
Sign up to save your podcasts
Or
طرح عليّ أحدهم منذ أيام، خلال لقاء جميل أجري معي حول مسألة "مطبخ الكتابة" في "مكتبة السبيل" العامة في بيروت، وذلك في حضور قرّاء وأصدقاء ومحبّين، السؤال الآتي: "هل تعتقدين أن قضية المرأة، التي ترفعين لواءها في كتاباتك وحياتك، ستظل ذات قيمة وأهمية، وسيظل لها "جمهورها"، في عصر تكنولوجي يأخذنا بسرعة خطيرة الى اهتمامات ومشاغل من نوع آخر؟".
أجبته كما يلي:
"قضية المرأة هي قضية الإنسان. وقضية الإنسان ستظل جوهرية وأساسية ومهمة، مهما أخذنا الزمن في اتجاهات مختلفة أو معاكسة. وبمعزل عن أهميتها للآخرين، أي بمعزل عن وجود "جمهور" لها أو عدمه، فإن قضية الإنسان، وكرامة الإنسان، وحقوق الإنسان، وحرية الإنسان، سوف تظل قضيتي ومعركتي، ككاتبة عموماً، ولكن كإنسانة أيضاً وأولا وخصوصاً. فأنا لا أرفعها قضيةً لأنّ لديها جمهوراً ومريدات ومريدين، بل لأنها تمسّني وتعنيني أنا شخصياً. وإنني أقول ذلك بكل "أنانية" وشفافية. إذ يهمني جداً، وبشراسة مطلقة، حقي أنا في أن أكون من أريد أن أكون؛ وأن أقول ما أريد أن أقول؛ وأن آخذ ما أريد أن آخذ؛ وأن أكتب ما أريد أن أكتب؛ وأن أعيش مثلما أريد أن أعيش، وأن أفعل ذلك كلّه بينما كرامتي وحقوقي كإنسانة مصانة ومحفوظة.
وكلّما - إذ كنتُ من أريد أن أكون، قلتُ ما أريد أن اقول، وكتبتُ ما أريد أن أكتب، ودافعتُ عمّا أريد- وعمّا واجبي- أن أدافع، اكتشفتُ أني، "عرضياً"، استفززتُ آخرين وأخريات على أن يكونوا بدورهم مَن يريدون أن يكونوا، وأن يدافعوا عن كراماتهم وحقوقهم، شعرتُ أني من أسعد البشر على الأرض، واستمددتُ من الأمر مزيداً من القوة والعزم والشغف والعناد. ولكن، أكرّر وأشدّد أنّ ذلك يحدث عرضياً، وليس لأنه هدفي وغايتي و"قضيتي".
في اختصار، ومن الآخر، قضيتي هي أن أحيا. أن أحياني كما أنا، بلا روتوش، ولا برطلة، ولا مساومة، ولا صفقات.
أن أحياني عاريةً، عريَ قصيدةٍ خرجت لتوها من الرحم".
طرح عليّ أحدهم منذ أيام، خلال لقاء جميل أجري معي حول مسألة "مطبخ الكتابة" في "مكتبة السبيل" العامة في بيروت، وذلك في حضور قرّاء وأصدقاء ومحبّين، السؤال الآتي: "هل تعتقدين أن قضية المرأة، التي ترفعين لواءها في كتاباتك وحياتك، ستظل ذات قيمة وأهمية، وسيظل لها "جمهورها"، في عصر تكنولوجي يأخذنا بسرعة خطيرة الى اهتمامات ومشاغل من نوع آخر؟".
أجبته كما يلي:
"قضية المرأة هي قضية الإنسان. وقضية الإنسان ستظل جوهرية وأساسية ومهمة، مهما أخذنا الزمن في اتجاهات مختلفة أو معاكسة. وبمعزل عن أهميتها للآخرين، أي بمعزل عن وجود "جمهور" لها أو عدمه، فإن قضية الإنسان، وكرامة الإنسان، وحقوق الإنسان، وحرية الإنسان، سوف تظل قضيتي ومعركتي، ككاتبة عموماً، ولكن كإنسانة أيضاً وأولا وخصوصاً. فأنا لا أرفعها قضيةً لأنّ لديها جمهوراً ومريدات ومريدين، بل لأنها تمسّني وتعنيني أنا شخصياً. وإنني أقول ذلك بكل "أنانية" وشفافية. إذ يهمني جداً، وبشراسة مطلقة، حقي أنا في أن أكون من أريد أن أكون؛ وأن أقول ما أريد أن أقول؛ وأن آخذ ما أريد أن آخذ؛ وأن أكتب ما أريد أن أكتب؛ وأن أعيش مثلما أريد أن أعيش، وأن أفعل ذلك كلّه بينما كرامتي وحقوقي كإنسانة مصانة ومحفوظة.
وكلّما - إذ كنتُ من أريد أن أكون، قلتُ ما أريد أن اقول، وكتبتُ ما أريد أن أكتب، ودافعتُ عمّا أريد- وعمّا واجبي- أن أدافع، اكتشفتُ أني، "عرضياً"، استفززتُ آخرين وأخريات على أن يكونوا بدورهم مَن يريدون أن يكونوا، وأن يدافعوا عن كراماتهم وحقوقهم، شعرتُ أني من أسعد البشر على الأرض، واستمددتُ من الأمر مزيداً من القوة والعزم والشغف والعناد. ولكن، أكرّر وأشدّد أنّ ذلك يحدث عرضياً، وليس لأنه هدفي وغايتي و"قضيتي".
في اختصار، ومن الآخر، قضيتي هي أن أحيا. أن أحياني كما أنا، بلا روتوش، ولا برطلة، ولا مساومة، ولا صفقات.
أن أحياني عاريةً، عريَ قصيدةٍ خرجت لتوها من الرحم".
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
7 Listeners