
Sign up to save your podcasts
Or
كل صباح وكل مساء منذ آلاف السنين وعلى امتداد الكرة الأرضية..
يغير الناس أماكنهم.. أقصد مكان سكناهم، طوعاً وقسراً.. هجرة أو في نفس الشارع.. يكبرون أو يصغرون المساحة.. هو أمر يحصل حتى فوق الأرض وتحتها يومياً!
في طفولتي ارتبط البيت بالاستقرار، وعيت على أم تشجع الوالد على امتلاك منزل، مع أن ربيعة كانت سعيدة مع جاراتها وكانت في حارة صغيرة تتجذر فيها العلاقات لتصبح كأنك بين أهلك، الا أن شيئا ما لم أفهمه كان يلح عليها أن بيتنا هو الذي نملكه ولا نقلق أن يتوفر ايجاره آخر الشهر.
صدقاً لا أذكر كم كان عمري عندما كانت تذكر جملة (لما ننتقل على بيتنا) الا أنها كانت جملة تعني أن حدثاً جميلاً مؤجل سيحدث وقتها
انتقلنا لبيتنا الجديد وكنت في السادسة عشرة.. لم يمر يوم واحد منذ ذلك الوقت دون أن ترافقني ذكرى بيتنا الأول وكل تفاصيل حياتي فيه، تجميع الياسمين في أطواق لأمي وريّ الحديقة مع أبي كل مساء.. جدرانه التي كانت سبورتي كمعلمة في عملي الأول أثناء لعبة بيت بيوت. حديقة مهمة بشجرتي الليمون الكريمات ورائحة الزهر التي عرفت من خلالها عطر أمي المفضل. داليتين خضراء وحمراء ممتدة على مساحة الحديقة والكثير من القفز والضحك والبكاء والصراخ مع أصدقاء الطفولة سُهى وسمر وحسان وحسام.
في البيت المستقر عشت عمراً آخر وتفاصيل مختلفة، أذكر أن أول ما ذكرته والدتي لنا عنه أن ياسمينة عراقية كبيرة تغطي مدخله وأن الشمس تدخله كل الوقت.. وهكذا أضفت في اللاوعي
الاستقرار هو منزل فيه عائلتي.. لا أدفع إيجاره.. مشمس، على مدخله ياسمينة ترحب بداخله وله حديقة بكل تأكيد ولو كانت صغيرة.
في حياتي الجديدة في البلاد البعيدة اكتشفت بنفسي أبعاداً لم أختبرها ولم أعرف تفاصيلها وجذورها.
تلك العلاقة الحميمية بين قلبك الذي يسكنك ومنزلك الذي تسكنه.
ميراث قلق ورثته أمٌ هُجّر أهلها بفعل الاحتلال من وطنهم في صفد.
جذور حُبِ والدي لحديقته وشجرها وتفاصيلها.
أكثر صورة تعصر قلبي منازل غزة المهدمة
أكثر جملة تهز كياني.. وين نروح؟
كل صباح وكل مساء منذ آلاف السنين وعلى امتداد الكرة الأرضية..
يغير الناس أماكنهم.. أقصد مكان سكناهم، طوعاً وقسراً.. هجرة أو في نفس الشارع.. يكبرون أو يصغرون المساحة.. هو أمر يحصل حتى فوق الأرض وتحتها يومياً!
في طفولتي ارتبط البيت بالاستقرار، وعيت على أم تشجع الوالد على امتلاك منزل، مع أن ربيعة كانت سعيدة مع جاراتها وكانت في حارة صغيرة تتجذر فيها العلاقات لتصبح كأنك بين أهلك، الا أن شيئا ما لم أفهمه كان يلح عليها أن بيتنا هو الذي نملكه ولا نقلق أن يتوفر ايجاره آخر الشهر.
صدقاً لا أذكر كم كان عمري عندما كانت تذكر جملة (لما ننتقل على بيتنا) الا أنها كانت جملة تعني أن حدثاً جميلاً مؤجل سيحدث وقتها
انتقلنا لبيتنا الجديد وكنت في السادسة عشرة.. لم يمر يوم واحد منذ ذلك الوقت دون أن ترافقني ذكرى بيتنا الأول وكل تفاصيل حياتي فيه، تجميع الياسمين في أطواق لأمي وريّ الحديقة مع أبي كل مساء.. جدرانه التي كانت سبورتي كمعلمة في عملي الأول أثناء لعبة بيت بيوت. حديقة مهمة بشجرتي الليمون الكريمات ورائحة الزهر التي عرفت من خلالها عطر أمي المفضل. داليتين خضراء وحمراء ممتدة على مساحة الحديقة والكثير من القفز والضحك والبكاء والصراخ مع أصدقاء الطفولة سُهى وسمر وحسان وحسام.
في البيت المستقر عشت عمراً آخر وتفاصيل مختلفة، أذكر أن أول ما ذكرته والدتي لنا عنه أن ياسمينة عراقية كبيرة تغطي مدخله وأن الشمس تدخله كل الوقت.. وهكذا أضفت في اللاوعي
الاستقرار هو منزل فيه عائلتي.. لا أدفع إيجاره.. مشمس، على مدخله ياسمينة ترحب بداخله وله حديقة بكل تأكيد ولو كانت صغيرة.
في حياتي الجديدة في البلاد البعيدة اكتشفت بنفسي أبعاداً لم أختبرها ولم أعرف تفاصيلها وجذورها.
تلك العلاقة الحميمية بين قلبك الذي يسكنك ومنزلك الذي تسكنه.
ميراث قلق ورثته أمٌ هُجّر أهلها بفعل الاحتلال من وطنهم في صفد.
جذور حُبِ والدي لحديقته وشجرها وتفاصيلها.
أكثر صورة تعصر قلبي منازل غزة المهدمة
أكثر جملة تهز كياني.. وين نروح؟
3 Listeners
128 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners