
Sign up to save your podcasts
Or
في سنوات عمرنا الأولى في الحضانات والمدارس وأماكن اللعب، كان دايما فيها تباين بين تصرفاتنا وتصرفات الأطفال اللي حوالينا. كان فيه الطفل الهادي، الطفل الشقي، الطفل الذكي، الطفل الأقل ذكاءا، الطفل الطيب، والطفل الخبيث. وكان فيه طبعا الطفل البلطجي، اللي ما يهموش اللعبة دي أو الساندوتش ده بتاع مين، كله هينتهي عنده في الآخر، والبنت اللي بتبص للجميع بقرف، اللي بتنقي ناس محددة جدا تسمح لهم يلعبوا معاها، وترفض رفض قاطع إن حد من التانيين يقرب منهم، أو ينتموا للشلة الذهبية اللي ما حدش بيدخلها بالساهل.
بالفطرة كنا بنعرف نقرب من مين ونبعد عن مين. ومين ينفع نصاحبه ومين نبعد عن شره ونغنيله. وكان عالم الطفولة ده خاص بينا، قوانينه بنحطها، وقواعده بنفهمها، وبنتصرف في إطارها وماكانش فيه حد من الكبار بيتدخل أو بيتشابك مع العالم بتاعنا إلا كل فين وفين ولما بيبقى الحدث جلل: حد اتعور، حد محتاج غرزتين في حاجبه، حد رجله اتكسرت، حد ادى التاني بسن القلم الرصاص في عينه. وحتى وقتها كان الموضوع بيتلم، والمعتدي بياكل علقة سخنة، وغالبا المعتدى عليه كمان بعد ما يخف ويصلب طوله كان بينوله من الحب جانب، أنا مش مع الضرب بطبيعة الحال لكن هو ده كان الواقع بتاعنا.
كل ده طبعا كان في الأزمنة السحيقة، قبل اقتحام علم النفس عالم الصغار، وقبل ما يبقى من الطبيعي إن كل طفل في مرحلة ما من مراحل حياته تم وصفه بوصف ما خارج من كتب علم النفس، أو جره أهله لعيادات العلاج النفسي.
الاهتمام بنفسية الأطفال ومحاولة التوصل إلى مشاكلهم النفسية بدري بدري قبل ما تبقى عائق في حياتهم في المستقبل، طبعا اتجاه مش سيء، وممكن يحمي الطفل مستقبليا من مطبات كتير. لكن فيه نوع من الأفورة و الإغراق في الكلكعة بدأ يغزوا مجتمعات الاهتمام في الأطفال. وأصبح كل طفل بيحمل لافتة ما.
أي طفل شقي أصبح بسهولة بيحمل لافتة: ده أكيد عنده فرط حركة وتشتت انتباه.
و أي طفل اتأخر شهرين عن زمايله في الكلام بقى محتاج جلسات تخاطب.
و أي طفل دخل خناقة عادية مع طفل تاني واتغابوا على بعض أصبح فورا محتاج جلسات تحسين سلوك.
وإن كانت الجلسات في حد ذاتها ممكن ما تكونش مضرة، اللهم إلا إذا خلقت جوه أنفس العيال عقدة تانية بتقولهم (انت مريض، انت مختلف). لكن المشكلة الأكبر ان البعض أصبح بيقترح ببراءة شديدة إن الأطفال دول ينتظموا على أدوية نفسية، أنا سمعت مرة وأنا مذهولة الاقتراح ده بيتقدم لأم طفل عمره ما تعداش ٣ سنوات ومن معالجة نفسية مش خريجة حتى لإحدى كليات الطب.
الوضع أصبح مريب، والظاهرة دي بتتفاقم، وإذا كان الواحد مبسوط من جهة لاهتمام الآباء والأمهات بأطفالهم ونفسياتهم. لكنه كمان بيتحسس مسدسه قصاد مئات الأشخاص اللي بدأوا يتعاملوا مع الموضوع في إطار تجاري وأصبح العلاج النفسي للأطفال تريند، واحنا عارفين أد إيه مجتمعاتنا بقت عاشقة للتريند، وأد إيه فيه ناس كتير بتجري لحسن يفوتها التريند، وبقت بعض الأمهات بتتبسط لما تقعد تقول لأصحابها انها بتودي ابنها جلسات تخاطب أو تعديل سلوك، فقط عشان تبان وكأنها أم مثقفة وواعية ومهتمة حتى ولو كان ده على حساب الأطفال.
