لأشهر طويلة جابت المسيرات شوارع لندن تقريبا كل نهاية أسبوع للضغط على الحكومة من أجل وقف لإطلاق النار في غزة و فتح الطريق أمام المساعدات الانسانية لفلسطينيي غزة .
و في نفس الوقت أسمع المدافعون عن سياسة الحكومة الإسرائيلية أصواتهم بينما سادت النقاشات المحتدة أحيانا وسائل الاعلام .
و تعرف الجمهور بشغف على معطيات جديدة لم يكن يعرفها عن الوضع الميداني بغزة.
كانت صدمة للرأي العام البريطاني أن يكتشف فضاعة ما جرى في السابع من أكتوبر
وكان صعبا على وسائل الإعلام الكلاسيكية أن تتحلى بالاستقامة السياسية في تغطيتها المكثفة فمأساوية الصور المنقولة يومها أشعلت وسائل التواصل الإجتماعي في معركة تحديد المعتدي والضحية
عادل درويش كاتب و محلل سياسي
بعد ذلك تفاقمت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة و كلما ازداد عدد القتلى في الجانب الفلسطيني كلما تمكن أنصار القضية الفلسطينية من إشهار حججهم لكن استقر في تغطيات وسائل الاعلام نوع من التوازن فالطرفان الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس صارا في منظور جانب عريض من الرأي العام بنفس المواصفات أي المعتدي والضحية في نفس الوقت
عادل حنيف محلل سياسي
"تلك المسيرات نظمها أناس يدعمون المسار الفلسطيني و يعارضون ما يسمونه أعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية... بديهي أن إسرائيل ستقول أنها كانت في حالة دفاع عن النفس ولكن النقطة المهمة هي أن تلك المظاهرات و ذاك الرأي العام يمثل أقلية كبيرة ولا شك في ذلك فتأثيرها على نتائج الانتخابات الأخيرة كان واضحا .... لكنها ليست الأغلبية"
و جاءت المسيرات الضخمة الأسبوعية و المظاهرات المضادة لتضع الحكومة في رهان صعب للحفاظ على حرية الرأي و التظاهر و واجب فرض الأمن
وفيق مصطفى كاتب
"هذا بلد يقوم على النظام البرلماني و الحكومة فيه منتخبة بناءا على برنامج تقدمه وليس بناء على مظاهرات في الشوارع ..... هذه هي طبيعة الديمقراطية فهناك أناس لهم آراء قوية لكن هناك الكثير من البروباغندا في خلفية ما جرى و الكثير من صناعة الفوتوشوب "
ثم إن الانخراط المستمر للرأي العام في المسيرات المؤيدة للفلسطينيين جعلها جزءا لا يتجزأ من الحملة الانتخابية التي حملت العماليين إلى السلطة
أحمد الشيباني إعلامي
و انخرطت الحكومة في خطاب توفيقي السعي إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة و إلافراج عن الرهائن الإسرائيليين
كمال علواني لندن مونت كارلو الدولية