ظاهرة قيادة النساء للمركبات باتت مألوفةً في الشارع الموصلي، حيث شهدت مكاتب تعليم قيادة المركبات في الآونة الأخيرة إقبالاً واسعاً من قبل المرأة الموصلية بمختلف الأعمار.
حكم الطائي، أحد مدربين السياقة المُجازين من قبل مديرية المرور في محافظة نينوى:
كمكاتب تعليم سياقة في الموصل بالآونة الأخيرة، تمت الاستعانة بالكوادر النسوية "المدرِّبات " اللاتي يقمن بتعليم السياقة في داخل الموصل نظراً إلى طلب النساء وإقبالهن على تعلمها. نحو 700 فتاة تقريباً خلال الشهر تأتين إلينا للدخول في دورة تعليم السياقة وتتراوح أعمارهن تقريباً ما بين 15 و65 سنة.
استطاعت حواء كسر حاجز الذكورية ومزاحمة آدم قيادة المركبات في شوارع الموصل. هبة محمد وعلا غانم من بينِ الفتياتِ اللاتي تمكّنَ من اجتياز الدورة التدريبية والحصول على رخصة القيادة.
هبة محمد:
لدي عدة دوافع تحفزني أن أتعلم السياقة ولعل الدافع الأبرز الاعتماد على الذات وأن أقوم بقضاء احتياجاتي بمفردي وأذهب إلى الدوام أيضاً بمفردي، إضافةً إلى أن المرأة في المجتمع الشرقي بشكل عام، وهنا خصوصاً في المجتمع الموصلي، تتعرض للمضايقات من قبل سائقي التاكسي والحافلات وبالأخص في النقل العمومي
علا غانم:
السياقة أصبحت أمراً ضرورياً يجب على الفرد أن يتعلمها وبالأخص بالنسبة للمرأة التي من الضروري أن تعتمد على نفسها ولا تتكل على الرجل في تنقلاتها
وبالرغم من التحديات التي تخشى "سجى أحمد"، إحدى المتدربات على القيادة مواجهتها في الشارع، إلا أن المدربة أم عمار تؤكد شجاعتهن وإتقانهن للجانب العملي والنظري بوقتٍ قياسي.
أم عمار:
أحياناً تعتمد على شجاعة المتدربة أو المتدرب ويتمكنون خلال 10 أيام تقريباً من إتقان السياقة واجتياز الاختبار النظري والعملي
سجى أحمد:
أنا كامرأة أتعلم السياقة حديثاً، أرى بأن هنالك صعوبة تواجهها المرأة خلال قيادتها للسيارة من ناحية الازدحام، حيث إن الرجال لا يمنحون المجال لنا في الشارع ويتسببون في العديد من المضايقات
مفوض المرور عمر محمد أشاد بالتزام النساء بالإشارات المرورية خلال قيادتهن للمركبات في شوارع المدينة:
من خلال تنظيمي لحركة السير في الشارع أرى بأن قيادة النساء للسيارات متزنة أكثر من الرجال من خلال التزامهن بالإرشادات المرورية وعدم ارتكابهن للمخالفات وتقيدهن بالسرعة المسموح بها وإجراءات السلامة.
إصرار النساء الموصليّات على إتقان قيادة المركبات والاعتماد على الذات لم يكن وليد اليوم في العراق، ففي ثلاثينات القرن الماضي حصلت السيدة أمينة علي صائب الرحال في العاصمة بغداد على أول رخصة قيادة مُنحت لامرأة.