في سنوات عمرنا الأولى في الحضانات والمدارس وأماكن اللعب، كان دايما فيها تباين بين تصرفاتنا وتصرفات الأطفال اللي حوالينا. كان فيه الطفل الهادي، الطفل الشقي، الطفل الذكي، الطفل الأقل ذكاءا، الطفل الطيب، والطفل الخبيث. وكان فيه طبعا الطفل البلطجي، اللي ما يهموش اللعبة دي أو الساندوتش ده بتاع مين، كله هينتهي عنده في الآخر، والبنت اللي بتبص للجميع بقرف، اللي بتنقي ناس محددة جدا تسمح لهم يلعبوا معاها، وترفض رفض قاطع إن حد من التانيين يقرب منهم، أو ينتموا للشلة الذهبية اللي ما حدش بيدخلها بالساهل.
بالفطرة كنا بنعرف نقرب من مين ونبعد عن مين. ومين ينفع نصاحبه ومين نبعد عن شره ونغنيله. وكان عالم الطفولة ده خاص بينا، قوانينه بنحطها، وقواعده بنفهمها، وبنتصرف في إطارها وماكانش فيه حد من الكبار بيتدخل أو بيتشابك مع العالم بتاعنا إلا كل فين وفين ولما بيبقى الحدث جلل: حد اتعور، حد محتاج غرزتين في حاجبه، حد رجله اتكسرت، حد ادى التاني بسن القلم الرصاص في عينه. وحتى وقتها كان الموضوع بيتلم، والمعتدي بياكل علقة سخنة، وغالبا المعتدى عليه كمان بعد ما يخف ويصلب طوله كان بينوله من الحب جانب، أنا مش مع الضرب بطبيعة الحال لكن هو ده كان الواقع بتاعنا.
كل ده طبعا كان في الأزمنة السحيقة، قبل اقتحام علم النفس عالم الصغار، وقبل ما يبقى من الطبيعي إن كل طفل في مرحلة ما من مراحل حياته تم وصفه بوصف ما خارج من كتب علم النفس، أو جره أهله لعيادات العلاج النفسي.
الاهتمام بنفسية الأطفال ومحاولة التوصل إلى مشاكلهم النفسية بدري بدري قبل ما تبقى عائق في حياتهم في المستقبل، طبعا اتجاه مش سيء، وممكن يحمي الطفل مستقبليا من مطبات كتير. لكن فيه نوع من الأفورة و الإغراق في الكلكعة بدأ يغزوا مجتمعات الاهتمام في الأطفال. وأصبح كل طفل بيحمل لافتة ما.
أي طفل شقي أصبح بسهولة بيحمل لافتة: ده أكيد عنده فرط حركة وتشتت انتباه.
و أي طفل اتأخر شهرين عن زمايله في الكلام بقى محتاج جلسات تخاطب.
و أي طفل دخل خناقة عادية مع طفل تاني واتغابوا على بعض أصبح فورا محتاج جلسات تحسين سلوك.
وإن كانت الجلسات في حد ذاتها ممكن ما تكونش مضرة، اللهم إلا إذا خلقت جوه أنفس العيال عقدة تانية بتقولهم (انت مريض، انت مختلف). لكن المشكلة الأكبر ان البعض أصبح بيقترح ببراءة شديدة إن الأطفال دول ينتظموا على أدوية نفسية، أنا سمعت مرة وأنا مذهولة الاقتراح ده بيتقدم لأم طفل عمره ما تعداش ٣ سنوات ومن معالجة نفسية مش خريجة حتى لإحدى كليات الطب.
الوضع أصبح مريب، والظاهرة دي بتتفاقم، وإذا كان الواحد مبسوط من جهة لاهتمام الآباء والأمهات بأطفالهم ونفسياتهم. لكنه كمان بيتحسس مسدسه قصاد مئات الأشخاص اللي بدأوا يتعاملوا مع الموضوع في إطار تجاري وأصبح العلاج النفسي للأطفال تريند، واحنا عارفين أد إيه مجتمعاتنا بقت عاشقة للتريند، وأد إيه فيه ناس كتير بتجري لحسن يفوتها التريند، وبقت بعض الأمهات بتتبسط لما تقعد تقول لأصحابها انها بتودي ابنها جلسات تخاطب أو تعديل سلوك، فقط عشان تبان وكأنها أم مثقفة وواعية ومهتمة حتى ولو كان ده على حساب الأطفال.
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
2 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
120 Listeners
3 Listeners