
Sign up to save your podcasts
Or
الأسبوع الماضي استيقظت على خبر بشع. صديقة ليا يمكن ما كناش على اتصال بشكل مستمر لكنها كانت تحتل في قلبي مكانة كبيرة وكنت فعلا بحبها، توفت فجأة، وبدون ما تعلن أسباب الوفاة.
إلتقينا من عدة سنوات في ورشة كتابة كنت بقوم بتنظيمها، وعلى الرغم من مقابلتي للعديد والعديد من الأشخاص اللي تلقوا معايا النوع ده من الورش، لكن الورشة اللي كانت فيها إسراء كانت مميزة، تطورت من علاقة أستاذ بمتمرنين لعلاقة صداقة كاملة.
وإسراء كانت جميلة، وضحكتها كانت جميلة، كانت تدخل أي مكان ضحكتها تنوره، لكن قليلين اللي يعرفوا إن ورا ضحكتها دي أيام وليالي قلق وحزن وضيق وخوف، وكل ده فقط لأنها كانت عايزة تعيش.
كل اللي كانت عايزاه إسراء إنها تعيش بشكل اختارته لنفسها. تختار تشتغل فين وتعيش فين وتصاحب مين. رغبة بشرية من المفترض إنها عادية، لو حكيتها لأي بني آدم في أي مكان في العالم هيبصلك و يضحك و يقولك: أيوة ما هو ده الطبيعي، فين المشكلة؟ ، لكن لإن إسراء ما اتولدتش في إحدى الدول المحظوظة بوقوعها في نصف الكرة الشمالي، فكل ما يظن البني آدمين إنه طبيعي بالنسبة لها كان معضلة.
فبمجرد أن يولد المرء أنثى ويوقعه حظه في أن يعيش في هذا الركن العجيب من العالم اللي احنا عايشين فيه، فعليه أن يودع المنطق والطبيعي والمتعارف عليه في بقية أنحاء العالم، وتبدأ الواحدة فينا منذ نعومة أظافرها في خوض معركة تلو المعركة فقط عشان يتبص لها كبني آدم عاقل وأنها يمكنها اتخاذ قراراتها بنفسها أو اعتماد شكل يرضيها لحياتها.
فمن أكثر الاتهامات ترددا مثلا تجاه أي امرأة في مجتمعاتنا أيا كان سنها أو وضعها الاجتماعي أو تعليمها وثقافتها هو إنها ست ماشية بدماغها.. اللي هو أهلا وسهلا يا فندم، أمال المفروض تمشي بدماغ مين؟
إسراء كانت ماشية بدماغها، وده كان شيء مزعج جدا لأهلها، اختارت تنتقل من مهنة لمهنة، فحاربوها، اختارت ستايل محدد لشكلها، فاضطهدوها، اختارت بلد للعيشة مختلفة عن بلد أهلها فاتهموها بالخروج عن طوعهم وشافوا انها تستحق العقاب. وأشكال العقاب كانت مختلفة، منها توجيه الإهانات ومنها التضييق ومنها الحبس. تخيل بني آدم تخطى الثلاثين، أهله يقرروا يمنعوه من حرية التحرك. أكيد هتحس إنه شيء غير طبيعي، إلا إذا كان البني آدم ده بنت، طبعا ساعتها انت وغيرك هتلتمسوا لأهلها العذر وتسألوا الأول عن أسبابهم وكأن مجرد كونها أنثى يبرر جريمة تحديد حرية مجرمة في أي مكان آخر في العالم.
أسباب وفاة إسراء ما زالت قيد التحقيق، لكن أنا قلبي بيقوللي إن أيا كان السبب المباشر فالأسباب غير المباشرة واضحة وضوح الشمس، وواضح كمان إنها مش هتكون أول ولا آخر مرة، ولا هتكون أول ولا آخر بنت يتم اغتيالها ع الأقل معنويا بهذا الشكل، فقط لإنها كانت تظن إن من حقها إنها تعيش.
