
Sign up to save your podcasts
Or
أفاق من نومه الساعة الخامسة صباحاً في اليوم السادس والعشرين من كانون الثاني للعام الخامس والعشرين بعد الالفين على شلال مياه المطر الرفيع وقد ثنى طرف سقف الخيمة ونزل على رأسه المتلحف بغطاء عليه وجه نمر مفترس..
نظر حوله فوجد زوجته نضال وصغاره أمل ويحيى ويعيش وبقاء متكورين تحت تلة مما تيسر من الأغطية.. فتح هاتفه في محاولة لالتقاط إشارة انترنت ليتابع مجرى الأخبار ومسرى المفاوضات وموعد العودة..
رسالة وتساب " وينك يا ابن العم احنا صرنا عالطريق؟"
انتفض سعيد، وضع اللجن تحت المزراب ونادى نضال: يا ام يحيى يللا يللا الناس صاروا عالطريق.
رفعت نضال رأسها: وين؟
عالجنّة
بدأ الهرج والمرج حول جدران الخيمة الرقيقة فصحى الصغار وبدأوا بمساعدة أمهم وأبيهم بتجميع متاعهم المتهالك على عربة حمار محترم لم يكل ولم يمل وهو ينقل الناس والامتعة لأكثر من سنة ونصف.
زغاريد، مسبات، صراخ، أدعية وأغاني تعلو مع علو شمس النهار في السماء
صوت رجل برتقالي عبر الراديو: يا دول الجوار الرحيمة شو رأيكم تاخدوا كم مية ألف، حرام يرجعوا عبلادهم اللي هدمها رجال الفضاء.
ضحك سعيد وتذكر نعيق حفيد أبوالنحس المتشائل قبل ستة أشهر" نتساريم مش حاجز، نتساريم فاصل زمني بين ماضي لن يعود وحاضر أسود ومستقبل ملوش معالم"
نشرات الأخبار تنقل المشاهد.. 300 ألف انسان يعبرون عبر شارع الخليفة نحو جنتهم المهدمة يغنون: يا وطن يا حبيّب.. يابو تراب الطيّب.. حتى نارك جنّة.
أمام الكاميرا وقف طفل يحمل جرة غاز
وأنشد (سميح القاسم) يرثي عائلته
وأنتُمْ أبَدْ "
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ
سوفَ تَعودون ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار، والجار، والقدس، والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون
مَا مِن كَفَنْ يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ.
أفاق من نومه الساعة الخامسة صباحاً في اليوم السادس والعشرين من كانون الثاني للعام الخامس والعشرين بعد الالفين على شلال مياه المطر الرفيع وقد ثنى طرف سقف الخيمة ونزل على رأسه المتلحف بغطاء عليه وجه نمر مفترس..
نظر حوله فوجد زوجته نضال وصغاره أمل ويحيى ويعيش وبقاء متكورين تحت تلة مما تيسر من الأغطية.. فتح هاتفه في محاولة لالتقاط إشارة انترنت ليتابع مجرى الأخبار ومسرى المفاوضات وموعد العودة..
رسالة وتساب " وينك يا ابن العم احنا صرنا عالطريق؟"
انتفض سعيد، وضع اللجن تحت المزراب ونادى نضال: يا ام يحيى يللا يللا الناس صاروا عالطريق.
رفعت نضال رأسها: وين؟
عالجنّة
بدأ الهرج والمرج حول جدران الخيمة الرقيقة فصحى الصغار وبدأوا بمساعدة أمهم وأبيهم بتجميع متاعهم المتهالك على عربة حمار محترم لم يكل ولم يمل وهو ينقل الناس والامتعة لأكثر من سنة ونصف.
زغاريد، مسبات، صراخ، أدعية وأغاني تعلو مع علو شمس النهار في السماء
صوت رجل برتقالي عبر الراديو: يا دول الجوار الرحيمة شو رأيكم تاخدوا كم مية ألف، حرام يرجعوا عبلادهم اللي هدمها رجال الفضاء.
ضحك سعيد وتذكر نعيق حفيد أبوالنحس المتشائل قبل ستة أشهر" نتساريم مش حاجز، نتساريم فاصل زمني بين ماضي لن يعود وحاضر أسود ومستقبل ملوش معالم"
نشرات الأخبار تنقل المشاهد.. 300 ألف انسان يعبرون عبر شارع الخليفة نحو جنتهم المهدمة يغنون: يا وطن يا حبيّب.. يابو تراب الطيّب.. حتى نارك جنّة.
أمام الكاميرا وقف طفل يحمل جرة غاز
وأنشد (سميح القاسم) يرثي عائلته
وأنتُمْ أبَدْ "
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ
سوفَ تَعودون ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار، والجار، والقدس، والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون
مَا مِن كَفَنْ يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ.
3 Listeners
128 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
121 Listeners
7 Listeners