لا يكاد يمر يوم أتابع فيه أخبار فلسطين الا ويذكر فيه اسم (باسل الأعرج). تراه يلمع بين سطور الناس وفيديوهاتهم على مواقع التواصل سواء بذكره مباشرة أو بإعادة أقواله التي أصبح الناس يتداولونها كخارطة طريق تربط الفكر بالعمل الثوري والنضالي ضد الاستعمار والظلم.

فكرة المثقف المشتبك

مع اختلاف تعريفات المثقف الا أنه تاريخياً لا بد ان يكون هناك علاقة بين الثقافة والاشتباك

باسل الأعرج المثقف الفلسطيني المناضل، كان نموذجًا استثنائيًا للمثقف المشتبك الذي ربط بين الفكر والنضال على أرض الواقع وهو صاحب هذه التسمية التي عاشها الى أن ارتقى .

ولد باسل في قرية الولجة قرب بيت لحم عام 1984، ودرس الصيدلة، لكنه سرعان ما انتقل إلى العمل الثقافي والسياسي والنضالي. عُرف عنه شغفه بتاريخ فلسطين، ودأبه على إحياء الذاكرة الوطنية عبر المحاضرات والجولات الميدانية التي كانت تهدف إلى تعزيز وعي الشباب الفلسطيني بتاريخ وطنهم وعدالة قضيتهم

الفكرة والتطبيق

استندت رؤية باسل إلى مفهوم “المثقف المشتبك”، بأن على المثقف ألا يكتفي بالتنظير أو التحليل الأكاديمي، بل أن يربط فكره بالميدان، منخرطًا في النضال الحقيقي ضد الاستعمار والقهر. كان باسل يرى أن دور المثقف يتجاوز الكتابة والتوعية، ليشمل المواجهة والعمل الميداني. وفي هذا الإطار، قال عبارته الشهيرة: “المثقف الذي لا ينحاز لقضايا شعبه، لا يستحق لقب مثقف.”

بالنسبة لباسل، المثقف المشتبك هو الذي يسهم في تشكيل وعي جماعي، ويضع نفسه في الصفوف الأمامية للنضال، مؤمنًا بأن الفكر، والعمل المقاوم، وجهان لعملة واحدة

نضاله واستبساله

تعرض باسل للاعتقال والتعذيب حتى كسرت أضلاعه، خاض ورفاقه اضرابا عن الطعام ليتم إطلاق سراحه مع رفاقه في 2016، باسل كان ضمن مجموعة من الشبان الفلسطينيين الذين خاضوا تجربة المقاومة حيث طاردته قوات الاحتلال الاسرائيلي لسنوات، وفي السادس من مارس 2017، ارتقى باسل بعد معركة دامت ساعات في مدينة البيرة.

مشوار باسل الأعرج جعل منه رمزًا حيًا للمثقف الذي آمن بأن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بالنضال والتضحية، مؤكّدًا أن الثقافة والنضال لا ينفصلان في مواجهة الظلم والاستعمار.

“إذا كنت تقرأ للتسلية فقط، فإنك تترك ساحة المعركة فارغة.”