
Sign up to save your podcasts
Or
كنت في ندوة علمية، وقابلت كاتبا مغربيا أعرفه بشكل شخصي. في فترة الاستراحة، قال لي: "مبروك".
لم أفهم بداية، إذ لا جديد في حياتي يستحق التهنئة. أضاف: "سمعت أنك تزوجت".
بسرعة، فهمت أن الحنفي في اسمي العائلي، جعلت البعض يتصورون أني تزوجت وأضفت اسم زوجي المفترض لهويتي.
حين اخترت، منذ حوالي سنتين، أن أضيف الاسم العائلي لأمي في هويتي، كتبت حينها أكثر من مقال؛ وتحدثت أيضا عن هذه المبادرة الرمزية هنا في مدونتي على إذاعة مونتي كارلو الدولية.
لقائي مع هذا الشخص يجعلني أفكر في نقطتين تستحقان أن نتوقف عندهما.
أولا، نحن لا نفكر بتاتا في إمكانية حضور أمهاتنا في هوياتنا. حتى بالنسبة لمثقفين ومدافعين عن حقوق النساء، لطالما قابلت الاستغراب وإن بشكل إيجابي يميل أكثر لتثمين المبادرة؛ لكنه يترجم دائما المفاجأة.
تغييب الأمهات من هويات أبنائهن هو أمر طبّعنا معه تماما، حتى أصبح لا يخطر على البال، حتى لدى من يفترض فيهم طرح الأسئلة؛ ولدى من يفترض فيهم مساءلة وضع النساء في كل تفاصيل القوانين والحياة.
بالنسبة لي، وكما كتبت حين أعلنت عن إضافة اسم أمي، "من غير العدل أن تحبِل الأمهات لتسعة أشهر وأن تتحملن آلام المخاض والولادة والتأثيرات النفسية والجسدية لما بعد الولادة، ثم الرضاعة والتربية والحفّاظات والسهر، حتى لو كان ذلك بشراكة مع الأب أو بمساعدة الغير… ثم تنتفين في هوياتنا ومساراتنا وأسمائنا".
النقطة الثانية التي تستحق أن نتوقف عندها، أننا نعتبر من العادي جدا، حين تتزوج امرأة، أن تضيف اسم زوجها إلى اسمها، أو حتى أن تلغي اسمها لتعوضه باسم زوجها. نستغرب من إضافة اسم الأم ونتقبل بشكل سلس إضافة اسم الزوج. ألا يستدعي هذا التساؤل؟ أتفهم الأمر في بعض الدول الغربية حيث هذه الإضافة إجبارية. لكن لماذا نفعل ذلك في بلداننا؟ أليست لأمهاتنا الأولوية في هوياتنا، على الأقل لأنهن جزء من حمضنا النووي؟
أتذكر أنني، في لقاء مهني، قابلت سيدة قالت إنني كنت أعرفها باسم زوجها السابق وأنها، بعد الطلاق، غيرت اسمها.
على الأقل، بإضافتنا لأسماء أمهاتنا، فنحن نعرف أنها لن تتغير حتى بوفاتنا أو وفاتها...
هي مجرد خطوة رمزية، لكنها مهمة لكي نسائل مكانة الأمهات والنساء عموما في مجتمعاتنا.
كنت في ندوة علمية، وقابلت كاتبا مغربيا أعرفه بشكل شخصي. في فترة الاستراحة، قال لي: "مبروك".
لم أفهم بداية، إذ لا جديد في حياتي يستحق التهنئة. أضاف: "سمعت أنك تزوجت".
بسرعة، فهمت أن الحنفي في اسمي العائلي، جعلت البعض يتصورون أني تزوجت وأضفت اسم زوجي المفترض لهويتي.
حين اخترت، منذ حوالي سنتين، أن أضيف الاسم العائلي لأمي في هويتي، كتبت حينها أكثر من مقال؛ وتحدثت أيضا عن هذه المبادرة الرمزية هنا في مدونتي على إذاعة مونتي كارلو الدولية.
لقائي مع هذا الشخص يجعلني أفكر في نقطتين تستحقان أن نتوقف عندهما.
أولا، نحن لا نفكر بتاتا في إمكانية حضور أمهاتنا في هوياتنا. حتى بالنسبة لمثقفين ومدافعين عن حقوق النساء، لطالما قابلت الاستغراب وإن بشكل إيجابي يميل أكثر لتثمين المبادرة؛ لكنه يترجم دائما المفاجأة.
تغييب الأمهات من هويات أبنائهن هو أمر طبّعنا معه تماما، حتى أصبح لا يخطر على البال، حتى لدى من يفترض فيهم طرح الأسئلة؛ ولدى من يفترض فيهم مساءلة وضع النساء في كل تفاصيل القوانين والحياة.
بالنسبة لي، وكما كتبت حين أعلنت عن إضافة اسم أمي، "من غير العدل أن تحبِل الأمهات لتسعة أشهر وأن تتحملن آلام المخاض والولادة والتأثيرات النفسية والجسدية لما بعد الولادة، ثم الرضاعة والتربية والحفّاظات والسهر، حتى لو كان ذلك بشراكة مع الأب أو بمساعدة الغير… ثم تنتفين في هوياتنا ومساراتنا وأسمائنا".
النقطة الثانية التي تستحق أن نتوقف عندها، أننا نعتبر من العادي جدا، حين تتزوج امرأة، أن تضيف اسم زوجها إلى اسمها، أو حتى أن تلغي اسمها لتعوضه باسم زوجها. نستغرب من إضافة اسم الأم ونتقبل بشكل سلس إضافة اسم الزوج. ألا يستدعي هذا التساؤل؟ أتفهم الأمر في بعض الدول الغربية حيث هذه الإضافة إجبارية. لكن لماذا نفعل ذلك في بلداننا؟ أليست لأمهاتنا الأولوية في هوياتنا، على الأقل لأنهن جزء من حمضنا النووي؟
أتذكر أنني، في لقاء مهني، قابلت سيدة قالت إنني كنت أعرفها باسم زوجها السابق وأنها، بعد الطلاق، غيرت اسمها.
على الأقل، بإضافتنا لأسماء أمهاتنا، فنحن نعرف أنها لن تتغير حتى بوفاتنا أو وفاتها...
هي مجرد خطوة رمزية، لكنها مهمة لكي نسائل مكانة الأمهات والنساء عموما في مجتمعاتنا.
3 Listeners
123 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
5 Listeners