
Sign up to save your podcasts
Or
قبيل المساء بقليل، خرجت إلى إحدى الحدائق الجديدة في قلب الدار البيضاء، أستمتع بالجو اللطيف لنهايات الربيع. مررت أمام عائلات تتجول، ونساء مسترخيات على المقاعد الخشبية، وأطفال يلعبون بمرح. في بعض الممرّات، عشاق يتبادلون أطراف الحديث، بعيدا عن وصاية مجتمع يخاف الحب.
أتذكر رسالة وصلتني مساء البارحة من صديقتي خلال رحلتها إلى باريس. تقول الرسالة: "أستمتع بكأس نبيذ على طاولة خارجية في شارع نابض بالحياة، حيث لا أحد يلتفت لي، ولا يفرض علي ماذا أشرب وأين". نهاية الرسالة.
أفكر: هناك، الحرية تُعاش كجزء طبيعي من اليوم. وهنا، عليك دائما أن تتخفى لكي تمارس أبسط حرياتك في أن تشرب كأس نبيذ أو أن تلتقي بحبيبك. أو ربما تحتاج لأن تكون غنيا لتستمتع بفضاءات آمنة تمارس فيها حريتك.
أفكر في مفاهيم من قبيل “حرية” و“رقابة مجتمعية”. في باريس، تبدو الأولى امتداداً لطبيعة الحياة، أما هنا فتلاحقنا النظرات الفضولية والرقابة المجتمعية. يقرر البعض أن ينصب نفسه قاضٍ يحاكم من يختار كأس نبيذ وسط المدينة، أو يحضن حبيبا أو حبيبة دون إذن من سلطة التقاليد والمتعارف عليه. يمكن لرجل أن يضرب زوجته في الشارع العام. لن يعترض أحد. سيقولون: "زوجته وليس علينا أن نتدخل". لكن، أن يحضن حبيبان بعضهما أو يمسكا بيدي بعضهما، فهذا ما يهدد تقاليدنا وأخلاقنا.
أتساءل: كيف يصبح حقٌ إنساني بسيط... جريمة في نظر الغير؟ وإلى متى تحوّل الرقابة الاجتماعية تفاصيل حياتنا إلى قيدٍ يخنق أنفاسنا؟ ألهذا الحد نخاف من الاختلاف؟
في ماذا يزعج شخصا، حتى لو كان محافظا، أن يمارس غيره حياتهم بحرية؟ ألا يمكن أن يقرر الشخص أنه لا يريد أن يشرب النبيذ أو لا يريد أن تكون له علاقات خارج الزواج، دون أن يفرض هذا الاختيار على غيره؟ ألا يمكن أن نؤمن بحق الآخر في اختيارات مختلفة؟
أتمنى أن نتعلم قريبا أن الحرية ليست امتيازاً، بل حقا أساسيا لكل إنسان. الحق في أن يحب بسلام، أن يختار ما يشاء، وأن يشرب كأس نبيذ إن هو شاء، دون أن يهاب نظرة لوم.
عندها، سنبني مجتمعات تغتني بالاختلاف، بدل منع الاختلاف.
قبيل المساء بقليل، خرجت إلى إحدى الحدائق الجديدة في قلب الدار البيضاء، أستمتع بالجو اللطيف لنهايات الربيع. مررت أمام عائلات تتجول، ونساء مسترخيات على المقاعد الخشبية، وأطفال يلعبون بمرح. في بعض الممرّات، عشاق يتبادلون أطراف الحديث، بعيدا عن وصاية مجتمع يخاف الحب.
أتذكر رسالة وصلتني مساء البارحة من صديقتي خلال رحلتها إلى باريس. تقول الرسالة: "أستمتع بكأس نبيذ على طاولة خارجية في شارع نابض بالحياة، حيث لا أحد يلتفت لي، ولا يفرض علي ماذا أشرب وأين". نهاية الرسالة.
أفكر: هناك، الحرية تُعاش كجزء طبيعي من اليوم. وهنا، عليك دائما أن تتخفى لكي تمارس أبسط حرياتك في أن تشرب كأس نبيذ أو أن تلتقي بحبيبك. أو ربما تحتاج لأن تكون غنيا لتستمتع بفضاءات آمنة تمارس فيها حريتك.
أفكر في مفاهيم من قبيل “حرية” و“رقابة مجتمعية”. في باريس، تبدو الأولى امتداداً لطبيعة الحياة، أما هنا فتلاحقنا النظرات الفضولية والرقابة المجتمعية. يقرر البعض أن ينصب نفسه قاضٍ يحاكم من يختار كأس نبيذ وسط المدينة، أو يحضن حبيبا أو حبيبة دون إذن من سلطة التقاليد والمتعارف عليه. يمكن لرجل أن يضرب زوجته في الشارع العام. لن يعترض أحد. سيقولون: "زوجته وليس علينا أن نتدخل". لكن، أن يحضن حبيبان بعضهما أو يمسكا بيدي بعضهما، فهذا ما يهدد تقاليدنا وأخلاقنا.
أتساءل: كيف يصبح حقٌ إنساني بسيط... جريمة في نظر الغير؟ وإلى متى تحوّل الرقابة الاجتماعية تفاصيل حياتنا إلى قيدٍ يخنق أنفاسنا؟ ألهذا الحد نخاف من الاختلاف؟
في ماذا يزعج شخصا، حتى لو كان محافظا، أن يمارس غيره حياتهم بحرية؟ ألا يمكن أن يقرر الشخص أنه لا يريد أن يشرب النبيذ أو لا يريد أن تكون له علاقات خارج الزواج، دون أن يفرض هذا الاختيار على غيره؟ ألا يمكن أن نؤمن بحق الآخر في اختيارات مختلفة؟
أتمنى أن نتعلم قريبا أن الحرية ليست امتيازاً، بل حقا أساسيا لكل إنسان. الحق في أن يحب بسلام، أن يختار ما يشاء، وأن يشرب كأس نبيذ إن هو شاء، دون أن يهاب نظرة لوم.
عندها، سنبني مجتمعات تغتني بالاختلاف، بدل منع الاختلاف.
3 Listeners
126 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
8 Listeners