا لإضفاء الرونق عليها. وكلّما كلّما انقطعت بنا السبل إليها شققنا في الوعر في الوديان في الخيال دروبًا مفضيةً إليها. وكلّما ترهّلت وتشلّعت أعمدتها وتخلّعت شبابيكها أعدنا إعمارها. وكلّما ارتدت الحداد عثرنا على فساتين لتزخو بها. وكلّما بكت كفكفنا دموعها. وكلّما أهينت أعدنا إليها كرامتها ورفعنا الضيم عنها. وكلّما ارتجّت أرضها ثبّتنا لها أعمدة الأرض لتجثم عليها.
هذه البيوت، بيوتنا في الجنوب، كلّما ماتت أيقظناها.
أريد اليوم أن أحكي عن البيوت. عن بيوت الجنوب التي نغادرها ولا تغادرنا. عن بيوت الجنوب التي تسكننا ونظنّ نسكنها. عن بيوت الجنوب التي نعود إليها كأننا نعود الى أرحام أمهاتنا.
البيوت، ما بيوتنا؟ هي أرواحنا وقد تجسّدت. وهي أجسامنا وقد تروحنت. وهي كلماتنا وقد صارت سقفاً وسماء. وهي دموعنا وقد أرادت أنْ تسقي زروعنا وأحواض ورودنا. وهي مساءاتنا وصباحاتنا ومنتصفات الليالي وما يسبق طلوع الفجر. وهي حكاياتنا وتأملاتنا وصلواتنا عندما تكفّ أصواتنا عن الكلام.
وهي البيوت بيوتنا لأنّها طفولاتنا وذكرياتنا، وأمّهاتنا وآباؤنا، والأخوات والأخوة، ونداءات القهوة ورائحة الطعام. وهي أسرّتنا وصحون طبيخنا وصورنا وصور أحبّتنا المعلّقة على جدراننا. وهي خبزنا وطحيننا والبرغل، والعشب الذي ينمو على مصطباتنا. وهي الأسرار والأحلام وما لا يُباح به من القول وما تحتفظ به الحيطان من وشوشاتٍ وتنهّدات. وهي أوجاعنا وأفراحنا والأعياد ولحظات الخسارة والفقدان. وهي ما يشتهي المرء أنْ يكونه وهو طفلٌ. وما يشتهي أنْ يصيره وهو كهلٌ عجوز.
وهي بيوتنا لأنّها عشيقاتنا وعشّاقنا. وهي المراثي أيّام الرثاء، وهي الزغردات المخبّأة لأيّام الأعراس. وهي الستر والحضن والحصن والملجأ، وسائر الألقاب والألطاف.
وكلّما هجرناها عدنا إليها. وكلّما هُجِّرنا منها استبدّ بنا الشوق إليها. وكلّما انجرحتْ دملناها وداويناها. وكلّما انقلب الدهر عليها عاندنا الدهور كلّها وزاد تشبّثنا بها وكفاحنا لإضفاء الرونق عليها. وكلّما كلّما انقطعت بنا السبل إليها شققنا في الوعر في الوديان في الخيال دروبًا مفضيةً إليها. وكلّما ترهّلت وتشلّعت أعمدتها وتخلّعت شبابيكها أعدنا إعمارها. وكلّما ارتدت الحداد عثرنا على فساتين لتزخو بها. وكلّما بكت كفكفنا دموعها. وكلّما أهينت أعدنا إليها كرامتها ورفعنا الضيم عنها. وكلّما ارتجّت أرضها ثبّتنا لها أعمدة الأرض لتجثم عليها.
هذه البيوت، بيوتنا في الجنوب، كلّما ماتت أيقظناها.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
6 Listeners