الأسبوع الماضي استيقظت على خبر بشع. صديقة ليا يمكن ما كناش على اتصال بشكل مستمر لكنها كانت تحتل في قلبي مكانة كبيرة وكنت فعلا بحبها، توفت فجأة، وبدون ما تعلن أسباب الوفاة.
إلتقينا من عدة سنوات في ورشة كتابة كنت بقوم بتنظيمها، وعلى الرغم من مقابلتي للعديد والعديد من الأشخاص اللي تلقوا معايا النوع ده من الورش، لكن الورشة اللي كانت فيها إسراء كانت مميزة، تطورت من علاقة أستاذ بمتمرنين لعلاقة صداقة كاملة.
وإسراء كانت جميلة، وضحكتها كانت جميلة، كانت تدخل أي مكان ضحكتها تنوره، لكن قليلين اللي يعرفوا إن ورا ضحكتها دي أيام وليالي قلق وحزن وضيق وخوف، وكل ده فقط لأنها كانت عايزة تعيش.
كل اللي كانت عايزاه إسراء إنها تعيش بشكل اختارته لنفسها. تختار تشتغل فين وتعيش فين وتصاحب مين. رغبة بشرية من المفترض إنها عادية، لو حكيتها لأي بني آدم في أي مكان في العالم هيبصلك و يضحك و يقولك: أيوة ما هو ده الطبيعي، فين المشكلة؟ ، لكن لإن إسراء ما اتولدتش في إحدى الدول المحظوظة بوقوعها في نصف الكرة الشمالي، فكل ما يظن البني آدمين إنه طبيعي بالنسبة لها كان معضلة.
فبمجرد أن يولد المرء أنثى ويوقعه حظه في أن يعيش في هذا الركن العجيب من العالم اللي احنا عايشين فيه، فعليه أن يودع المنطق والطبيعي والمتعارف عليه في بقية أنحاء العالم، وتبدأ الواحدة فينا منذ نعومة أظافرها في خوض معركة تلو المعركة فقط عشان يتبص لها كبني آدم عاقل وأنها يمكنها اتخاذ قراراتها بنفسها أو اعتماد شكل يرضيها لحياتها.
فمن أكثر الاتهامات ترددا مثلا تجاه أي امرأة في مجتمعاتنا أيا كان سنها أو وضعها الاجتماعي أو تعليمها وثقافتها هو إنها ست ماشية بدماغها.. اللي هو أهلا وسهلا يا فندم، أمال المفروض تمشي بدماغ مين؟
إسراء كانت ماشية بدماغها، وده كان شيء مزعج جدا لأهلها، اختارت تنتقل من مهنة لمهنة، فحاربوها، اختارت ستايل محدد لشكلها، فاضطهدوها، اختارت بلد للعيشة مختلفة عن بلد أهلها فاتهموها بالخروج عن طوعهم وشافوا انها تستحق العقاب. وأشكال العقاب كانت مختلفة، منها توجيه الإهانات ومنها التضييق ومنها الحبس. تخيل بني آدم تخطى الثلاثين، أهله يقرروا يمنعوه من حرية التحرك. أكيد هتحس إنه شيء غير طبيعي، إلا إذا كان البني آدم ده بنت، طبعا ساعتها انت وغيرك هتلتمسوا لأهلها العذر وتسألوا الأول عن أسبابهم وكأن مجرد كونها أنثى يبرر جريمة تحديد حرية مجرمة في أي مكان آخر في العالم.
أسباب وفاة إسراء ما زالت قيد التحقيق، لكن أنا قلبي بيقوللي إن أيا كان السبب المباشر فالأسباب غير المباشرة واضحة وضوح الشمس، وواضح كمان إنها مش هتكون أول ولا آخر مرة، ولا هتكون أول ولا آخر بنت يتم اغتيالها ع الأقل معنويا بهذا الشكل، فقط لإنها كانت تظن إن من حقها إنها تعيش.
3 Listeners
132 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
5 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
2 Listeners
2 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
3 Listeners